شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 25)
- المحتوى
-
د. ذدييل حيدري
ذو الطبيعة لمتذبذبة والتكتيكية تجاه م.ت.ف. وباستطاعتنا الاعتقادء استناداً إلى سجل هذا الموقف.
منذ أيلول ( سبتمبر ) في الاردن» بأن ذلك لم يكن مدهشاً. لقد انصبٌ اهتمام موسكو على عدم اندلاع
مواجهة شاملة, غير مرغوب فيهاء بين سوريا واسرائيل؛ ولذلك لجأت إلى الحد الادنى الضروري من
الدبلوماسية؛ لمنع ذلك7” *). ولأن الاتحاد السوفياتي لم يكن راغباً في المجازفة بمواجهة مع الولايات
المتحدة في المنطقة, اتخذ موقفهء الذي بات معروفاً للجميع» بعد ان تأكد ان سوريا لن تواجه خطراً
مباشراً. اضافة إلى ان ادراك موسكو للوجود الفلسطيني» وحتى الوجود السوري في لبنان» لم يكن
بأي حال؛ ليحسنء بشكل نوعيء موقفها في الشرق الاوسط(!*).
وعقب خيبة الامل التي منيت بها المنظمة من الموقف السوفياتي, ارتفعت أصوات فلسطينية
مسؤولة تجهر, علناً. بانتقادها هذا الموقف. نشيس في هذا السياقء إلى تصريحات كل من صلاح خلف
( ابواياد )» وفاروق القدومي (أبى اللطف)» وخالد الحسنء وهاني الحسن؛ ويذهب حواتمه إلى القول
ان الاتحاد السوفياتي «اكتفى بالضغوط السياسية والدبلوماسية» التي كان تأثيرها «محدوداًء ان لم
يكن صفراً»("0).
ان الدلائل التي تشير إلى الفتور في العلاقات الفلسطينية السوفياتية, في أعقاب مرحلة ما بعد
لبنان» اكثر من ان تحصى. ولعل خير دليل على ذلك ما بدا في المناقشات التي أجريت داخل دورة
المجلس الوطني الفلسطيني السادسة عشرةء التي عقدت في شباط ( فبراير) /١15/47 حيث برزت,
بوضوح.ء مدرستان: الاولى» ترى في الاتحاد السوفياتي «حليفاً استراتيجياً» لا غنى عن علاقة
تحالفية معه؛ والثانية, ترى فيه صديقاً تشتق صد اقته من اعتباره «دولة عظمى لها حساباتها
الخاصة»7”*). وبالنسبة إلى موسكوء فان النقاش في المجلس الوطني» حول مقولة «التحالف», لم يؤثر
في علاقتها بالمنظمة بقدر ما أثر في تلك العلاقة النقاش المتعلق بمستقبل الخطط السياسية للمنظمة:
والمتعلقة, اساساًء بالعلاقة مع الاردن: ومصرء والموقف من مشروع ريغان. ولما كانت هيء نفسهاء
مدفوعة الى تحسين علاقاتها مع هذين البلدين العربيينء فانها كانت, في تعليقاتهاء تميز بين اتصالات
رئيس اللجنة التنفيذية مع عمان والقاهرة» وبين مشروع ريغان. بل ان اندرويوفء نفسه؛ كان عبّر
في كانون الثاني ( يناير ) 15417. في اثناء اجتماع له مع وفد م.ت.ف. عن «التفهم السوفياتي لموقف
قيادة منظمة التحرير الفلسطينية». مفضلاً اتحاداً كونفدرالياً بين دولة فلسطين المستقلة وبين
الاردن!*”). وهذا ولا شك هام» ويعطي «شهادة في حسن السلوك»: غير ان تأكيد موسكو ان لا مصلحة
ل م.ت.ف. في مشروع ريغان: كان: وبحقء نوعاً من التشكيك في الصفة التمثيلية لقرارات دورة
المجلسٍ الوطني السادسة عشرة؛ تلك القرارات التى انتقدت مشروع ريغان: ولكنها تركت الباب
«منفرجاً. بعض الشيء». لجهود التقارب مع الملك حسين, من أجل ايجاد وسيلة للتقرب من واشنطن.
وتجاهلت موسكو ذلك في معظم تقاريرها ؛ بل انها غيّرت اصطلاح م.ت.ف. في شأن مشروع ريغان:
مستعملة تعبير «مرفوض» بدلا من «غير مناسب». وبالنظر إلى عدم استطاعتها العثور على ما يؤكد
ذلك في تصريحات رئيس اللجنة التنفيذية» أعطت اهتماماً أكبر من المعتاد لخطاب ألقاه د. جورج
حبشء ولتعليقات أصدرتء: من هنا وهناك, لحبش وحواتمه وخالد الفاهوم. تجمعء كلها؛ على رفض
مشروع ريغان!”*). وصعّدت موسكو حملتهاء فقال الكسندر بوفين» آأحد محرري ال «ازفستيا» في
مقابلة تلفزيونية: دان اقامة الدولة الفلسطينية هي امكانية قائمة, نظراً لوجود كل المؤسسات
والاعتبارات المادية والمعنوية لدى م.ت.ف. باستثناء الارض»», ليصل إلى تأكيد «ان العقبة الوحيدة
امام هذه الامكانية» تتمثل في مشروع ريغان»(1*).
؟ اشْوُون فلسطيزية العدد ١78 كانون الثاني ( يناير ) ١914/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 178
- تاريخ
- يناير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)