شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 63)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 63)
المحتوى
د. محمد عبدالعزيز ربيع حح-
العالم الغربي والعربيء وتكريس اسرائيل كأهم ادوات سياسة أميركا الخارجية» خاصة في ما يتعلق
بالصراع مع الاتحاد السوفياتي, والمحاولات المستمرة لضرب قوى التحرر والاستقلال العربية. وحال
دخول القوات الاسرائيلي الارض اللبنانية؛ صرّح أكثر من مسؤول اسرائيل واميركي بأن القضاء على
آخر معاقل المقاومة الفلسطينية في لبنان سوف يفتح أبواب الشرق الاوسط على مصراعيه لخروج
النفوذ السوفياتيء نهائياً. وتكثيف النفون الاميركي وتثبيته.
الا ان ما حدث في لبنان أدى إلى تحطيم صورة «الجيش الذي لا يقهر»؛ كما أدى إلى اهتزاز قدرة
اسرائيل على القيام بدور الاداة الكفق في خدمة المصالح الاميركية. وفي الواقع: اضطرت الولايات
المتحدة إلى ارسال جيشها ووزير خارجيتها ومليارات الدولارات لمساعدة اسرائيل في الخروج من
الورطة اللبنانية وتخفيف حدّة ما كانت تعانيه من أزمة اقتصادية وسياسية . والى جانب فشل اسرائيل
في لبنان» واضطرار الولايات المتحدة الى التدخل لانقاذهاء لم يكن مصير القوات الاميركية التي اررسلت
إلى لبنان بأفضل بكثير من مصير القوات الاسرائيلية, مما أدى إلى تصفية بقايا النفوذ الاميركي
وخروجه من أقطار شرق أوسطية عدة. وهكذاء بدلا من قيام الجيش الاسرائيلي بمساعدة اميركا على
تحقيق أهدافها الاستراتيجية اضطرت اميركا إلى أرسال قواتها لانتشال سياسة وقوات اسرائيل من
الأوحال اللبنانية.
وفي الحقيقة: لولا وجود رئيس أميركي جاهل ووزير خارجية حاقد في واشنطنء ونجاح اللوبي
الصهيوني في شراء ولاء عدد كبير من رجال الكونغرس» من جهة, وتصرف الدول العربية وكأن ما وقع
في لبنان لا يعنيهم؛ من جهة أخرىء لكان في الامكان ايقاف تقدم العلاقات الاسرائيلية ‏ الاميركية
ومحاصرتها. الا أن ادراك الاطراف الاميركية, والاسرائيلية, الرئيسة لأبعاد تجربة لبنان» واتجاه
غالبية انظمة الحكم العربية إلى الاتجاهء مجدداً إلى الولايات المتحدة طلباً للحماية من الحركة
الدينية والمد الايراني» دفع الاميركيين والاسرائيلين إلى تكثيف تحالفهم واعادة رسم استراتيجية
عملهم. وقبل انسحاب آخر قوات البحرية الاميركية من لبنان؛ في شباط ( فبراير) 1344: كان
الطرفان اعاد! العمل, بشكل شاملء باتفاقية التعاون الاستراتيجى. ويعد ذلك بشهور قليلة» بيدأت
المباحثات الاميركية ‏ الاسرائيلية بشأن التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة بين الدولتين واقناع اميركا
بتقديم معونة مالية طارئة إلى اسرائيل. ومن ناحية آخرى: اتخذت الحكومة الاسرائيلية قراراً بسحب
قواتها العسكرية من لبنان والتركيز على الاوضاع الاقتصادية, التي كانت توشك على الانهيار. والبحث
في وسائل جديدة مبتكرة لخدمة الولايات المتحدة وضمان الحصول على ما تحتاجه من معونات
ومعلومات من واشنطن. ولذلك: قامت الحكومة الاسرائيلية باتخاذ اجراءات وخطوات عدة استهدفت»
في مجموعهاء المحافظة على الذات والمنجزات وتكريس المواقع المكتسبة على الساحة الاميركية وايقاف
التدهور الدالخلي بأشكاله كافة. ومن أهم تلك الخطوات:
توظيف العلاقات القديمة مع اتباع الشاه وتجار السلاح واستغلال حاجة النظام الايراني
إلى الاسلحة والمعدات الاميركية لفتح نافذة في ايران لدخول النفوذ. الاميركي.
؟ ‏ تجنيد جوناثان بولارد من بين يهود اميركا ليقوم بالتجسس على الولايات المتحدة وجمع
المعلومات العسكرية السرية وايصالها إلى اسرائيل.
توجيه اللوبي الصهيوني في واشنطن للقيام بدور أكبر في تمويل الحملات الانتخابية واحكام
السيطرة على الكونفرس الاميركي؛ خاصة مجلس الشيوخ.
35 شْوُونُ فلسطزية العدد ‎:١1/5‏ شباط ( قبراير) 1544
تاريخ
فبراير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22476 (3 views)