شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 55)
- المحتوى
-
هشام فوزي عبدالعزيز ح
فانه على الرغم من تأثير الانتداب البريطاني عليه؛ فان الموقف الحكوميء في بعض الاحيان: كان يحدّ
من النشاط الصهيوني» وتمثل ذلك في رفض الحكومة العراقية تجديد ترخيص الجمعية الصهيونية في
بغدادء العام ,.١1577 إضافة الى ان الحكومة رفضت منح بعض التنظيمات الصهيونية» التي ظهرت
في البصرةء تراخيص لمزاولة أعمالها. ونتيجة لذلك/ فان التنظيمات الصهيونية السياسية؛ التي ظهرت
في العراق» كانت ضعيفة نسبياً. وأخذت المعارضة الحكومية للاتجاهات الصهيونية في الازدياد بعد
العام 0491959).
واذا كانت الجهات الرسمية واقعة تحت الضغط البريطاني؛ فان قطاعات الرأي العام كانت أقل
عرضة للضغط البريطاني» وأكثر مقدرة على التعبير عن معارضتها للنشاط الصهيوني.
وبالنسبة الى الصحافة العراقية؛ فقد تنبّهت لبواكير النشاط الصهيوني في العراقء منذ بداية
القرن العشرين؛ فكانت ترصد هذا النشاطء وتحذّر الشعب العراقي من خطورته. فعلى سبيل المثال:
تابعت جريدة «الاستقلال» البغدادية, النشاط الصهيوني عن كثب. ففى الخامس من أيلول
( سبتمبر) 1577. ورد فيها ما يلي: «ويشهد الله اننا قد غضضنا الطرف عن الصهيونية؛ ولكننا
رأيناها تتفشى بيننا؛ رأينا النجمة الصهيونية مرسومة على أبواب المخازن» والتبرّعات تذهب الى
فلسطين, كما بلغنا؛ وكتاب ' النهضة الاسرائيلية وتاريخها الخالد ' يباع على مشهد منًا؛ رأينا
السكوت على ذلك خيانة للعرب والوطن»72**). ثم ان الجريدة المذكورة ناشدت أبناء الطائفة اليهودية
بمقاطعة الكتاب» لأن فيه دعوى صريحة الى الصهيونية!!*).
تابعت جريدة «الاستقلال» دورها في تحذير الحكومة العراقية من النشاط الأجنبي في العراق؛
فنشرت مقالة بعنوان «العراق والصهيونية», جاء فيها: «نذكّر صاحب الجلالة الهاشمية بنصيحة
أسداها الفيلسوف سينسرلموفد من حكومة اليابان؛ اذ قال ما مفاده لاتدعوا الاجانب يدخلون عليكم,
قيل ان تيلفوا مستواكم من الرقي, للا يستولوا على مرافقكم الاقتصادية ويستعمرونكم... فليت
صاحب الجلالة الهاشمية؛ وانجاله الكرام» وحكوماتهم؛ وجميع زعماء العرب ومفكريهم, في كل بلد
عربيء: يبذلون جهدهم في المحافظة على سلام اليلاد العريية وتعميرها بواسطة أهلها». وحذّرت
الجريدة من مغبّة السيطرة الصهيونية على اقتصاديات العراق؛ ونبّهت الحكومة العراقية والملك فيصل
الأول» كي لا يتمكن اليهود من السيطرة على العراق» قبل ان يُوّسس حكم قوي ويتطور الاقتصاد
فيه("4).
وبمناسبة مجيء ميخائيل سركيسء وهو أحد دعاة الحركة الصهيونية:؛ الى العراق؛ ذكّرت جريدة
«الاستقلال» اليهود. بفضائل العرب والاسلام عليهم. وحثتهم على عدم تشجيع الحركة الصهيونية,
ووجهت نداءها الى يهود الشرقء عامة», ويهوب العراق» خاصة: «نوجه نداءنا بمناسبة مجىء داعية
الصهيونيين (سركيس) الى بغدادء راجين ان يتجنبوا كل ما من شأنه الاخلال بمصالح سويداء
الاقطار العربية. فلسطينء وأبنائها النجباء. نخشثى ان يلتهب الشعور الوطني المنتشر في الامصار
الناطقة بالضادء فيلتهم كل أعجمي سعىء أويسعى,ء لاذلال العرب وابادتهم؛ فالحذار: الحذان(28).
وفي شهر حزيران ( يونيو) 21575 نشر الشاعر الشعبي العراقيء الملا عبود الكرخي قصيدة
في صحيفة «البدائع» البغدادية» تحت عنوان «جمعية اليهود», أي الجمعية الصهيونية في بغداد, ندّد
فيها الناظم بأعضاء الجمعية» وبنشاطهم الصهيوني المعادي للعراق(8).
ونشرت صحيفة «المفيد». في ٠ تشرين الثانى ) نوفمير ) 3*5, افتتاحية تحت عنوان «حقائق
6 لشُوُون فلسطيزية العدد :١8١ آذار ( مارس ) ١5448 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 180
- تاريخ
- مارس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)