شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 98)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 98)
المحتوى
ل تواتر الفعل الفلسطيني
‎١‏ اتعطافات المشروع الوطتى الفلسطينى
نحن نعتقد بأنه اذا كانت سنة ‎١114‏ وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية: كتعبير وتطلع للشعب
الفلسطينى لتحقيق مشروعه الاستقلالي واقامة كيانه الوطنى, تشكل انعطافاً رئيساً في مسار الحركة الوطنية
الفلسطينية المعاصرة» مما جعل الباحثين ورئيس التحرير يخصصون فصلا خاصاً لمتابعة» ودرسء وتدقيق: هذا
النشوءء والبحث في خلفيته ومعطياته والمحيط الاقليمى والدولي الذي أثّر في اعلانه. اذا كان ذلك صحيحاً ‏ وهى
كذلك بالفعل؛ وباعتبار هذا الفصل بالذات ذا أهمية استثنائية؛ لأنه قام بتفصيل مرحلة ذات أهمية استثنائية
هى مرحلة التأسيس - فان مسار الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة قد شهد انعطافة أخرى ذات أهمية
استثنائية كذلك: يمكن أن نطلق عليها انعطافة التبلور والنضج. والتي تمثلت في قدرة الفلسطينيين على انتاج
وتسويغ برنامجهم السياسي الواقعيء وذلك للمرة الاولى في تاريخ الصراع العربي ‏ الاسرائيلي» وهو التبلور المتمثل
في البرنامج المرحلي ( برنامج النقاط العشر ) لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي قامت الدورة الثانية عشرة للمجلس
الوطني الفلسطيني (القاهرة ‎١‏ حزيران ( يونيئ ) 15174) بالاعلان عنه وتقديمه إلى العالم كحل وسط للصراع
وهنا نقول انه كان الاجدئى أن يخصص فريق العمل فصلا خاصاً لهذه المرحلة؛ يقدم فيها الفريق, كما فعل
في القسم الاول كله من الكتاب (سبع فصول) تشريحاً تفصيلياً لطبيعة الوضع الفلسطينيء كما الوضع المحيط
الذي سمح بانتاج مثل هذا البرنامج الاستثنائي الذي كان بحاجة إلى عشر سنوات متواصلة (1917/4-15715)
من العمل الصعب لبلورته وولادته. كان الاجدى الاحاطة بعناصر الظرفينء الموضوعي والذاتيء المنتجين
للبرنامج؛ بحيث يؤدي ذلك إلى فهم أكثر وضوحاً لطروحات البرنامج» وفهم أكثر وضوحاً لاهليتها للتحقق.
لكن د. سرحان ‏ كاتب هذا الفصل - اختار ان يِمَرّ عرضاً بهذا البرنامج: في سياق سرده لقرارات المجالس
الوطنية الفلسطينية المتتالية» فلم يحز البرنامج المرحلي الا على صفحة واحدة من الفضل المخصص للعمل على
الساحة الفلسطينية في تلك المرحلة . ولا نريد» هناء البحث في النواياء كما لا نريد الاتهام بأنه قد تم اسقاط الذات
على الواقع» أو تضخيم الذات لتحل محل الواقعء مع ان اتهاماً من هذا النوع قد لا يحمل مغالاة أوشططاً؛ بل
قد يجمع ما بين الباحث ورئيس تحرير البحث؛ لكن الامر الملموس ان الكتاب» بمجمله؛ قد تجاهل حدثاً أقل ما
يقال فيه انه الاساس والمصدرلما يقرب من خمسة عشر عاماً من الجهد الفلسطيني الحثيث وبالغ القسوة لتأكيد
الذات وينائها ويلورة وعي سياسي محدد لهاء من خلال تمسكها بمشروع محدد البنود والزواياء يحاول ان يكون
مجرداً من طفغيان ذاته ومصالحه الخاصة تجاه قضية الصراع حول مستقبل فلسطين بين المستوطنين
والمواطنين.
مثل هذا النضج الفلسطيني الخلاق الذي شكل نسغ الحياة والاستمرار لمدى زمني طويلء والذي حمى
الكيانية الفلسطينية من سعير الموت المطلق؛ هذا كله يتم تجاهله؛ ويتم القفز عنه, وفي ذلك نقيصة كبرى. وأمر
كهذا ليس تقنيا كما يمكن أن يقال؛ اذ نعتقد بأن ضرورات هذا المشروع بالذات ‏ مشروع التأريخ للكيانية
الفلسطينية المعاصرة ‏ كانت تحتم افراد فصل خاصء أو قسم خاصء لمرحلة التبلور الفلسطيني»: ومرحلة
انفصال الوعي الفلسطيني عن حالات التغني بالبرتقال الحزين» ثم عن حالات الاتباع للفكرة ‏ الوهم التي سوف
تشكل الخلاص الفلسطيني على يد السيف العربي القادم لتحرير القدس.
ان هذه النقطة بذاتها تشكل اختراقاً عظيماً لعشرات السنين من طغيان المحيط وانكفاء هدف الاستقلال
وتجسده . وهذه اللحظة بالذات» لحظة تبلور البرنامج المرحليء فالسلطة الوطنية الفلسطينية» فالدولة الفلسطينية
في الاراضي التي يتم تحريرهاء فالدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة» مثل هذا التبلور المتنامي الذي
قد يجده البعض تناقضاً وتنازلاء هيء في تقديرناء أرقى حالات الواقعية الفلسطينية؛ واقعية تملك ضفافهاء
واقعية تجتهد لترسم وتبين موقعها على خارطة سياسية تعصف يها الرياح من كل صوب.
الغدد ‎١78‏ : كانون الثاني ( ينايز ) ‎١58/7‏ لشْوُونُ فلسطيزية /54
تاريخ
يناير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)