شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 11)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 11)
المحتوى
صيري جريس لح
مع عصابات هو شن الحرب ضدها والسعي الدائم الى تفتيتهاء أى القضاء عليهاء اي على الاقل,
تجميد تأثيرها وتحجيمه. وكان هذا ما فعلته اسرائيل مع المقاومة الفلسطينية, وذلك بانتهاج سياسة
شن حرب دائمة ومستمرة ضدهاء لا هوادة فيها. وعلى الرغم من ان اهداف هذه الحرب المستمرة
وسياسة الرفض الاسرائيلي الكامن وراءها والمحرك لها كانت واضحة للغاية؛ بعد فترة قصيرة من
بدئهاء فان المقاومة الفلسطينية لم تطور, رداً على ذلك سياسة كفاح وقتال نشطة يمكن ان تؤدي
الى حمل العدى على الخوف منهاء ومن ثم احترامها وأخذها بالحسبان. ونتيجة لذلك؛ ازداد»
تدريجياًء استخفاف الاسرائيليين بالمقاومة وازدرائهم لهاء بل ولكل ما تمثله, ليتحولء أخيراً. الى
رفض حقيقي لها.
ولا حاجة الى التأكيد ان هذا الرفض واسع وعميق؛ أن يكاد المرء يلمسه في كل تصرفات
اصحاب القرار في اسرائيل» ويراه كل يوم في قرائن متعددة ومتتالية. فعلى سبيل المثال, منذ نحى
عقد من الزمن على الاقل. لم تترك الانظمة العربية المختلفة, وان اختلفت لهجاتهاء ومعها «النظام»
الفلسطينيء وان اختلفت نبرته. مجالاً للشك, حول استعدادها للتوصل الى «تسوية سلمية»
للصراع العربي ‏ الصهيونيء وايجاد «حل عادل» للقضية الفلسطينية. وهنالك ما يكفي من الدلائل
على «مصداقية» هذا الموقف العربى. ولكن ذلك كله؛ فيما يتعلق باسرائيل» كان دون فائدة. فعندما
اقترب هذا المسار من نهايته ووصل الموسى الى اللحية أوضحت اسرائيل انها غير «مقتنعة» وليست
معنية باقتراحات العرب السلمية. وفي ما يتعلق بالفلسطينيين؛ أوضحت انها لا تعترف بهم كشعب,
ولا بحقوقهم؛ وخاصة ليس بحقهم في تقرير مصيرهم» وهي لا تريد اعترافاً بها منهم؛ ولا من ممثلهم
الشرعي الوحيد. ويبدى لنا أن هذا الموقف الرافض حقيقي وعميق وجدي للغاية» لن ينفع فيه «مؤتمر
دولي» ولا حذلقة, من هنا أى من هنالك. وفي هذا الصددء تبدى واقعة اغتيال «أيو جهاد» مؤشراً
خطيراً للغاية. فهي رسالة أخرىء. واضحة تماماً. مفادها ان ليس لدى اسرائيل «كبير»؛ وأنها لا
تخاف المقاومة الفلسطينية, ولا تحسب لها حسابات كثيرة؛ وهي لا تنوي الاعتراف بهاء أى التعامل
معها.
وليس في هذاء بالطبع, ما يساعد الفلسطينيين في الحصول على أي من حقوقهم.
2 3
ليس من الممكنء بالطبعء» اعادة عقارب الساعة الى وراءء والغاء ما حدث من وقائع» وما ترتب
عليها من مواقف أاسرائيلية تجاه الفلسطينيين وامانيهم الوطذية: كان آخرها اغتيال القائّد «أبو
جهاد». وليسء» هناء المجال لأجراء حساب مع الماضي وهفواته ونواقصه واخطائه.
ولكن هنالك ما يمكن تعلمه من الاخطاء تلك وحتى لا تتكرر على الاقل» وتحصر الاضرار التى
قد تنجم عنها. فالصراع الفلسطيني الصهيوني مستمر؛ لم يصل الى نهايته بعد؛ ولا يبدى انه
سيصل اليها خلال وقت قصير. وما فات تنفيذه في الماضي يمكنء» ريماء تلافيه في المستقبل.
ان تطاول الارهاييين الصهيونيين على القيادات الفلسطينية» وان جاءء ألى حد يعيدء نتيجة
لتواني تلك القيادات عن توجيه الردود الحاسمة والرادعة على الاستفزازات الصهيونية المتكررة,
15448 ‏أيار ( مايى)‎ ,١185 ‏شزون فلسطزية العدد‎ ٠
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4326 (5 views)