شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 91)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 91)
- المحتوى
-
هذا الصعيدء يستحق تقديراً خاصاً لوضوح رؤيته» بعد مرور عقدين تقريباً على تلك الحقبة في تاريخ حركة
المقاومة الفلسطينية» اذ يدرك مدى أهمية تلك المرحلة وأحداثها العسكرية على مجمل مسار الممارسة السياسية
ل م.ت.ف. فهو يتناول: ؛ أولاء مفهوم «حرب العصابات»» ليلاحظ انه أدى إلى تمكين التنظيمات الفدائية من قلب
شكل ومحتوى م.ت.ف . كلياً وتحويلها من اطار تقليدي عربي الى اداة فلسطينية ٠ وكذلك الى زيادة حرية المناورة
والشرعية لتلك التنظيمات تجاه الدول العربية. أما على الصعيد العسكريء فيشير ميشال الى فترة «القواعد
الارتكازية» التي حاولت «فتح» والجبهة الشعبية (خاصة: وأيضاً قوات التحرير الشعبية في غزة) ان تقيمها بعد
حرب حزيران ( يونيو )؛ والتي جسّدت فكرة تكرار انتفاضة ١977 وتفجير ثورة عارمة ضد المحتلين. وكثيراً ما
تغيب أهمية هذه الحقبة عن المحللين والمؤرخين,. علماً بأنها كانت التجرية الفعلية الاولى لفكر تلك التنظيمات
ولقدرتها على التعامل مع الواقع. وقد أدى فشل التجربة» لأسباب ذاتية وموضوعية مجتمعة: الى اتخاذ الممارسة
السياسية العسكرية لحركة المقاومة ككل مساراً جديداً مختلفاً.
تجسّد المسار الجديد في اقامة القواعد الارتكازية الاساسية خارج الارض ال محتلة. وخصوصاً في الاردن
ولبنان؛ مما أدى الى نشوب مشكلات في العلاقات مع الحكومات المضيفة؛ وأيضاً في الاتصال بأهل المناطق
المحتلة. وانعكس ذلك, بالتالي» في ظواهر مميزة للعمل الفلسطيني؛ مثل الاتكال على مجموعات سكانية محددة,
عادة صغيرة, كالطلاب والمثقفين» وأيضاً في تباين الآراء بين قيادة م.ت.ف. وبين النخبة السياسية في الضفة
الغربية. وهكذا ارتسمت أسس المراحل التالية: اذ آدت الظروف الميدانية الى نمو الاهتمام القيادي ببناء القوات
والمؤسسات خارج فلسطين؛ والى ايلاء اهتمام سياسي بتطورات الضفة الغربية خصوصاً. ولعله يصح القول,
من المنظور التاريخيء ان فقدان الفرصة لبناء القاعدة الجغرافية البشرية د اخل المناطق المحتلة وضع م.ت.ف.
في مأزق» فما كان لاحداث أيلول ( سبتمبر ) 1417١ وتموز ( يوليو) 1917١ إلا ان أنهت الامل البديل المستند
الى القاعدة الاردنية, فوضعت هذه الاحداث القيادة الفلسطينية على المحك: من أين تأتي بالقوة العسكرية,
والسياسية:» لمواجهة التحديات وفرض الذات ؟ ١
وحسب روؤية المؤلف. أانعكست هذه المستحجدات, بدورهاء ف تحول الكفاح المسلح, في نظر القيادة
الفلسطيتية, من السبيل الوحيد الى السبيل الرئيس للتحرير كما يدأت مت ف تفكر, جديا بالنشاط السياسي
فتحت آفاق وعرضت فرصاً في ذُهن القيادة الفلسطينية, ولم تكن عَبَرُها سلبية فقط بالفسية إليها؛ بل جاءت
الفرصة لدخول النظام الاقليمي العربي, ؛ كشريك قطري شرعي له مكانته وحدوده؛ ولاحت في الاجواء وعود تحقيق
المكاسب الجغرافية من خلال الانضمام الى الموازين الدولية واللعب عليها. وكان الاغراء شديداً. خصوصاً ان
مءت ف . كانت تتعرض لآثار الخروج من الاردن: وللضغوط السورية: وتجميد النشاط العسكري في جنوب لبنان.
ان التركيز على هذا الفصل من الكتاب. سببه ليس لأنه يمهّد لبقية الفصول فحسب, بل ولأنه يمهد لأي
فهم دقيقء ومفيدء لمجريئات الوضع الفلسطيني منذ عشرين سنة. وفي هذا يضيف ميشال أبعاداً إضافية لفهم
السياسة الفلسطينية: حيث يتناول بفصل ثان «الاساس المجزاً للوطنية الفلسطينية»: فيطرح أن لكل مجموعة
فلسطينية: تحت الاحتلال او في الشتات» خصوصياتها المعيشية والامنية وغير ذلك. مما يتجسد في عقائد
ومطالب سياسة متميزة: علماً بأنها تتى حد جميعاً في المطالبة بالحقوق الفلسطينية . والتمايزء هناء ينحصر في نطاق
التنوع في أساليب الوصول الى الغايات ذاتها ٠ وإذ يوكد ميشال ان الغالبية العظمى من قادة وكؤادر وأعضاء
م.ت.ف. والتنظيمات التي تتألف منها هي, أصلً, من المناطق المحتلة العام ١91548 (وهو تأكيد صحيح جزئياً
ولكن ليس بالقدر الذي يدعيه المؤلف), فإنه يركز على أهل الضفة الغربية باعتبارهم المجموعة البشمرية
١944 ) آذار (:مارس .١16١ هُوُونُ فلسطيزية العدد 6٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 180
- تاريخ
- مارس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)