شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 58)
- المحتوى
-
قدرات اسرائيل العسكرية والسياسية
بينما كانت غالبية دول العالم الثالث تصل إلى نهاية المطاف في صراعها مع قوى التمزق السياسي
والتخلف الاقتصاديء كانت آدوات الدول الكبرى التي استخدمت من أجل السيطرة على العالم
تستنفد قواها وتفقد فاعليتها. وعلى سبيل المثال» بينما لعبت القوة العسكرية الاميركية دوراً حاسما
في انهاء الحرب العالمية التانية واعادة صياغة العلاقات الدولية في الاربعينات, فشلت تلك القوة» فشللاًٌ
ذريعاً: في ايقاف المد الثوري في فيتنام في أوائل السبعينات. ومن ناحية أخرى» بينما أظهر الاتحاد
السوفياتي قوة وأدارة عسكرية فائقة في الخمسينات والستينات؛ في اثناء قيامه بإيقاف التحولات
الليبرالية في هنغاريا وتشيكوسلوفاكياء أظهر عجزاً عسكرياً وقصوراً في ادارة العمليات العسكرية في
افغانستان, في الثمانينات.
وفي الحقيقة, لم تكن الهزيمة الاميركية في فيتنام والعجز السوفياتي في افغانستان نتيجة لتراجع
القوة العسكرية» أو تخلف الادارة الحربية؛ لأي من الدولتين؛ بل نتيجة لتغير الظروف والمعطيات التي
ما زالت تتحكم في توازن القوى بين الدول, وداخل الدولة الواحدة. ١
لقد شهدت الاربعينات والخمسينات: وإلى حد كبير الستينات: أيضاًء امكان استخدام القوة
العسكرية» بشكلها المطلقء لتحقيق أهداف سياسية استراتيجية. الا أن تقدم وسائل الاتصالء
خاصة الجماهيرية منهاء أدى إلى ازدياد قدرة الجماهير على مراقبة أعمال الدولة, وبالتالي المساهمة
في توجيه سياستها. وهكذاء لم يعد في امكان القيادة السياسية استخدام القوة العسكرية دون اعتبار
لردود الفعل على الساحة الد اخلية؛ كما لم يعد في امكان القوة العسكرية التخطيط للقيام بالمهام المنوطة
بها دون حساب ردود الفعل الدولية. وفي ضوء توازن القوى الدوليء أصبح من شبه المستحيل ارسال
قوة عسكرية للتدخل في شؤون دولة أجنبية دون أن تواجه تلك القوة بتحديات مماثلة من القوى
المنافسة الأخرى, ذات المصلحة في احباط القوة الاولى والحؤول دون نجاحها في تحقيق أهدافها. وفي
الوقت عينه, أصبحت الخسائر على ارض المعركة . خاصة البشرية والاقتصادية: المقياس الذي يقيس
عمق ونوعية المعارضة الجماهيرية ويحدد مصداقية وشعبية القيادات السياسية. ولذاء شهدت
السيعينات تبلور حدود القوة العسكرية وتراجع امكان استخدامها اداة لتحقيق أهداف سياسية
استراتيجية.
في ضوء تلك التغيرات: اضطرت الدولتان العظميان إلى البحث عن أدوات جديدة للتدخل
الخارجي ووسائل مبتكرة لتحقيق الأهداف الخاصة. ولذاء أصبحت الدولة الاداة وسيلة التدخل
الخارجى الرئيسة واداة حماية مصالح القوة العظمى الاساسية. كما أصبحت المعونات الاقتصادية
والعسكرية؛ وسيلة هامة لضمان ولاء الدولة الاداة وتنمية قدراتها وتشجيعها على القيام بالدور
المنوط بها. وفي بعض الاحيان: أصيحت الدولة الاداة, وذلك كما هو الحال بالنسبة إلى اسرائيل»
شريكاً للدولة العظمىء؛ وآن كانت الشراكة بقدر, والفوائد بحدود؛ اذ من خلال تلك الشراكة أصبح في
امكان القيادة السياسية في اسرائيل تبرير القيام يدور الاداة في حماية المصالح الاميركية في المنطقة
العربية ودعم القوى المناوئة للشيوعية في مختلف بقاع العالم الأخرى.
أن العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية؛ اليوم؛ هي علاقة فريدة في نوعهاء وذلك لأنه
لم يسيق لها مثيل في تاريخ العلاقات الدولية؛ أن بينما تقوم الولايات المتحدة بامداد اسرائيل بمعوتات
عسكرية, واقتصادية, وتكنولوجية؛ كبيرة للغاية, تقوم اسرائيل باداء كل الاعمال القذرة نيابة عن
أميركا وحماية لمصالحها وانسجاماً مع توجهات ورغبات أكثر القوى الاميركية عداء لحركة تحرر
العدد ١1/5 شباط ( قبرآير ) 1544 هْوُونَ فلعطزية /عم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22476 (3 views)