شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 57)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 57)
المحتوى
المعتى واللتطليات
د. محمد عبد العريز ربيع
تشسير حقائق الواقع في عالم اليوم إلى ان القوى التي لعبت الدور الاساسي في اعادة تشكيل
العلاقات الدولية» في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, لم تعد قادرة على الاستمرار في أداء دورها
السابق بكفاءة؛ اذ ان بروز الاتحاد السوفياتي» كقوة عسكرية وسياسية كبرىء وتبلور اليابان والمانيا
الاتحادية كقوتين اقتصاديتين كبيرتين» وانتهاء عصر الطاقة الرخيصة: بعد تكرر أزمات الطاقة,
وأفول نجم الاستعمار القديم ودوله» وتبلور العالم التالث. كساحة لتنافس القوى العالمية الجديدة
والقديمة, أدت, في مجموعهاء إلى احداث تفييرات جذرية في العلاقات الدولية؛ ونوعية القوى التئى
تساهمء اليوم» في تشكيلها وتوجيهها.
1 في الخمسينات والستيناتء. قامت الولايات المتحدة الاميركية, كأهم قوة عسكرية واقتصادية في
العالم» بقيادة المعسكر الغربي؛ كما قام الاتحاد السوفياتيء كثاني أهم قوة عسكرية وسياسية,
بقيادة دول المعسكر الشرقي. وفور انتهاء الحرب العالمية الثانية وتبلور قوى المعسكرين» اتجهت
القوتان العظميان إلى التنافس واحكام السيطرة على قوى الحلفاء والتخطيط لتوسيع مناطق النفوذ.
ولقد استخدمت هاتان القوتان المال والسلاح لضمان ولاء الحلفاء والاصدقاء وشراء تأييد المترددين
وسكوت المناوئين وتحريض العديدين على تحدي القوة المنافسة الاخرى. ولقد استتبع ذلك قيام
القوتين العظميين بتغذية الصراعات الاقليمية والنزاعات الد اخلية في العديد من بقاع العالم, والاتجاه
نحو استغلال تلك النزاعات: بوجه عام, لخدمة المصالح الخاصة قصيرة المدى.
وفي محاولة للخروج من حلية الصراع بين المعسكرينء اتجهت غالبية دول العالم الثالث وجهة
سياسية تقوم على الحيادء ووجهة اقتصادية تقوم على تنمية الموارد الوطنية وتحقيق الاستقلال
الاقتصادي. وبعد ثلاثة عقود من النضال الخارجي» والصراع الداخليء نجحت غالبية دول العالم
الثالث في تحقيق أهداقها السياسية الرئيسة: بينما فشلت في تحقيق الحد الادنى من أهدافها
الاقتصادية. وفي الواقع» لولا بروز الاتحاد السوفياتي, كقوة عظمىء وقيامه بمد يد العون إلى غالبية
دول العالم النامي في صراعها مع الاستعمار القديم» لكان من الصعب على تلك الدول تحقيق الحد
الادنى من أهدافها السياسية؛ أيضاً. ولقد ترتب على ذلك فشل دول العالم الثالث في تشكيل كتلة
سياسية: واقتصادية, كبيرة في مقدورها الاعتماد على النفس وتحولهاء تدريجياً: إلى ساحة لتنافس
القوى العالمية الجديدة, خاصة ذات الاطماع الاقتصادية: كاليابان والمانيا الاتحادية والدول
الآسيوية حديثة التصنيع.
053 اشْوُون فلسطرزية العدد ‎,١7/5‏ شباط ( قبراير) 1944
تاريخ
فبراير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22476 (3 views)