شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 49)
المحتوى
نافذ علمّان
بالمكة العام ‎.١1545‏ ويمكن ارجاع ذلك بشكل رئيس, الى الانخفاض الحاد الذي شهدته نسبة
العاملين في الزراعة: والذي تحول جزء منه الى بعض القطاعات المنتجة الاخرىء وتحول الباقي الى
قطاعي التجارة والخدمات» حيث يتم تركيز العمال العرب في النشاطات «التي تتطلب جهداً شاقاً وذات
مردود مادي واطىء وتأثير اقتصادي ثانوي»7'*), وتبعاً لذلك؛ فقد بدأ العمال العرب في التركيز على
مجال «البناء ومشتقاته, والزراعة, والصناعات الخفيفةء والكراجات: ومحطات البنزين» والنظافة,
والفنادقء والمطاعم, والمقاهي... والمتاجر. والخدمات الشخصية والعامة»("؟). وبلغت نسبة العاملين
العرب في قطاع الصناعة واليناء والتشييد والخدمات حوالى ,7 بالمئة من قوة العمل العربية العام
6 مقابل ‎١5,1‏ بالمئة للعام ©156. والزيادة الكبيرة التي شهدتها هذه القطاعات استهدقت ملء
القراغ في الوظائف التي يتجنبها اليهودء نظراً الى المجهود الشاق الذي تتطلبه ومردودها المالي
المتدني.
محاربة الصناعة العربية
يدرك الكيان الصهيونيء جيداًء أن استمرار التمايز بين العرب واليهود» وما يعنيه من استمرار
الافادة من قوة العمل العربية في القيام بالوظائف ذات المجهود البدني الشاق والاجر المذخفض, انما
يرتهن بانعدام البدائل لهذا العمل. وهذا ما يفسر تحول العرب من الزراعة المستقلة الى الاعمال
المرتبطة بالاقتصاد الاسرائيلي على أثر الضغوط الاسرائيلية متعددة الشكل.
ومن البديهيء تبعاً لذلك: ان تعمد الحكومة الاسرائيلية الى محاربة أي نزعة عربية للتصنيع
المستقل, وذلك لسببين: أولهماء أن تطور الصناعة العربية سوف يودي الى تقوية وزن العرب في الكيان
الصهيوني؛ في المجالات كافة: وخاصة السياسية: ويوفر عنصراً للضغط يمكن العرب من فرض
تعديلات على بنية المجتمع في اسرائيل, وهو ما لا ترغبه اسرائيل؛ والثاني» لأن الصناعة العربية
المستقلة سوف تؤدي الى تشغيل نسبة رئيسة من العمالة العربية في مصانعها؛ وهذا يحرم اسرائيل
من الافادة من الدور الذي يؤديه العرب حالياً ؛ كما يقلل من وسائل الضغط التي تملكها حكومة العدو.
وبناء على ذلك؛ فقد شهدت محاولات العرب للتصنيع المستقل حرباً مستمرة من قبل العدى
الصهيونيء على الاصعدة القانونية والاقتصادية والسياسية؛ لعبت دوراً حاسماً في تحجيم نمو
الصناعة العريية وابقائها عند حدودب هزيلة. ولأهمية هذه النقطةء ودورها في توضيح التمييز القائم بين
العرب واليهودبء نرى أهمية التوقف عندها لتسليط الضوء على «السياسة المنهجية التى تتبعها
حكومات اسرائيل وجميع الدوائر المختصة, منذ قيام اسرائيل وحتى اليوم, والتي مضمونهاء ونتيجتهاء
عدم تصنيع القرى والمدن العربية. فالمدن والقرى العربية تفتقر الى اليوم [الى] عدم وجود قاعدة
صناعية تستوعب عشرات الالوف من القوى العاملة التى نزلت الى سوق العمل بفعل سياسة مصادرة
الاراضي وتحويل المزارعين الى كسبة وعمال بالاجرة»[*؟).
بداية؛ ينبغي الاشارة الى الفقى الشديد القائم في الكتابة العربية حول موضوع الصناعة عند
العرب في اسرائيل» حيث لا تتعدى نتفاً هنا وهناك. الا ان تجميع هذه الاجزاء سوف يكون كافياً؛ في
حدوب ما نهدف الى عرضه.ء لتوضيح ضعف مستوى الصناعة العربية بسبب سياسة وموقف
الاحتلال.
انخفض عدد أصحاب العمل العرب»: خلال السنوات الماضية: سواء أعلى صعيد الارقام المطلقة
أى من زاوية تسبتهم لمجموع قوة العمل العربية. ففي الوقت الذي بلغ عددهم حوالى ‎٠‏
3 شؤون فلسطيزية العدد ‎,.184١‏ نيسان ( ابريل ) 1544
تاريخ
أبريل ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)