شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 39)
المحتوى
عواد الأسطال سس
نوعاً ما. أما في الضفة والقطاعء فان الامر يختلف كلّية. فاضافة إلى عدم وجود رقابة على الاسعارن.
فان. سلطات الاحتلال تساعدء بدورهاء في تأزيم المشكلة. فعند حصول ارتفاع متزايد في أسعار سلعة
معينة, تقوم بعرقلة استيرادها من الخارج:ء وبذلك توفر للتاجر حماية كافية؛ كي يتمادى في
الاستغلال . ويخلق هذا الوضع ارتباكاً مالياً لدى الناس: وخاصة العمال والفلاحين الذين يشكلون
الغالبية العظمى من المواطنين. ويقوم الارتباك على الحلقة الآتية: أسعار عالية ومستمرة في الارتفاع
تقابلها أجور قد تفي بالحاجات الضرورية للعاملء وقد لا تفي» وخاصة لدى العامل الذى يعيل عائلة
كبيرة, أي أن الاجور تتفجر أمام أسعار ملتهبة؛ اذن, ذهي عودة مباشرة إلى العمل المأجور, مهما
كانت الشروط مجحفة. وازاء هذه الدوامة, لا يقوى المواطنون على أخذ وضع التوازن, وبالتالي التفكير
في الوجه القومي للمشكلة » بل يبقى الكل منساقاً وراء استيفاء حاجياته؛ ذات الاسعار العالية 07
وتجدر الاشارة إلى أنه كلما ازدادت أجور العمال العرب في اسرائيلء از ادتء بالتاليء ميوعة الوجود
الطبقي للطبقة العاملة» وأصبح هدفها المباشر هو النضال الاقتصادي فقط(8).
خامساً: كان من نتيجة عملية الخنق الاقتصادي ظظلهور قناعات نفسية سلبية, تؤثر, في المدى
الطويلء في مجمل البنية الاقتصادية ‏ الاجتماعية لمواطني الضفة الغربية وقطاع غزة. ولعل أهمها
اثنتان: الاولى تتعلق بالارضء والاخرى تتعلق بالاستثمار الاقتصادي.
فالبنسبة إلى قضية الارضء وهي جوهر المشكلة الفلسطيذية منذ بروز الحركة الصهيونية(05),
فان ارتفاع أجور العمل في اسرائيلء اضافة إلى عملية المصادرة التي درجت عليها سلطات الحكم
العسكري الاسرائيلي» وسياسات التضييق الاقتصاديء دفع بعض المواطنين إلى قناعات نفسية
تتجلى في أن الارض عاجزة» من وجهة نظرهمء عن سد حاجات القلاح الضرورية:؛ وبالتالي لا تستحق
التخصص في العمل فيها. ولعل هذه القناعات ناجمة عن عمق الميل نحو المكاسب الاقتصادية البحتة,
بغض النظر عما يمكن أن تؤدي اليه هذه المواقف في النهاية7”*). ولعل هذاء أيضياً. يفسر الانخفاض
في عدد المشتغلين في مجال الزراعة في الضفة والقطاعء على الرغم من ان الانتاج الزراعي هى القطاع
الاساسي والمورد الانتاجي الاول في المناطق المحتلة('"). وتدق مشكلة ترك الارض الزراعية؛ ويعتفء
في الضفة الغربية » بصفة خاصة؛ حيث تقع معظم الاراضي الزراعية في المنحدرات الجبلية في شكل
قطع صغيرة مستوية تحيط يها الجدران (سناسل) تمنعها من الانجراف. ومن الضروري الاعتناء
الدائم بهذه الجدرانء والا فان الاترية سوف تجرفها الامطارء ولا يمكن معالجة الامر بعد ذلك(”*),
اما بالنسبة إلى قضية الاستثمار الاقتصاديء فان الشعور بالقلق الاقتصادي والعجز عن
مناقسة السلع من منتوجات اسرائيل» قد آديا إلى توجيه الاستثمارات إلى القطاع غير الانتاجي في
الاقتصادء مثل البناء وشراء مركيات النقل التي يستعمل معظمها لنقل العمال يومياً إلى مراكز عملهم .
وتصل بعض الدراسات إلى ان جميع الدلائل تشيره في هذا الجانب » إلى «ان سكان الضفة الغربية
وقطاع غزة يتبعون تقريباً نفس الخطوات التي سارها العرب الذين عاشوا في اسرائيل منذ العام
4 ولتي أدت إلى تحويل الاغلبية الساحقة من قوة العمل إلى عمال يشتغلون في المدن والقرى
اليهودية(7)
سادساً : قادت عملية الخنق الاقتصادي إلى ظاهرة الهجرة من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى
خارج فلسطين. فتجاه اتساع الآفاق: نسيياء لدى العاملين يدوياً ‎٠‏ ضاقت فرص العمل لدى ذوي
التعليم والثقافة النظرية» أبناء الطبقة المتوسطة عادة, وهذا دفع ابناء هذه الطبقة (مدرسين؛ محامين,
الخ) إلى البحث عن العمل في الخارج: وقد أخل هذا النمط من الهجرة بالتركيب الطبقي في
758 ْوُون فأسطيزية العدد ‎,١15‏ شباط ( فبراير ) 15/44
تاريخ
فبراير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)