شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 85)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري سح
الى تشكيل «مجموعة عمل» تمهّد لعقد المؤتمر. ونا اخفقت هذه المناورة؛ حاول أن يوحى بأنه مستعد للذهاب الى
جنيفء من دون اعتبار للمسائل الاجرائية, وهو مستعد للذهاب الى القدس. ولحظة قبول اسرائيل بأنه يجدر
الغاء مؤتمر جنيف واجراء مفاوضات مباشرة», فان ذلك من شأنه أن يقضي على ورقة العمل التي لم يكن يعرف
كيف يهضمها. وعتدئذ, تبدأ الدورة الدبلوماسية؛ من جديد: التهديد بالحرب؛ الضغط السعودي (التفط)ء
والأهم من ذلك كله وزارةالخارجية الاميركية التي تغد, عند ذاكء في حلّ من الاتفاق مع اسرائيل.
حقاً أن خطوة السادات كانت من دون تنسيق مع ادارة كارتر وبمثابة احتجاج ضمني على ميل تلك الادارة
نحو اسرائيل. ولكن كان واضحاً للسادات؛ كما هو واضح لحكومة اسرائيل» أن ليس في الامكان التوصل الى
تسوية سياسية؛ شاملة أى منفردة؛ من دون مشاركة واشنطن الفعّالة. كما كانت خطوة السادات, الى حد غير
قليل, ٠ موجهة الى الرأي العام الاميركي؛ وبنسبة لا تقل عن ذلك الى الرأي العام الاسرائيلي. فالسادات كان
محتاجاً الى الولايات المتحدة: كأداة ضغط على تل - ابيب؛ وكانت اسرائيل, أيضاً. تستعين بالولايات المتحدة
للضغط على القاهرة.
الا ان الكاتب لا يهمل حتى التفاصيل الجزئية: لدى التوقف عند محطات مثل مؤتمر القاهرة؛ وقمة
الاسماعيلية» ومشروع بيفن للسلام. ففي معرض تقويمه للقاء الاسماعيلية بين السادات وييغن» رأى ان الفجوة
بين الطرفين ازدادت اتساعاً. مما استدعى دخول الولايات المتحدة بكامل ثقلهاء كي تبقي المفاوضات على قيد
الحياة؛ ر: شع الطرفان: كذلك: بأن استمرار عملية التفاوضء بحد ذاته, أمر جوهري, اذا استخدمت الولايات
التحدة تقوم رص 8١١1-١كا),
من المفيدء هناء تأمّل سياسة ادارة كارتر في معالجتها لعملية التسوية في المنطقة. لقد تحدقت تلك الادارة,
في الشهور الاولى من العام 16177: حول تسوية شاملة للنزاع العربي - الاسرائيي؛ وحول حق الشعب
الفلسطيني في «وطن»؛ مستلهمة: بذلك: توصيات تقرير بروكينفز الشهير «نحى سلام في الشرق الاوسط »
6 وإلذي يعتبرء الى حد بعيدء تطبيقاً اقليمياً لمبادىء اللجنة الثلاثية. ولكن التحول الجذريء في نظرناء
هو ذاك الذي حصل ف الفترة التي أعقبت زيارة السادات للقدس. ففي نهاية العام 141/1 ومطلع العام 1517/4
أصبح واضحاً ان الادارة الاميركية باتت تتحين الفرص للتخلي عن المبادىء الشاملة للتسوية؛ لجهة المواضيع
المعالجة (فكرة الوطن الفلسطيني)؛ ولجهة الاطراف المشاركة (الاتحاد السوفياتي وم.ت.ف.)» التي وضعتها
هي بالذات.
يقودنا المؤلف, ولكن «مداورة»: الى تلك الحقيقة, فيقرر (الفصل السابع) أن الادارة اتبعت, منذ مطلع
كانون الثاني ( يناير ) ,١514 استراتيجية تقوم على ركيزتين: اولاهماء الضغط على بيغن لتحقيق تجميد اقامة
مستوطنات جديدة في الاراضي العربية المحتلة, واقناعه بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة, جزئياً على
الأقلء في مقابل السلام والاعتراف (ص ١78 ١137)؛ وثانيتهماء تحويل اقتراح بيغن للحكم الذاتي الى
مشروعء بشكل عدد من الاسس العامة التي قد يتم الاتفاق عليها بين مصر واسرائيل كصيغة انتقالية تستغرق
من ثلاث الى خمس سنوات (ص .)١77
وعلى الرغم من أن نوايا تل - ابيب كانت معروفة ازاء الشق الاول من تلك الاستراتيجية؛ والمتمثلة في ضم
الاراضي المحتلة؛ فانها أدخلت الى المعادلة السائدة واقعاً جديداً تجسّد في غزوها لجنوب لبنان ١١( آذار- ماس
4. ومن الملفت» حقاًء ان المؤلف لم يمرّعلى هذا الحدث الا مرور الكرام ١7( سطراً فقط ص .)١87 ان
الغزى. اضافة الى أهدافه السياسية والامنية والعسكرية المباشرة, كان بمثابة صندوق البارب؛ اما الصاعقء
فكان في موضع آخر. ذلك ان الاستيلاء على اراض جديدة؛ تنوي الاحتفاظ بهاء خلق مجال مساومة جديدة بين
تل - ابيب وواشنطن والقاهرة. وبهذه الوسيلة: ارادت اسرائيل تأجيل الجدل السياسي؛ واستفلال جنوب لبنان
كورقة مساومة أخرى في صفقة أوسع؛ تشمل سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة, تلك المناطق التى تتخذ الادارة
الاميركية بشأنها مواقف متصلبة وغير قابلة للتأويل. وهكذا يلزم الاعتدال الاسرائيلي بشآن جنوب لبنان
ّ4 تون فلسطزية العدد ١9/5 شباط ( قبراير ) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22476 (3 views)