شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 60)
- المحتوى
-
قدرات اسرائيل العسكرية والسياسية
على مصداقية اميركا في البلاد العربية» والاسلاميةء ومصالحها التجارية والثقافية بعيدة المدى» قلا
تقدر بثمن؛ ان نتج عن تلك السياسة خروج الولايات المتحدة: خروجاً كاملاًء من ثلاثة اقطار عربية
هي ليبيا ولبنان واليمن الديمقراطي» وخروجاً شيه كلي من اقطار أخرى, كسوريا والعراقء وذلك إلى
جانب ما أصاب المصالح الاميركية من أضرار في ايران. وفي الوقت عينه؛ لم يعد رجل الاعمال الاميركي
يقابل بالحفاوة التي اعتاد عليها حتى في دول الخليج النفطية؛ كما لم يعد يحس بالاطمئنان, في أثناء
السفر في منطقة الشرق الاوسط » أى الرغبة في اقامة مصالح اقتصادية: أو مالية» في تلك المنطقة.
أما في ما يتعلق بمجالات التعاون بين الولايات المتحدة واسرائيل» ونوعية المعونات التى تحصل
عليها اسرائيل بصفة منتظمة؛ فهي أمور غاية في التعقيد والتشعب. وعلى سبيل المثال لا الحصر.
تشمل تلك المجالات المعونات النقدية, والقروض المالية. والسماح للمؤسسات الاسرائيلية بجمع
التبرعات في اميركاء والقيام بدعم الجامعات ومراكز البحوث الاسرائيلية؛ وتمويل مشاريع الاستيطان
اليهودية» وتوقيع اتفاقيتين للتعاون الاستراتيجي والتجارة الحرة بين الدولتين, وتبادل المعلومات التي
تقوم اجهزة الاستخبارات العسكرية بجمعها وتحليلهاء والقيام بمناورات عسكرية مشتركة, وتخزين
أسلحة ومواد طبية اميركية في اسرائيل؛ والمساعدة في تسويق الاسلحة الاسرائيلية في اميركا وفي العديد
من دول العالم الثالث, خاصة المستفيدة منها من برنامج المعونات العسكرية الاميركي» وتقديم العون
المالي لتمكين اسرائيل من بدء برنامجها الخاص بالمعونات الخارجية: ووضع معظم السفارات الاميركية
في القارة الافريقية في خدمة رجال الاعمال والدبلوماسيين الاسرائيليين. والاستثمار المباشر في
الاقتصاد الاسرائيلي وامداده بالمعارف العلمية والتسويقية والتكنولوجية: خاصة تكنولوجيا صناعة
الاسلحة الحديثة والفتاكه, وتوظيف جزء كيير من امكانات الولايات المتحدة ومصالحها لدى القوة
العظمى الأخرى للضغط على السوفيات» من أجل التجاوب مع الطلبات الاسرائيلية: خاصة المتعلقة
منها بهجرة اليهود السوفيات إلى فلسطين.
من خلال تكثيف وتشعب مجالات التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيلء أمكن الحفاظ على بقاء
الكيان الصهيوني في قلسطين؛ كما أمكن تنمية قدراته وزيادة جاذبيته كأدأة من أدوات تحقيق
استراتيجية أميركا الامنية والسياسية في المنطقة العربية» وفي غيرها من مناطق العالم الثالث
المضطربة. الا أن عمق التعاون: وتشعبه, وضخامة حجم المعونات وتنوعهاء جعلت الكيان الصهيوني»
في الوقت ذاته, أكثر الكيانات السياسية في العالم؛ وربما في التاريخ؛ اعتمادا على المعونات الخارجية
وعلى دعم والتزام قوة عظمى أجنبية. وبالتالي؛ أصبح مستقيل اسرائيل يعتمد, كلياً؛ على تواصل
المعونات الخارجية» وعلى استمرار حاجة أميركا لهاء كأداة من ادوات سياستها الخارجية؛ وعلى
استمرار سيطرة القوى السياسية ذات القناعة بأهمية اسرائيل» كأداة, على الحكم في واشنطن . وفوق
ذلك كله على بقاء تكلفة الاداة في حدود الممكنء اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. واستمرار قدرة الاداة
على القيام بالدور المنوط بها بكفاءة.
في العام 215117 وخلال ستة أيام فقطء تمكّنت اسرائيل من الحاق الهزيمة بجيوش ثلاث دول
عربية والاستيلاء على ما كان تبقى من قلسطينء وذلك إلى جانب الاستيلاء على صحراء سيناء المصرية
وهضية الجولان السورية. وفي ضوء تلك التطورات؛ اتضحت قيمة اسرائيل الاستراتيجية بالنسبة إلى
الولايات المتحدة ذات المصالح الحيوية والاطماع الاستعمارية في المنطقة العريية؛ حيث بدأ الاهتمام
بها كأداة من ادوات سياسة اميركا الخارجية» وادخالها ضمن استراتيجية الغرب الامنية. وفي
الواقع. أصبحت اسرائيل» بما حشدته من وجود سياسي وقوة عسكرية وتطلعات مستقبلية
العدى ,١75 شباط ( قبراير ) 1544 شُوُون فلعطيزية أن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22476 (3 views)