شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 90)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 90)
المحتوى
لب قراءة في طروحات اسرائيلية...
بالمشروع الصهيوني. فهي على استعداد ‏ منذ البدء ‏ للوصول إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين» دون ان
يستند مثل هذا الاستعداد إلى قاعدة الاستقلال الوطني الفلسطينيء وذلك لترسيخ قناعة كما يبدىء في اعماقهاء
بأن أرض فلسطين. لا تتحمل دولتين. ا
فاستناداً إلى طبيعة المساومة» التي تشكل جوهر التكوين في الحركة الصهيونية على الرغم من كل المغالاة
والعسف النظري المثالي الممتزجين في أسس التكوين الاولى: فقد سغت الصهيونية: فعلاً, في البدايات» نحو اتفاق
سياسي مع الفلسطينيين» شرط أن يؤّمن لها هذا الاتفاق القاعدة الضرورية لاستمرار توسع المشروع الاستيطاني
الصهيوني في فلسطين (راجع صبري جريس.ء تاريخ الصهيونية. الجزء الثاني. ' الوطن القومي اليهودي' في
فلسطين, ‎١118‏ -1414/ نيقوسيا: مركز الابحاث ب م.ت.ف. ‎,١15487‏ ص 270)؛ وذلك بما يعكس عنفوان
مشروع في بداياته. لكن الامر يظهر مختلفاً الآن»ء حيث يبدو وكأن الحركة الصهيونية (أو لنقل الجيل الثاني
والثالث فيها). أصبحت مدركة لنقاط الضعف الحقيقية في مشروعهاء فأخذت تقترب من واقع الاشياء وححّمت
مثاليتهاء واتجهت إلى السعي نحو اتفاق سياسي مع الفلسطينيين يقوم, اولاء على قاعدة التنازل عن شرط التوسع
الصهيوني ؛ كما يقومء ثانياً على الاعتراف بأهلية مشروع الخصم (الفلسطيني) على النشوء والتحققء ويالتالي
الاكتفاء بمشروع الدولة اليهودية النقية مع بذل كل الجهد للحفاظ عليها من التلف.
وهكذا تصبح القاعدة, هناء انه كلما عجزت الحركة الصهيونية عن تحقيق مشروع التوسعء كلما اضطرت
إلى تقديم التنازل للمشروع الفلسطيني؛ مع معرفتها الاكيدة والمحقة بآن كل تنازل من هذا النوع يحمل موتاً
حتى لمشروع الدولة اليهودية بالذات. وفي الواقع» انه اذا ما دققناء بشكل موضوعي.ء في الجهد الهائل الذي بذلته
الحركة الصهيونية ودولة اسرائيل على مدى السنوات العشر الماضية التي شهدت ثلاث حروب مع منظمة التحرير
الفلسطينية (2151/8 11/41 19487)» نستطيع أن نرىء بوضوح, التفسير المنطقي لمشاريع التسوية التي
ينتجها المجتمع الاسرائيلي» بين الحين والآخر. فمثل هذا الجهد المكثف كان شاغله الاساس هو التوسع وإخضاع
الخصم. كلياً. وابادة ارادته؛ لكنه جهد انتهى ‏ كما يبدو - إلى طريق مقفلء بل بدا وكأنه جهد عبثي فعلاً» حيث
لم يتحقق شيء من الاهداف المطلوية, فماذًا يكون الخيار في مثل هذه الحالة: التراجع أم التمترس خلف المقولات
العاجزة عن التحقق ؟
ان أهمية مشاريع التسوية التي يطرحها بعض الاسرائيليين على الفلسطينيين؛ بين الحين والآخرء تكمن,
فقطء في الفكرة الاخيرة لا غير أي ان طريق التوسع قد أقفل فعلاً, اذ لم يعد منسجماً مع مقاييس العصر ولغة
التقارب: والمساومات, التي بد أت تطبع علاقات القوى الرئيسة في العالم؛ ونتيجة لذلك؛ فان بعض اليهود اكتشف
انه لم يعد أمامه غير أحد خيارين: اما الاكتفاء بدولة يهودية مقلّصة؛ ومقفلة, تعد استمراراً منطقياً لتاريخ
«الغيتى» اليهوديء واما الدخول في مشروع سياسي مشترك لا يكون لهم فيه الهيمنة بحكم اقليتهم.
خلفية تاريخية
وهنا تجدر الاشارة إلى فكرة ذات قيمة في هذا المجال: تتلخص في انه حين يبادر أصحاب المشروع
الصهيوني بطرح مشاريع حلول سياسية على الفلسطينيين يكون منطلقهم وشاغلهم هما كيفية الحفاظ وادامة
مشروعهمء وليس الحقوق السياسية للخصم ؛ وهذا يعنيء اولاء ان ليس كل مشروع يطرحونه فو مشروع للحل
الفعلي؛ بل غالباً ما يكون نوعاً من المناورة تستهدف التحايل على الخصم لاحباط امكانية تقدّ
وهو يعني» ثانياً. ان كل تنازل يقدمونه يعكس اندفاعاً وتقدماً لدى الخصم الفلسطيني: وبالتالي فان العلاقة
بين الطرفين قائمة, بالختزورة» على التناقضء يدرك الطرفان: بدقة؛ هوامش المناورة بينهما .مما يمنع الدخول في
غلاقة مساومة.فعلية تبحث في الخل الوشط.
وهنا نرى انه من المفيد القاء نظرة سريعة على عَدَدَ من المشاريع التي سبق للصهيونيين طرحها قبل اعلان
دولتهم؛ بحيث تمكن المقارنة مع ما يطزج حالياً »فلا «يطيشن أحدنا عن شين ماء».
العدد7/8١:‏ كانون الثاني ( ينايز ) 158/7 لمْوُون فلسطيزية: 4
تاريخ
يناير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)