شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 63)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 63)
المحتوى
هضام فهيم
الى فاعلية» وجدية»؛ دورهاء وتغلغلها بين الافراد والجماعات والمؤسسات الاميركية» وتوجيه آرائها بما
يتمشى مع اتجاهات ومطالب الحركة الصهيونية: علاوة على اسكات:؛ والتعتيم على؛ كل صوت مناهض
لها في صفوف اليهوب الاندماجيين الذين كانوا يدعون الى عدم الانفصال عن المجتمعات التى يعيشون
تغلفل صهيوني اقتصادي وسياسي
وقد لحب الصهيونيون, بتغلغلهم هذاء دوراً هاماً في الاقتصاد والسياسة الاميركية» ظهرت معالمه
منذ بداية هذا القرن: وأزدادت وضوحاً بمرور الوقت» ولا سيما في المؤسسات الاقتصادية والمالية,
واستمالتها العديد من رجال الأعمال: أمثال جاكوب سكييف (/1847 - 1970), أحد مؤسسي أكبر
البنوك الاميركية؛ وصموئيل كمبرنء مؤسس الاتحاد الاميركي للعمل. كما استطاعت الحركة
الصهيونية ان تزرع الكثير من انصارها ومؤيديها في دوائر صنع القرار الاميركي في عهد الرئيس
ويلسونء مما كان له أكبر الأثر في الموقف الاميركي من وعد بلفور. فقد كان مستشار ويلسون للشؤون
الاقتصادية:؛ خلال الفترة من ‎11١5‏ الى 1914., الصهيوتي برنارد باروخ: ومستشاره المالي»
الصهيوني هنري مورغانتى ومستشاره السياسي الصهيوني ماندلء: ومستشاره في القانون الدولي
الصهيوني والتر ليمان: ومستشاره القضائي الصهيوني لويس برانديسء وكبير مستشاريه
السياسيينء اليهودي فيلكس فرانكفورتره عضى المحكمة العليا.
وواكب هذا التغلغل تعيين عدد كبير من اليهود الصهيونيين في مناصب رئيسة في الحكومة؛ ؛ فعين
بعضهم وزراء؛ كأوسكار شتراوس ‎١845(‏ 2 5؟19١)‏ الذي كان وزيراً للتجارة» ثم أصبح سفيراً
للولايات المتحدة لدى تركيا؛ ومورغانتى الذي خلف شتراوس في منصبه في انقره. ويلاحظء هناء أن
تعيين يهوديين في تركيا تم في فترة كانت خلالها فلسطين تخضع للدولة العثمانية27). وفي فترات لاحقةء
استطاع الصهيونيون التغلفل الى حد قريب من احتكار مجموعة من الوظائف الهامة والمؤثرة في
المجتمع الاميركيء, كالمحاماة والطب والتجارة والصناعة والشركات النفطية ذات التأثير والنفون؛ كما
استطاع الصهيونيون تأمين سيطرة كبيرة على مجموعة ضخمة من الصحف والمجلات ووسائل
الاعلام الاخرىء واستخدموا السيتما سلاحاً فاحتكروا صناعتها في هوليوود» ابتداء من العام
حين ظهرت مجموعة من الأفلام عن اليهود وفلسطين تروج للهجرة اليها.
ولا شك في ان التغلفل الصهيوني هذا قد حقق غرضه في ما يتعلق بالموقف الاميركي من الوعد
البريطاني الشهير الذي كان نواة إقامة اسرائيل. فعلى الرغم من ان وزير الخارجية الاميركية روبرت
لانسنغ قد التزم الصمت بصدد وعد بلقور وقت اصدارهء الا ان هناك حقائق عدة تكشف أبعاد
الموقف الأميركي تجاهه:
أولاً: زار آرثر بلفور قبل اصداره للوعد (توفمبر /1517)» الولايات المتحدة, والتقى مع الرئيس
ويلسونء وتحادث مع مستشاره القضائي برانديس. وقد أشار جاك تني في كتابه «الطابور الخامس
الصهيوني», الى ان بلفور سلم الوثيقة التي تضمّنت النص الأصلي لوعده للرئيس ويلسون, الذي
بعث بها الى برانديس. ويعد أسأبيع عدةء نقلت الوثيقة؛ مرة أخرىء الى بلفور قبل ان تصدر في شكل
خطاب موجّه منه الى الصهيوني البريطاني روتشيلد(4).
ثانياً: من الثابت ان ويلسون حمّل مستشاره هاوس رسالة تتضمن موافقته على صيغة الوعدء
خلال الزيارة التي قام بها المسؤول الاميركي الى لندن في ‎١0‏ تشرين الأول ( اكتوير) 2.1511 أي
35 شيُون فلسطنية العدد ‎,.18١‏ نيسان ( أبريل ) 19/84
تاريخ
أبريل ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)