شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 38)
- المحتوى
-
سسل السياسة الاقتصادية الاسرائيئية في الضفة والقطاع
اقتصادا يعتمد» في حركته اليومية, على الاقتصاد الاسرائيلي ويولد قناعات لدى المواطنين العرب فيهما
بأن اقتصادهم لن يتمكن من الانفصال عن الاقتصاد الاسرائيني(!*). ومن جانب آخر, فان تدفق
العمال العرب» وتعودهم على الذهاب اليومي والمستمر إلى المصانع الاسرائيلية» وارتباط اسر هؤلاء
العمال بهم, يجعل من المصنع الاسرائيلي المجال الاقتصادي الطبيعي الذي يتوجه اليه هذا العامل
بتفكيره» وبقوة عمله(؟*).
ثانياً: قادت عملية الخذق الاقتصادي إلى حالة من التبعية الاقتصادية الاجتماعية: لمواطني
الضفة والقطاع لأسرائيل» إلى الحد الذي تضع فيه الصعوبات المادية أمام استقلالهما عن اسرائيل.
فظهور أنماط العمالة بين الفلاحين؛ واللاجئين: والتوسع في تصدير السلع الاسرائيلية إلى الضفة
والقطاعء قد تبدى. بالنسبة إلى المستقبل: أكثر خطورة من مسألة الاستيطان ومصادرة الارض.
فالشكل الظاهري للاحتلال (المستعمرات) أقل ولأة من وجود شبكة معقدة من التبعية الاقتصادية.
والاجتماعية. وحتى اذا أمكن التغلب على بعض أشكال هذه التبعية في مجالي العمالة والبضائع
الاستهلاكية (بعد الاستقلال)» فان الاشكال الاخرى التي أحدثتها التبعية, مثل التغييرات في القطاع
الريقي» كالضغط السكاني على الارضء وظهور انماط ومستويات معيشية مرتفعة, نتيجة لارتفاع
الاجورء سوف تجعل من امكاذية التغلب عليهاء مستقبلاً: امراً اكثر صعوية من قدرة الاحتلال
الاسرائيلي على السيطرة على الوضع الذي كان تحت الحكم العربي 07
ثالقاً: تر تب على عملية الخنق الاقتصادي ظهور فئات اجتماعية: في الضفة الغربية وقطاع غزة»
ارتبطت مصالحها بالتعايش مع الاحتلال ؛ فنظراً لكون اسرائيل متفوقة تكنولوجياًء فان الميزان
التجاري لا بد وأن يكون راجحاً أ لصالحها في تعاملها التجاري مع الضفة والقطاع. وبناء على هذا
الوضع: لا بد ان تقوم اسرائيل بتحويل الضفة والقطاع إلى سوق لتصريف انتاجها الزائد على حاجتها
(وهو سوق له مميزات القرب والقدرة على التحكم). وتعني مقولة تصريف الانتاج الاسرائيلي الحصول
على ربح معين لمن يقوم بعملية التصريف المذكورة. ولذاء فان قيام فئة من سكان الضفة والقطاع
بالقبول بدور وكلاء الشركات الاسرائيلية كوسيط؛ في الفترة التي تلت حرب حزيران ( يونيى ) مباشرة,
كان بمثابة تمهيد الطريق لفئات أخرى من السكانء للتعاون مع الاحتلال اقتصادياً. انطلاقاً من
تحقيق الربح السريع, إلى الحد الذي دفعها إلى التعاون مع المستثمرين الاسرائيليين, لانشاء المشاريع
المشتركة. وقد شجعت سلطات الاحتلال هذا التعاون 7
رابعاً: على الرغم من تمخض عملية الخنق الاق لدي عن دف الكثير من مواطني الضفة
الغربية وقطاع غزة إلى سوق العمل الاسرائيليء إلى الحد الذي يمكن أن يشكل طبقة عمالية ذات
توجهات وطنية, الا ان عملية الخنق الاقتصادي ذاتها ساهمت في تغييب الوعي الوطنيء ليس فقط
عن الطبقة العمالية التي تضم العاملين العرب من الارض ال محتلة في سوق العمل الاسرائيلي(**). بل»
أيضاً: ٠ عن الغالبية العظمى من مواطني الارض المحتلة. هذا التغييب ناتج؛ اساساًء عن الارتفاع
السريع والمفاجىء للاسعار. فنظراً لعلاقة التبعية الاقتصادية والاجتماعية» فان الازمات الاقتصادية
التي يعاني منها الاقتصاد الاسرائيي» ٠ ومنذ أوائل السبعينات7"), تنعكس» وبشكل مَرَضِيء على
الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعلى الرغم من أن أزمة الاسعارء في الضفة والقطاع, هي
امتداد للازمة نفسها في اسرائيل؛ الا ان هناك فارقاً نوعياً في الامر. بين أزمة الاسعار في الجانبين,
يكمن في أن الحكومة الاسرائيلية تقوم» داخل اسرائيل» بفرض نوع من الرقابة على الاسعار, وتحاول
ايجاد توازن بين الاسعار والاجور وارتفاعهما. وهي وان لم تنجح في ذلكء الا انها خقفت الامر
العدد 11/5: شباط ( فبراير ) ١584 شْيُون فلسطزية ”7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10728 (4 views)