شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 53)
- المحتوى
-
وليد الخالدي 000
ببيروت: ثم تولّى نيابة طرابلس الشامء وكان ذلك في زمن راشد باشا والي سوريا وأحد الزعماء
الاصلاحيين. ونا عزل راشد باشاء عاد ياسين إلى القدسء لكنه ما لبث ان أرسل قاضياً شرعياً إلى
نابلس؛ عندما تولّى مدحت باشاء كبير الاصلاحيين» ولاية سوريا. ظ
وقبل نهاية هذه المرحلة بقليل, اصطحب عبد الرحمن نافذ ابن اخيه روحى في زيارة الى الآستانه,
حيث عرّفه الى شيخ الاسلام حينئذٍ عرياني زاده احمد اسعد افنديء, الذي رغب في تشجيع صاحبنا
على طلب العلمء «فأنعم عليه برتبة ' رؤّوس بروسه ' وهي أول درجة في سلم المراتب العلمية وكسوتها
جبة زرقاء مطرزة بالقصب عند القبة وعمامة عليها شريط مقصّب ويلقب صاحبها ب ' قدوة العلماء
المحققين ' ويعد مدرساً في مدرسة رابعة الخير في مدينة بروسه؛ ولم يكن المترجم حينئذٍ يبلغ السادسة
عشرة وهو تلميذ وليس مدرساً»؛ وكان ذلك في ١٠١ ربيع الأول سنة /ا51؟١١ ه / 1 مم.
وعند نهاية هذه المرحلة؛ انتظم المترجم في «سلك خدام الحكومة في الدوائر العدلية»: وكان ذلك:
كما يبدو. بضغط من والديه؛ بينما كان روحي شديد الالحاح والرغبة في متابعة دراساته في الآستانه.
ولعل معارضة والديه لذلك وحرصهما على ابقائه بالقرب منهما في القدس كانا بسبب انه وحيدهما.
وحاول روحي ان يعصى ارادتهما وأن يسافر الى الآستانه عن طريق البحرء لكنه أُرغم على العودة الى
القدسء بعد ان وصل الى ظهر الباخرة في يافا.
وكين روحيء بعيد عودته الى القدسء باشكاتباً لمحكمة غزة» فاغتنم فرصة سفره الى غزة وبدل
ان يذهب الى مقر عمله الجديد تمكن من «الافلات» والسفر الى الآستانه حيث بدأ المرحلة الثانية من
سيرته. فدخل «المكتب الملكي» وبقي فيه ستة أعوام ١7١( ه /18417م- 151١ ه /1857م)
اخذ في نهايتها الشهادة العالية. وعند عودته الى القدسء» عين معلّماً في «المكتب الاعدادي» فيها. لكنه
«رأى في نفسه انه اجدر بأن يتولى وظيفة أعلى من هذه»»: فرجع الى الآستانه وطلب أن يعين «قائم
مقاما» لأحد الأقضية. وكاد يتم له ما أرادء لكن عيل صبره وهى ينتظر صدور الأمر بتعيينه. فسافر
الى باريس «وهو لا يعرف أحداً فيها». ثم عاد الى الآستانه؛ وأخذ يتردد على مجالس السيد جمال
الدين الافغانى. وكان الأفغانى تحت رقابة مشددة من قبل اجهزة الأمن العثمانية. فلمًا اشتدت
الرقابة على روحي نفسه «هجر البلاد العثمانية» الى فرنساء ودخل مدرسة العلوم السياسية في باريس
وأتم دروبسه في ثلاثة أعوام, ثم التحق ب «السوربون» ودرس فيها فلسفة العلوم الاسلامية والآداب
الشرقية. أما اهم الأساتذة الفرنسيين الذين يذكر المترجم فضلهم عليهء فهم البير فراندال المحاضر
في «المسألة الشرقية». و «شيخ التاريخ السياسي» آليير سورل (50161 41561 )» ووزير المعارف
المسيى رامبى (16313253110 41560 ): والمستشرق اللغوي هارتويغ ديرانيور غ (-©12©17 18121618
٠ )/ 18 والاحصائي ليفاسور (73556111ع,1 ) .
وعند نهاية دراساتهٍ الجامعية بدآت المرحلة الثالثة من سيرة المترجم؛ وهي مرحلة عمله
الآكاديمي. فقد عَينَ مدررساً في جمعية اللغات الأجنبية في باريسء» وأخذ يعقد الندوات العلمية
(قونفرانس)» ويلقي المحاضرات بالعربية بحضور كبار المستشرقين. ولعله أول من فعل ذلك في
الجمعية من العرب» ودخل عضواً في موّتمر المستشرقين المنعقد في باريس سسنة :١/8501/ وعرض فيه
«احصائيات من العالم الاسلامي».
وتبدآً المرحلة الرايعة من سبيرة المترجم يعودته الى الآستانه سنة 21١89 حيث صدرت الارادة
السنية يتعيينه «قنصاً جنرال» 5 مدينة بوردوء «فرخيت به حكومة الجمهورية الفرنساوية
لك نشؤون فلسطيزية العدد :١78 كانون الثاني ( يناير ) ١544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 178
- تاريخ
- يناير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10636 (4 views)