شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 83)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 83)
المحتوى
د. نبيل حيدري سح
بني عليها التحليلء وهوية كاتبهاء تجعل من هذا الكتاب, بالفعل, مرجعاً من الدرجة الممتازة لأي باحث في
موضوع صناعة السياسة الخارجية الاميركية: ومصدراً: ‎٠‏ لا غنى عنه؛ لمن يريد فهم سيرورة صناعة تلك السياسة
تجاه منطقتنا. وان كان لنا من ملاحظاتء فهي لن توّثرء بحالء في هذا التقويم الأولي للكتاب.
ومن نافل القول ان نوضح.ء بادىء ذي بدءء انه من العسير أن نقدم مراجعة نقدية لاثنى عشر فصل على
قدر كبير من التخصص والشمول والعمق. ولكن تناول مفاصل هذه الفصول, وعرض أفكار الكاتب الاساسية,
من شأنهما أن يقدما الى القارىء فائدة لا غنى عنهاء الا بمراجعة الكتاب نفسه.
يحدد كوانت في الفصل الاول موضوع كتابه في «الكيفية التي استخدمت بها ادارة كارتر نفوذها في التوصل
الى اتفاقية بين مصر واسراكيل: وف كيفية انسجام ذلك مع الفهم الاستراتيجي الاميركي للشرق الاوسط» (ص
6( . موضوع الكتاب» اذا » فى «قصة» بكل ما تنطوي عليه هذه التورية من حبكة درامية؛ أيطالها الرئيسون هم
على التوالي : كارتر: أنورالسادات» ومناحيم بيغن.
يوضح الكاتب في الفصل الثاني صياغة السياسة الخارجية الاميركية بكل تعقيداتها وملابساتها: قهناك
التأثير الذي لا يمكن تلافيه للدورة الرئاسية, التي تمتد أربع سنوات؛ في صياغة السياسة الخارجية؛ فتكون
السنة الاولى فترة اختبار للمبادىء والافكار في اطار من الواقعية السياسية؛ على الاقل في التقاصيل ان لم تكن
في الاسس. أما السنة الثانية من الفترة الرئاسية فتتصف, اجمالً, بدرجة أكبر من البراغماتية والواقعية,
فتطفى استمرارية النظام السياسي الاميركي على المبادىء التي كان رسمها المرشح في أذهان الناخبين. الا ان
ذلك لا يمنع من ان تتلون بعض مبادرات الرئيس الخارجية بمسحة من الايديولوجية ويبعض الافكار المسبقة.
هناء يجب الافتراض أن تكون السنة الثالثة من سني الركاسة هى الوقت المناسب لجنى ما غررسته ادارته من
نبت. وحين تقترب عقارب ساعة السنة الرابعة؛ لا يجد الرئيس شيئاً سوى الاشادة بانجازات الماضي والتلميح
الى نجاحات المستقبل, اذا ما تمت اعادة انتخابه لولاية ثانية (ص 5 7؟). هكذا تتغير الادارات: فيمر
الرؤساءء ويذهب معهم وزراء خارجيتهم ومستشاروهم للأمن القومي. وفي كل تحول؛ ننتظر ما سوف يفعله
الخلف؛ وفي اعتقادناء ان في واشنطن امكانيات حل ممكن لبعض ما يصيبنا. الا ان كوانت يسترعى انتباهنا الى
بعض ما يصطدم به أي رئيس يلتفت صوب منطقة الشرق الأوسط من عقبات ؛ منها غياب الاعتدال والاستقرار
في سياسة الدول على الصعيد الداخليء وفي تعاملها مع بعضها البعضء وف المقدم منهاء طبعاً؛ النزاع العربي
- الاسرائيلي» وخاصة الجانب الفلسطيني من هذا النزاع؛ ومنهاء أيضاًء الانحياز الاميركي الى اسرائيل (ص ‎١١‏
‏؟١).‏ وعلى هذا الاساسء يتوجب على أي رئيس البدء بمبادرات دبلوماسية حيال المنطقة؛ في وقت مبكر من
القترة الرئاسية وليس قرب نهايتها (ص 8
لقد أثبت الكاتب, في هذا الفصلء عدداً من المؤهلات المثرة للاعجاب والمتأتية ولاشك عن امتزاج ج التجربة
الدبلوماسية بالممارسة الفكرية المتقدمة. ان ال 4؟ صفحة التى تؤلف هذا الفصلء تشكلء برأيناء خير ما يمكن
قراءته اليوم عن صناعة السياسة الخارجية الاميركية ازاء منطقة الشرق الاوسط. وحسناتها متعددة: فهي مكثقة
بصورة يصعب معها القفز عن الفقرة الواحدة منها دون ضرر؛ وهي تتم عن معرفة دقيقة» وصميمة: بتطور الفهم
الاميركي لحقائق المنطقة؛ وهي مبنية, اخيراً. حول اطار نظري متين, يتناول كل العهوب» منذ نيكسون حتى
ريغان؛ وقد بيّنت حدودها بدقة. ونحن نوافق كوانت في مجمل ما اورده؛ ونعجب بقدرته الفائقة على التركيب بين
عدد من العناصر المختلفة, سمحت له بتقديم نظرية موجزة عن عملية صنع السياسة الخارجية الاميركية, تدهش
في زواج النظام السياسي الاميركي بالنظام الاقليمي في الشرق الاوسط.
هام جداً ان يتذكر القارىء العربي هذه الامور الغائبة عن الادبيات العربية. ان معظم الكتابات العربية
مهملة؛ اجمالاً. لمسار النظام السياسي الاميركي» ومفرطة, اجمالاً, في اهتمامها بالنواحي السياسية المباشرة (قيام
دولة فلسطينية, العلاقة مع اسرائيل, الموقف من الدول العربية «المعتدلة», الخ)» وحري بها ان تستوعب اكثر
هذا المستوى من التحليل.
م اشدون فلسطيزية العدد ‎١174‏ شباط ( قبراير ) 1344
تاريخ
فبراير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22476 (3 views)