شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 29)
المحتوى
فقد كان من الصعبء في اواسط الستينات, الادعاء بأن أنشاء م.ت.ف. يمكن ان ينطوي على
تغيير جوهري في تعاطي الدول العربية؛ ولا سيما تلك التي ظلت تحتفظ باجزاء من الاراضي
الفلسطينية؛ كالاردن ومصى, ازاء المسألة الفلسطينية. ذلك ان انشاء «الكيان الفلسطيني»: وهو
التعبير السياسي المرادف للمنظمة: لم يرتبطء فعلاً, بتخلي الاردن ومصر عن احتكار التمثيل السياسي
الفلسطينيء أو ترافق بالسعي الى تسهيل مهمة المنظمة في ممارسة سيادتها السياسية على الاجزاء
التي ضمنتها هاتان الدولتان. هذه السيادة التي لى تحققت, لريما تغير مسار الصراع العربي -
الاسرائيلي بصورة جذرية. ‎١‏
والواقع؛ ان من الصعب فهم هذا المسار المتعارض في السياسة العربية» الذي ايد انشاء هيئة
تمثيلية فلسطينية؛ في الوقت الذي رفض المساس بالوضع القائم. والمجال الوحيد الذي يمكن البحث
فيه لتفسير هذا التعارضء ريما يمكن العثور عليه في تحليل الدوافع التي أملت على الرئيس المصري
الراحل جمال عبدالناصر تصدٌّر الدعوة الى انشاء المنظمة, وهذا ما ينبغي أن نتوجه للبحث عنه في
الظروف السياسية التي مهّدت ورافقت الاعلان عن انشاء م.ت.ف.
كانت السنوات الاولى من الستينات تحمل في طياتها مؤشرات غير مريحة للرئيس عبدالناصي
فبعد مرور ثلأث سنوات» فقطء على انطلاقة أول تجربة وحدوية عربية بين مصر وسورياء انهارت هذه
التجربة بصورة مدوّية, لتخلّف وراءها سحابة من الانشقاقات: والعداوات» داخل العالم العربي ؛ كما
أدى السقوط السريع لتجربة الوحدة؛ الى طرح ظلال كثيفة من الشك على مصد اقية المقاربة الناصرية,
ليس فقط من جانب الدول العربية المحافظة؛ المناهضة لسياسة الرئيس المصري بصورة تقليدية»
واتماء أيضاً ‎٠‏ من جانب حزب البعث الحاكم في سورياء الذي بدأء منذ ذلك الوقت» يتجه نحو مخاصمة
عيد الناصر, بصورة لا تقل ضراوة عن الدول المحافظة في المعسكر الآخر. ويالقدر ذاته, تقريياً» ترك
قشل الوحدة العربية صدمة يالغة الاثر في صفوف النخب السياسية الفلسطينية أدت الى تكريس
القطيعة بين التيارين الرئيسين اللذين انشطرت بينهما الحركة الوطنية الفلسطينية فيما بعدء بغخض
النظر عن التلاوين الايدولوجية التي اتخذها هذا الانشطار. وعلى الرغم من أن انشاء م.ت.ف. كان
بمثابة انتصار للتيار القومي في الحركة الوطنية الفلسطينية؛ الذي راهن على امكان تحقيق اهداف
النضال الوطني الفلسطيني في سياق فعل جماعي عربي قوميء على الصعيد الرسميء الا انه كان
واضحاًء منذ ذلك الوقت» تصاعد تأثير النخب السياسية الفلسطينية الراديكالية التي اتخذت من
فشل التجرية الوحدوية العربية منطلقاً قوياً تستند اليه في موقفها الداعي الى الخروج على اطار
ا العربية الرسمية» وتأكيد نزعة فلسطينية استقلالية().
تب على هذا الشقاق المزدوج. داخل المعسكر العربي الراديكالي» ومن ثم داخل الحركة
ل الفلسطيتية مغزى سياسي وتاريخي بعيد الاثر؛ اذ للمرة الاولى بدأت تبرز و تتبلور مقاربة
سياسية على يسار الرئيس المصري, الذي ظل يمارس احتكاراً طاغياً في التعبير عن التطلعات
والصيوات الراديكالية العربية. ولم يكن هذا الامر يقتصى في ابعاده, على حدوب الحملات الاعلامية,
كما كان يفعل حزب البعث في سوريا حتى حزيران ( يونيى) 197177 في التشهير بعبد الناصر, يل ان
مصدر التحدي الفعليء وهذا ما أدركه عبد الناصر والشقيري على حد سواءء كان يأتي من التهديد
الذي بدا الفلسطينيون النشيطون في الدعوة الى الاستقلالية يمثلونه لزعامة كلا الرجلين: لا سيما
بعد ان قرن هؤلاء القول بالفعل؛ وبدأوا في ممارسة خطتهم القائمة على أسلوي الكفاح المسلح
584 شين فلسطيزية العدد 3185 أيار ( مايو) /1548
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)