شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 77)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 77)
المحتوى
هاني العبدالله ‏ ل
حصل ' لم نتوقعه ' . كذلك كانت مفاجأتنا عندما لم تهدا الاوضاع ' خلال بضعة أيام ' كما تنبأنا» (المصدر
من ناحية أخرىء يمتزج هذا القلق باحساس بالعجن جراء ما تكشفت عنه الانتفاضة من تصميم ومثابرة
على الاستمرار» ومن تحول المواجهة إلى ما يشبه «حرب استنزاف» لم تكن اسرائيل مستعدة لها (1. شفايتس
هارتس. ‎.)١94848/1١/1١١‏ وتعزز الادراك بأن «الأمل المنشود بعوبة الهدوء» على حد تعبير الصحفي آفي بنياهو
- «إن تم تحقيقه في الضفة والقطاع, فلن يكون سوى مهلة زمنية يقوم الطرفان فيها بالاستعد اد للمرحلة المقبلة».
التى؛ وفقاً لآراء كل الخبراء والمعلقين: «سوف تكون الاكثر خطورة في هذا الصراع العنيف» (عل همشمار,
4 اما العميد افرايم سنيه؛ رئيس الادارة المدنية السابقء: فذهب إلى أبعد من ذلك حيث قال: «ان
أحداث كانون الاول ( ديسمبر ) الماضي. سوف تصبح أملا منشود! بالنسبة إلى ما يتوقع حدوثه بعد ذلك»
(هارقس, 1/0 /1548).
وينحو هذا المنحىء لجهة استحالة عودة الامور إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضةء الصحفىي أرييه بيلغى:
«حتى لى تم وضع حد للموجة الحالية:» فإن موجات أخرى سوف تأتي . ولنع ذلك؛ لا بد من تجفيف النهر [النهر
البشري] وهذه مهمة مستحيلة... فقوته تتعاظم من موجة إلى أخرىء بينما تتقلص قوتنأ» (عل همشمارء
‎1١‏ 1).
وعبّر عن هذا الاحساس بالعجن. الصحفي يوئيل ماركوس؛ من خلال إشارته إلى أن اسرائيل؛ وعلى امتداد
سني حكمها العشرين للمناطق» استخدمت أنواع كثيرة من اساليب العقاب . لكن كثرة الممارسة للعقوبات جعلتها
غير مؤثرة مثلها مثل المضادات الحيوية التي يبطل مفعولها كلما أكثر المريض من تعاطيها. «ففي صباح أحد
الايام» استيقظت الدولة لتكتشف أن اساليب العقاب قد نفدت من عندها... فباختصار, لم تعد العقويات ترد ع .
وليس هذاء فحسب, بل أصبحت, ايضاً تحقق نتيجة عكسية. وبدلاً من اعادة الهدوء إلى المناطق» فإنها توسّع
دائرة العداء ومظاهرهاء (هارتس. ‎.)1941//١/0‏
من ناحية أخرى؛» يرى بعض المعلقين أن التدهور الحاصل في الاوضاع في المناطق المحتلة. سوف يقود إلى
تعزيز مشاعر الاحباط في صفوف الاسرائيليين؛ في ضوء ترسيخ الجمود السياسي الذي حول الاوضاع في المناطق
المحتلة إلى «مصيدة» لاسرائيل؛ «فنحن» وهم أيضاًء واقعون في مصيدة, لا يبدى؛ في المستقبل المنظور» أي مخرج
منها... انه وضع محزنء ولكن هذا هو الواقع» (هآرتس, 575/؟١15417//1).‏ وهذا بدوره «جعل مأساة الشعب
الفلسطيني تتحول على حد تعبير الصحفي مارك غيفن] إلى مأساة للاسرائيليين . فقد وصلنا إلى وضع أصبح
فيه علامة استفهام على وجود الدولة بالذات... لكن الاخطر من كل ذلك هو وضعنا الداخلي: حيث بدأ اليأس
يتفشى في صفوفنا» (عل همشمار, ‎.)1548/١/1١‏
من اللسؤول ؟
بعد اتضاح طبيعة الانتفاضة:؛ واتساع نطاقها خلافاً للتقديرات الاولية لجهاز الأمن والمسؤولين
الاسرائيليين» التي اتسمت بالبلبلة في الاسبوعين الاولين» لناحية تحديد دوافع الانتفاضة ومدى شموليتهاء اذ
كانت النغمة السائدة في تعقيبات المسؤولين الاسرائيليين, تصرٌ على ان ما يحصل يتم بتحريض خارجي: تمتثل
له قلة من السكان دأبت على بذل جهودها «لتعكير صفو الحياة الطبيعية في المناطق المحتلة», بدأ بعض المعلقين
الصحفيين؛ كل حسب اجتهاده وقربه من هذ! التيار السياسي أو ذاكء يتناول الداوفع السياسية الكامنة في
الانتفاضة: ملقياً بالمسؤولية عنها على هذا الطرف أو ذاك. لكن البعض الآخر. عمّم تلك المسؤولية» حيث اعتبر
أن السياسة الاسرائيلية إزاء المناطق المحتلة كانت فاشلة وقصيرة النظر منذ سنوات الاحتلال الاولى» وان
أسباب الفشل «تكمن في المحتوى الاوسع للمفهوم السياسي الاسرائيلي إزاء القضية الفلسطينية, الامر الذي لا
يرتبط بسياسة الحكومة الحالية بالذات: بل بفرضيات أساسية خاطئة كانت الموجه للسياسة الاسرائيلية
7 شوُون فلسطينية العدد ‎١7/5‏ شباط ( فبراير) 1548/4
تاريخ
فبراير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17772 (3 views)