شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 26)
- المحتوى
-
لب منظمة التحرير الفلسطينية في السياسة السوفياتية
انطوى النصف الثاني من العام ١1/7 على العديد من التطورات: التمرد داخل «فتح», والقتال
السوري الفلسطيني في البقاع» وفي طرابلس» وترحيل ياسر عرفات وقواته من شمال لبنان: والصراع
بين م.ت .ف. وبسورياء والصراع الداخلي في لبنان ودور الفلسطينيين فيه7”*). وفي هذا تصرّقت موسكو
بالطريقة التي تتصرف يها أي دولة عظمى اخرى. فقد تهرّبت من تحديدات دقيقة: ومن التزامات
قاطعة؛ من شأنها جرّها إلى مواقف حرجة» وخصوصاً مع سوريا و م.ت.ف. ومن الجلي ان موقف
موسكو لم يكن مسألة اختيار بين سوريا والمنظمة. بل كان مسألة ما يعنيه الاختيار بالنسبة إلى
الاستراتيجية السوفياتية في المنطقة: فالتخلي عن م.ت .ف. سوف يؤدي إلى انصهار موقفها مع الموقف
الرافض, الأمر الذي يخرج المنظمة من الصورة كطرف في نزاع الشرق الاوسط ؛ وبذلك تضيع احدى
الروافع المستقلة لادخال السوفيات في اية مفاوضات تسوية ؛ وفي الوقت عينه» ان تأييدها سوريا سوف
يقؤي موقف الرافضين لأي تسوية متفاوض عليها في مؤّتمر دولي. وفي النهاية؛ فان مساعدة كهذه
سوف تؤّدي إلى انشطار م .ت .ف بحيث تغدو غير مقيدة للسوفيات وريما: غير مفيدة,2 ايضاً لغيرهم.
ولذلك؛ فان كل ما كان يؤْخذ على قيادة عرفات: كان يشطب في مواجهة محاولات استبد الها(2”).
كانت الظروفء بالنسبة إلى موسكوء تسمح بنتيجة واحدة: هي اتباع سياسة «ترضي الجميع ولا
تسب أحداً». هذه السياسة خلقت بلبلة عامة بين الفلسطينيين وكذلك بين الاحزاب الشيوعية العربية,
وأدت إلى وضوح الموقف السوفياتي مما يجري بين المنظمة وسوريا. وعلى العموم: كان الموقف
السوفياتي اقرب ما يكون إلى الحياد بين «فتح» والمتمردين» من جهة' وبين سوريا والمنظمة. من جهة
أخرى.
ومهما يكن الامر بدأ العام ١1/5 بأسئلة زادتها تناقضات مواقف موب كو على الساحة العربية
غموضاً: كيف يمكن ان توفق بين مبيعات السلاح للاردن» وبين تطلعات سوريا لتكون متفوقة على
جاراتها العربيات ؟ وكيف يمكن ان تحسن علاقاتها مع مصرء بدون التخلي عن موقفها المعارض
لاتفاقيتي كامب ديفيدء ومن دون اشعال غضب حلفائها العرب الرافضين ؟ وكيف تطور افكاراً
لصناعة السلام؛ من دون تعارض مع التطلعات العربية, أى الوقوع في المشاكل السياسية التي
يواجهها «المعتدلون» العرب ؟ بل؛ كيف تبني علاقاتها مع م.ت.ف. من دون ان تُحشر بين الاسد
وعرفات ؟
وبالفعل: بذلت موسكو جهداً مركزاً للاجابة عن مثل تلك الاسئلة. ومن المبالغ فيه» بل من الخطأً,
القول ان تلك الاسئلة أتت مقطوعة الجذور؛ ذلك ان موسكو التي كانت تعتمد على علاقتها بسورياء
باعتبارها الارضية التي تتحرك عليها لتلعب دوراً مباشراً في النزا ع العربي الاسرائيلي» باتت تعتقد
بأن الاعتماد على امدادات الاسلحة يمكن ان يحدّ من خيارات النظام في دمشق؛ ولكن التجربة مع
السادات يجب ان تذكر بأن هذا المصدر الاخير للنفون لم يستطع ان يحتفظ بالزيائن العرب» ضمن
الخط المطلوب. لذلك؛ كان هناك استنتاج بضرورة توسيع علاقاتها مع بلدان عربية اخرى, تخدم
هدفها البعيدء في ادارة علاقاتها مع سورياء وتؤمن لها وضعاً اكثر ثباتاً في المنطقة. هكذا كان من
المناسب لموسكو تحسين علاقاتها مع البلدان العربية «المعتدلة» وى « الموالية للغرب»» لتبقيها قريبة من
الاشتراك في أي عملية تسوية للنزاع في الشرق الاوسط . فقامت بحملة دبلوماسية مكثفة استهدفت
تقوية علاقاتها مع تلك البلدان.
واعتباراً من.ربيع العام 0 بدت الظروف مشجعة وميشرة بنجاح: هد تيذله موسكو
العدد ١78: » كانون_الثانى ( يتايز ) :/158 لشُوُون فلسطيزية” 530 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 178
- تاريخ
- يناير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)