شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 8)
المحتوى
بلح أمير الجهاد
صحيح ان هنالك عوامل خارجية عدة لعبت دوراً مهمأ في وقوع تلك الهزائم؛ لعل أهمها هو
ذلك التأييد المستمر الذي حصلت, وتحصل عليه؛ الحركة الصهيونية ثم اسرائيل» وخلال فترات
طويلة: من الدول العظمى: وخصوصاً الغربية منهاء بريطانيا ثم فرنساء فالولايات المتحدة» في
مراحل متلاحقة؛ الا ان هذاء بحد ذاته. لم يكن سبباً كافياً. اذ اضيف اليه؛ بصورة شبه دائمة,
التواني والتقاعس والاهمال وعدم ادراك طبيعة التحدي وتجاهل الخطر من قبل الطرف العربي»
مما جعله دائماً الطرف الخاسر. وعندما تصرّف العرب بطريقة أخرىء وان تم ذلك في حالات محددة
للغاية, تغير الوضع لصالحهم.
ولعل في تراث عبد الناصر, على سبيل المثال؛ ما يثبت ذلك كلياً. ف «الريس» ‏ رحمه الله كان
قد اقام الدنيا واقعدها على الاستعمار واسرائيل» والهب مشاعر العرب ضدهم, ولم يتوقف يوماً عن
التحذير من مطامعهم وخطرهم على المصالح العربية. آلا انهء كما ظهر بوضوح فيما بعدء لم يقرن
القول بالعملء وعلى وجه التحديد لم يستطع انشاء اجهزة الدفاع القادرة على التصدي لذلك
الخطر. ونتيجة لذلك: منيت مصرء ومعها العرب: خلال عهدهء بهزيمتين كبيرتين؛ احداهماء وهي
حرب 15717/ عرفت: وعن حقء ياسم «الهزيمة الكبرى», التي كانت قد تمكنت اسرائيل خلالها,
وف أقل من اسبوعء من تحطيم ثلاثة جيوش عربية» واحتلال مناطق من الاراضي العربية تزيد
مساحتها أكثر من ثلاث مرّات على ما كانت احتلته سنة ‎:١154/‏ وبضمن ذلك كل ما بقي غير محتل
من الاراضي الفلسطينية حتى ذلك الوقت. 1
ألا ان ما لم يتمكن «الزعيم الخالد» من تحقيقه, انجزه الساداتء مع طاقم القيادة العسكرية
المصرية, بعد عملية استعداد واعادة تنظيم هادئة ومنهجية: استغرقت بضع سنوات» ووجدت
تعبيراً عنها في حرب تشرين الاول ( اكتوير) 141/7. فقد تمكن الجيش المصريء بأدائهء خلال
الساعات الاولى من تلك الحرب؛ من تحطيم عجرفة اسرائيلية تكونت خلال ربع قرن. وكما هى
معروفء وصل الهلع الاسرائيليء خلال الساعات الاولى من تلك الحرب؛ الى حد تفكير بعض القادة
الاسرائيليين بضرورة الاعلان عن نهاية «مملكة اسرائيل الثالثة». بينما فكرت غولده مي رئيسة
حكومة اسرائيل آنذاكء بالانتحار.
صحيح ان حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) مهّدتء في نهاية المطاف؛ لكامب ديفيد. الا ان
الصحيم, أيضاً انه لولا تلك الحرب لاستمر الغرور الاسرائيلي» الذي كان سائداً قبلهاء على حاله,
ونا وافقت اسرائيلء وأياً كان الثمن الذي حصلت عليهء على الانسحاب من الاراضي المصرية
بكاملها. فقد «اقنعتهاء تلك الحربء ببساطة؛ أن العالم العربي, أى ربما مصر, «كبيرة» عليهاء ولا
يمكن مجابهتها الى ما لا نهاية. وهنا كمنت بداية الطريق نح التفكير بحلول» ومن ثم قبولها.
وليست دروس حرب تشرين الاول ( اكتوير ) هي «المسار» الوحيد الذي يمكن الاشارة اليه,
للتدليل على «قدرة» الاسرائيليين على «الفهم» و«التعلم» عندما توجه اليهم الضربات الملائمة
واستخلاص العبر المترتبة على ذلك, ونكتفي هذا بالتنويه ب «مسارين» مماثلين.
فخلال النصف الاول من الخمسيناتء وعلى وجه التحديد خلال السنوات 20595771551
اعتادت اسرائيل على شن الحملات الانتقامية على الدول العربية المجاورة: وخصوصاً الاردن؛ رداً
على عمليات التسلل التي كان الفدائيون واللاجئون الفلسطينيون يقومون بهاء عبر الحدودء
العدد 187 ايأر ( مايىو) 15848 لون فلسطئية 37و
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7283 (4 views)