شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 84)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 84)
- المحتوى
-
ب الفهم الاميركي للشرق الاوسط
ان كوانت في قلب صنع السياسة: بل هو عنصر في تنفيذها. لذلك؛ نرى العملية السياسية لادارة كارتره
بمجملهاء من خلال نافذة مساره الشخصي. منه نعرف (الفصل الثالث)» مثلاً؛ ان الدول العربية الرئيسة كانت
مستعدة, في مطلع العام 19197: لاجراء مباحثات دبلوماسية جادة مع اسرائيل ( ص 7" و 41). ومنه نعرف»
أيضاء أن الذهاب الى جنيفء في أيلول ( سبتمبر ) من العام عينه: لم يكن يعني» » بالضرورةء مشاركة الاتحاد
السوفياتي كطرف معنيء على الأقل في المرحلة التمهيدية من المباحثات (ص ٠ 5). ومنه نعرفء أخيراًء المناقشات
التي اجراها الرئيس كارتر مع كل من السادات والملك حسين والملك قهد والرئيس حافظ الاسد, في ما يخص
الثلاتية الجوهرية للسلام (الحدود: والامن والقضية الفلسطينية). وقبول الساداتء مبدئياً بفكرة ان السلام
يقضي بأقامة علاقات طبيعية مع أسرائيل» بما في ذلك تبادل السفراء والاعتراف الكامل بالسيادة (ص 45 -58).
في هذا السياق» يتحول كوانت من-كرونولوجي الى مُرِغّبِ يدعنا نطالب بالمزيدء فيحدثنا عن وصول بيغن إلى
رئاسة الوزارة في اسرائيل (الفصل الرابع)ء وعن لقائه الاول مع كارتر في واشنطن «الذي كان أكثر ودية بكثير
من لقاء سلفه؛ وهو أمر مفاجىء نوعاً ما». ويذكّرنا بالمبادىء الاميركية الخمسة التي كانت بمثابة أساس
لمحادثات الرئيس الاميركي مع بيغن» بينها منح الفلسطينيين حق تقرير المصير في اختيار وضعيتهم المستقبلية.
وبينهاء أيضاًء الحدود والانسحاب الاسرائيلي على مراحل. غير ان بيغن رفض. كلية, المبدأ المتعلق بالفلسطينيين؛
وفي ما يتعلق بقضية الانسحابء أصررّ على ان لا تذكر الولايات المتحدة؛ في السر أو في العلن» انها تحبذ الانسسهاب
الى حدود ال 1551 ؛ وقد تم له ذلك (ص 617).
يحاول الكاتبء في الفصل الخامسء وبنجاح الى حد ماء فصل مصالح واشنطن عن أهداف تل أبيب»
مركزاً. باستمرار, على ما يراه المحورية المتزايدة للقضية الفلسطينية في السياسة الخارجية الاميركية, خلال
شهري آب (أغسطس) وأيلول ( سبتمير) 14107. ويذكرء في هذا الصددء أن سايروس فانس» كان يحمل؛ خلال
جولته على المنطقة في مطلع آب (اغسطس) ؛ مجموعة منقّحة من المبادىء الخمسة لمناقشتها مع عدد من القادة
العرب ومع الجائب الاسرائيلي أيضاً؛ بينها فكرة تشكيل وفد عربي مشترك يضم فلسطينيين: استعد ادا للذهاب
الى جنيف. وفي المقابلء أشاع فانس الاعتقاد بأن منظمة التحرير الفلسطينية كانت على شفا تغيير موقفها من
القرار الرقم ؟4؟. ولكي يضيف المزيد من الدقع الى العملية السياسية؛ أوصى بأن يكرر الرئيس كارتر, علناًء ان
واشنطن سوف تكون راغبة في الدخول بمباحثات مع منظمة التحرير الفلسطينية» اذا ما قبلت الأخيرة بذلك
القرار (ص .)١٠١5
هكذاء كان شهر أيلول ( سبتمبر ) شهراً حاسماً في نشوء استراتيجية كارتر الشرق أوسطية؛ تركزت الجهود
الدبلوماسية الاميركية خلاله على أريعة محاور متوازية ومتعارضة في آن: قهناك محاولة التوصل الى بنود أولية
لمعاهدة سلام بين الاطراف المعنية؛ ومحاولة ايجاد حل لمسآلة كيفية تمثيل القلسطينيين في جنيف؛ وامكانية تطور
قدر من التفاهم بين الأطراف المتفاوضة في ما يخص اجراء مباحثات جنيف؛ وهناك؛ أخيراً. مقاتحة الاتحاد
السوفياتي بهذا الشأن (ص 48 - 15). في هذا السياق» يصاب القارىء العربي بقدر لا بأس به من الاحباط
عند تناول كوانت للموقف السوفياتي, حين يعلم ان موسكو سارعت الى تقديم مسودة مذكرة كانت مقرداتها
مستقاة من القرار 47؟» من دون ان تتضمن الدعوة الى قيام دولة قلسطينية» اى الى مشاركة م.ت .ف. كطرف
معني, في المباحثات (ص .)١١5
كنا نتمنى لو ان المؤلف منح الفصل السادس اهتماماً أوفر. فالفصل يحتوي على عدد من اشارات متعجلة
الى قضايا بالغة الأهمية. ويحتوي على عدد مماتل من الاحداث وردت في شكل مسلّمات: بعضها يحتاج»
بالتأكيدء الى تحقيق أكثر دقة. ولا يكفي ان نقررء مثلاًء ان ذهاب السادات الى القدس كان ردأ على البيان
السوفياتي - الاميركي المشترك (ص .)١545 من دون أن نوثق لذلك. والصحيح: ان استعداد السادات لتخطي
الصعاب الاجرائية» التي تعيق عقد مؤتمر جنيف. كانء في جانب منهء يدل على نيّته المضمرة في تحرير نفسه من
قيود ورقة العمل الاسرائيلية الاميركية؛ التي يعقد المؤتمر على أساسها. كان يحاول جهده تفاديهاء فدعا
العدد 211/5 شباط ( قبراير ) 1584 شْيُون فلسطيزية م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22477 (3 views)