شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 31)
المحتوى
حسين حجازي
الشقيري؛ وبقدر متساو. والذين أصبحواء فيما بعد, الثلاثي الاكثر ارتباطاً وتأثيراً في مجريات الامو
حدوب هذه اللعبة المشتركة. بيد أن كل وأاحد من هؤلاء حاول ان يجد ف التطور الحاصل تحقيقاً
لبعض أهدافه. فقد كان انشاء المنظمة يمثلء بالنسبة الى عبد الناصرء جواباً حاسماً عن دعوات حزب
البعث في سورياء ومزايد اته, وتشكيكه المستمر في مصد اقية عبد الناصر المتهم بالانهزامية والعجز عن
القيام بتحرير فلسطين. وهكذا كان وجود المنظمة يوفر غطاء مثالياً لواقعية عبد التاصر اساسا ‎٠‏ الذي
لم يكن يرى في ذلك الوقت الظروف مواتية لمبادرة عسكرية ضد اسرائيل!7)؛ كما ان منظمة التحرير
الفلسطينية التى كانت تسيطر عليهاء أساساًء حركة القومين العربء الموالية لعبد الناصر, كانت اداة
فعالة في يد عبد الناصر. لاضعاف خطر التيار الراديكالي المناوىء له وللشقيريء الذي مثلته حركة
«فتس»؛ التي نظر عبد الناصر اليها بريبة وشكء لم يتبددا الا بعيد الهزيمة العربية في العام /1551.
ولكن فيما كان انشاء المنظمة يسلّح عبد الناصر باداة قوية, على الرغم من محدودية فعالية المنظمة
واقعياً في ذلك الوقت ويستند اليها في وجه خصومه في العالم العربي, إنظراً الى حساسية القضية
القلسطينية: السياسية والايديولوجية: فان نشأة المنظمة لم تكن أمراً مريحاً بالنسبة الى العاهل
الاردني على الاطلاق. فقد كان الاردن: بخلاف ما فعلت مصر في قطاع غزة, وبخلاف ما حدث في
سورياء ولبنان» الدولة الوحيدة التي شجّعت على اندماج الفلسطينيين في الدولة, واعتبرتهم مواطنين
اردنيين. وقد كان الهدف من عملية الدمج هذه طمس فكرة الكيان الفلسطيني؛ والحؤول دون تبلور
الشخصية الفلسطينية. وهكذا سعى النطام ‎٠‏ الهاشمي الى اعطاء الفلسطينيين حقوقاً كأفراد داخل
المملكة التي ضمت اليها الضفة الغربية» لكنه رقض, في المقابل» اعتبارهم مجموعة(), وجهد لقمع
أية تطلعات سياسية للمواطنين الفلسطينيين تنطوي على رفض لعملية الدمج هذه. ولهذاء عمل الملك
حسين على تقوية شرق الاردن» والعاصمة عمان؛ على حساب الضفة الغربية؛ وفعل الشيء ذاته حين
قلل من أهمية القدس, باعتبارها تمثل رمزاً في الوجدان الفلسطينيء للارتباط بالقضية والمأساة
القلسطينية؛ مبرزاً أهمية مدن أخرىء كنابلس والخليل. وهكذا تمكن النظام من ان ينجح في تحويل
الصراعء قبل العام ‎١1971‏ من ان يكون بين فلسطينيين واردنيين؛ أي من مستوى تلبية المطامح
الوطنية للفلسطينيين, ليقتصر على المشكلات التي تتعلق بالحقوق الفلسطينية ضمن المملكة.
والواقعء ان اسباباً تاريخية وعوامل جيو - استراتيجية مجتمعة تحيط بنشأة الاردن: ومكانته في
العالم العريي؛ قد جعلت النظام الاردني في الماضيء وتجعله, أيضاًء في المستقبلء يبدي تخوفاً تجاه
أنبعات الشخصية الفاسطينية؛ وتحقيق الطموح الفلسطيني, عبر كيان سياسي مستقل. فمن الناحية
التاريخية: اقيمت امارة شرق الاردن؛ أساساًء ضمن منطقة الانتداب البريطاني على فلسطينء ولم
تنقصل عن فلسطين من الناحية الادارية, الا في العام 1547: عندما اعلنت بريطانيا ان الاردن
أصبح دولة ذات سيادة(1). وقد أدى هذا الالتباسء الذي رافق انشاء دولة الاردن, الى النظر
باستمرار اليهاء من جانب الفلسطينيين والعالم العربي؛ بارتياب وشكء باعتبارها كياناً مصطنعاً. خلق
بقعل صفقة بين البريطانيين والسلالة الهاشمية. وقد انطوى الحاق الضفة الغربية الى المملكة
الهاشمية؛ بعيد العام 1544 في احد نتائجه؛ على يعد غير مريح للاسرة الحاكمة, تمثل في التوازن
الديمغرافي؛ الذي بات يميل» بصورة غالبة: الى صالح الفلسطينيين؛ ولهذا سعى الاردن: تاريخياً؛ الى
ادعاء التمثيل السياسي باسم الفلسطينيين: ومعارضته أي محاولة لايجاد هيئة سياسية تمثلهم. ولا
تزال مسألة التمثيل هذه احدى المشكلات الاساسية بين م.ت.ف. والاردن.
بيد ان العرلة الجغرافية للاردن التي جعلته اسير الوقوع بين ثلاث دول راديكالية, بين
7 شين فلسطيزية العدد ‎,١187‏ أيان ( مايي ) 1544
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)