شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 10)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 10)
المحتوى
ب أآمير الجهاد
بين الدعوة الى انتهاج الوسائل «السلمية», أي غير المجديةء أى التبجح والتشدق حول ضرورة
الاستمرار في النضال؛ دون اتخاذ أي اجراء عمليء وهو. أيضاًء غير مجد. يضاف الى ذلك؛ أن اكثر
من دولة عربية» على الرغم من الامكانات الضخمة التي تستطيع التصرف بهاء وما تبذله من جهود»
تكادء بصعوية؛ تمتلك القوة الكافية للدفاع عن نفسها في مواجهة العريدة الصهيونية.
الا ان ما ينطبق على هذا النظام العربيء أو ذاكء أى حتى على «النظام» الفلسطينيء لا ينطبق
على الفلسطينيين ككل؛ ليس من حيث عوامل الضعفء بل القوة بالذات. صحيح انه ليس لدى
الفلسطينيين «نظام»؛ أى جيشء أو. ان صح التعبير قاعدة ثابتة يمكن الانطلاق منها للتعامل مع
العدى الصهيوني؛ ولكن لديهم ميزات أخرى لا تقل أهمية. انهم متواجدون» وياعداد كبيرة؛ أكبر
من أن يكون في الامكان السيطرة عليهاء في مواجهة العدى, امامه ووراءه» وعلى جانبيه, بل وفي كل
مكان يتواجد فيه. وبالتاليء فان الوصول الى داخل بيت العدى. في وضع كهذاء يصبح عملية نظام
وتنظيم» ليس إلا. ولا حاجة الى التدليل على انه لى كان هنالك القرار الملائم» والى جانبه جهاز نشط
صلب كالفولاذء وحاد كشفرة الحلاقة, لأصبحت مسألة تأديب كبار الارهابيين الصهيونيين
والاقتصاص منهمء عندما تدعى الضرورة الى ذلك, مسألة روتينية.
2
2 2
ان الحاجة الى الاقتصاص من كبار الارهابيين الصهيونيين, وأحياناً صفارهم؛ عندما تكون
ضرورة لذلك؛ ليس مجرد دعوة الى الاخذ بالثأ وان كان من الضروري ان لا يكون هذاء بحد
ذاته, مستبعداً في حالات معينة, مما لذلك من تأثير في معنويات الجماهير المناضلة. بل ان للمسألة
كذلك ابعادها السياسية والعملية الواضحة للغاية.
لقد درج الصهيونيون:؛ كما هو معروفء على استخدام العنف وسيلة لتحقيق اهدافهم
السياسية؛ منذ ان وطأت اقدامهم ارض فلسطين وراحوا يعملون لتحقيق اطماعهم فيها. ولقد
ذاقت الاجيال الفلسطينية المتتالية, كما هو معروف أيضاًء شتى انواع الاضطهاد والتذكيل على
ايديهم؛ الى أن تمكنوا في نهاية المطافء من السيطرة على بلد بأسره, وتشريد سكانه, أو اخضاعهم
لنظام استعماري استبدادي. وفي مساعيهم تلك, ضرب الصهيونيون, على وجه العموم, بمقترحات
التسوية ومشاريع الحلول المختلفة التي كانت تعرض عليهم؛ من حين الى آخرء عرض الحائطه
فراحوا يقفزون عن كل هدف مرحلي يحققونه, ويحيلون احداثه الى التاريخ: منطلقين نحى تحقيق
المرحلة التالية. ومع مرور الوقتء ازدادت ثقتهم بأنفسهم واستشرى صلفهم, فاوصدوا الابواب في
وجه أية حلول واقعية, حتى لم يبق هنالك الا اللجوء الى الكفاح المسلح ضدهم.
ومنذ راحت الحركة الوطنية الفلسطينية؛ بطبعتها المتجددة؛ تشن كفاحاً مسلحاً ضد الكيان
الصهيوني؛ مع اواسط الستينات؛ في اطار تبلور بسرعة نسبياًء ليعرف ياسم المقاومة الفلسطينية,
أوهم الصهيونيون انفسهم بأنهم يواجهون مجموعات «عصابات»: سرعان ما راحوا يطلقون عليها
لقب «مخربين»: وذلك على الرغم من التأييد العارم الذي حظيت به تلك الحركة في اوساط الجماهير
الفلسطينية. والمنطق الصهيوني «السليم» افترض ان الطريقة المثلى» وربما الوحيدة» للتعامل
العدد 185.ء أيار ( مايو) 1984 ليون فلسطزية 53
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4326 (5 views)