شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 5)
المحتوى
صبري جريس اح
الجميع تتصلء في نهاية المطاف, به. وفي أكثر من مناسبة؛ ويّه أكثر من عملية «استفزازية» الى
الصهيونيين» لم تخل من اهانة واذلال لهم. وعلى سبيل المثال, لا الحصرء كان أب جهاد وراء عملية
دلال المغربيء التي نقّذت في ربيع العام 19174 واسفرت عن سقوط العديد من القتلى الاسرائيلين,
بعد ان أضطرت السلطات الاسرائيلية, لكي تستطيع احتواء آثار الهجوم الفدائي» الى فرض منع
التجول؛ لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيونيء على جزء من المنطقة الساحلية في فلسطين, يقطنه
نحى ‎٠٠١‏ الف مستوطن يهودي» ويعتير جزءاً من «قلب» اسرائيل. وفي ربيع العام 1546.: نظم
عملية هجوم من طريق البحر على منطقة هكرياه, الواقعة على شاطىء يافا ‏ تل أبيب» حيث المقر
الرئيس لوزارة الدفاع الاسرائيلية» على ما يضمّه من أوكار لذئاب «الدفاع» وكبار الارهابيين
الاسرائيليين. ولم تتمكن القوة المهاجمة, على كل حال من الوصول الى هدفها؛ اذ اكتشفت وهي في
البحر. الا انه على الرغم من ذلك تشكل المحاولة بحد ذاتهاء تحدياً سافراً للقيادة الاسرائيلية
برمٌتهاء لم تعتد ان تسكت على مثله - لكنها سكتت. وبكلمات أخرىء لم ير الاسرائيليون في هذه
العمليات, ولا في غيرهاء ما يبرر اغتيال «أبى جهاد».
ومهما كانت التساؤلات حول أقدام الاسرائيليين على ارتكاب جريمتهم في هذا الوقت بالذات»
والاسباب الكثيرة التي قد تدفعهم إلى ذلك؛ يبدو لنا ان السبب المباشر كامن في السعي الى الانتقام
من الرجل الذي كشفء بحسه المرهفء عورة الدجل والعريدة الاسرائيلية في عملية تيدى «عادية»
للغايةء عرفت باسم عملية ديمونه. ففي ل ين » تسللت مجموعة من ثلاثة فدائيين
فلسطينيين عبر الحدود ووصلت الى نقطة لا تبعد كثيراً من المفاعل الاسرائيلي الذري في ديموته.
حيث سيطر افرادها على سيارة باص مخصصة لتقل العاملين في المفاعل. وقد نشبت على الاثر
معركة بين الفدائيين والجيشء أدت الى استشهاد الفدائيين الثلاثة ومقتل عدد من ركاب الباص.
وقيل ان «أبى جهاد» كان وراء العملية. وقيل؛ أيضاًء ان الهدف منها كان السيطرة على الباص
الذي يقل العلماء العاملين في المفاعل والقضاء عليهم, انتقاماً لاغتيال الشهداء الثلاثة الذين
سقطوا في ليماسولء في قبرصء بتاريخ ‎:١154848/5/١5‏ لمنع «سفينة العودة» من الابحار, بعد ان
تم تفجيرها أيضاً. وقيل» كذلك؛ ان الهدف كان الوصول الى المفاعل وتفجيره.
وفي مسألة المفاعل الذري هذه تكمن قمة العريدة الاسرائيلية. ففى محاولاتها مواجهة الاكثرية
العربية وقواها الصاعدة, الآخذة في التطور وان كان بيطهء ارتأت اسرائيل ان تلجأ الى تصنيع
الاسلحة الذرية وتخزينها لردع العرب وأرهابهم ومنعهم من محاولات المساس بها. وفي هذا الصددء
تسربت و/ أو سربت المعلومات عن قصدء أو غير قصدء عن مدى التقدم الاسرائيلي في هذا المجال.
ونسجت حول ذلك الاساطير والاقاويل؛ على ما فيها من تبجح ووقاحة ومحاولات ابتزان. بل ان الامر
وصل الى حد اقدام هذا الكيان» الذي لن يجد سكانه؛ على سبيل المثال» ما يأكلونه لى توقفت
مساعدات الامبرياليين الاميركيين عنهم, على ارسال التهديدات المبطنة حتى تجاه الاتحاد
السوفياتي» دون غيره, بالايحاء ان لدى اسرائيل صواريخ تحمل رؤوساً نووية يصل مداها الى
المناطق الجنوبية من ذلك البلد!
وكل هذه العربدة واساليب التخويف ومحاولات ارهاب القاصي والداني تصل الى نهايتها أو.
بصورة أكثر دقةء يشار الى الطريق الى نهايتهاء في اجراء «أبى جهادي» نموذجي وبسيط للغاية:
مهاجمة ذلك المفاعل وتدصسيره بطريقة تقليدية للغاية. وعندئذ » وبل من ارهاب الآخرين,
0 اشْيُونَ فلسطزية العدد 18١؛‏ أيار ( مايى) ‎1١3544‏
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)