شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 36)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 36)
المحتوى
- سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
الستينات: مرتيكة, ومشوشة؛ فان هزيمة حزيران ( يونيى )؛ التي اعتبرت: أساساًء هزيمة للرئيس
المصريء كانت بمثابة عملية جراحية أزالت أي التباس» أو غموضء عن الخطاب السياسي الناصري.
وهكذا فهمت الاستراتيجية التي طرحها عبد الناصر في اليوم الثاني لانعقاد القمة» بلاءاتها الثلاث:
لا صلح؛ لا اعتراف؛ لا مفاوضات ؛ وحددت لها هدفاً مباشراً وحيداً » هو «ازالة آثار العدوان». وبعكس
ما هو متوقعء فقد فاجاً عبد الناصر الزعماء العرب بالتخلي عن مطاليته باستخدام ورقة النفط» واكتفى
بأن تقوم البلدان النفطية الغنية بتمويل وبعم الجهد الحربي لدول المجابهة؛ من أجل ترميم خسائرها
التي تكبدتهاء وتقوية استعدادها للحرب المقبلة.
لقد أسفر مؤتمر القمة العربي في الخرطوم عن وضع استراتيجية التعايش السلمي التي طرحها
عبد التاصر في العام ‎١575‏ وعاد وتراجع عنها بعد ذلك »على قدمين راسختينء بعد المصالحة بين قطبي
النظام العربي» عبد الناصر وفيصلء الامر الذي لم يتأثر بغياب سورياء الدولة الوحيدة التي بقيت
خارج الحفل؛ غير راضية عما حدث: حيث استمرت تطالب بتبني حرب التحرير الشعبية. بيد ان
النتيجة الحاسمة للقمة تمثلت» بصورة اساسية: في كونها أشارت الى تحوّل في الموقف العربي» بدأ
يحدث للمرة الاولى حين تم التخليء بصورة ة واضحةء عن استراتيجية تحرير فلسطين» وتم تحديد
الهدف الاستراتيجي بمطلب أكثر تواضعاًء أي: ازالة آثار العداون» والذي نتج عنه حدوث قطيعة
سياسية بين م.ت.ف. وكل من مصر والاردن. وهكذا أظهرت القمة العربية ان هوّة واسعة أصبحت
تفصل بين الاهداف التي تسعى الى تحقيقها المنظمة والاستراتيجية التي تبنّتها قمة الخرطوم.
وقد أدرك الشقيري؛ الذي بدا وحيداً ومعزولا في القمة. ان الوقت حان لكي ييدل هى الآخر من
خططه وتكتيكاته؛ حين اصيح الصدام خياراً لا بد منه . فبدلاً من الحذلقة والتعتيم على نقاط الخلاف,
قام الشقيريء في المؤتمر, بتحديد طابع هذا الخلافء وطرح ما سميء في حينه؛ بالنقاط الست التي
تشكل الخطوط العريضة للاستراتيجية الفلسطينية!9).
لقد كان الزعماء العرب في وضع مريك(*١).‏ وعرف الشقيري كيف يستغل اللحظة المناسبةء ليضع
النقاط عنى الحروفء في ما يتعلق بمسائل التمثيل: والدورء والسيادة, الخ؛ بل ان بيان الشقيري ذهب
أبعد من ذلك الى حدود التلويح باستخدام الفيتو على أي توجهات سياسية لحل القضية الفلسطينية
لا تنسجم مع الاستراتيجية الفلسطينية. وكان هذا » بحد ذاته, يشير الى تحول دراماتيكي في الدور
الذي أياحت المنظمة لنفسها القيام به. وهى تحول لم يكن ممكناً ان يحدثء لولا الانقلاب المزدوج
الذي وقع ذلك الصيف: اعادة الخلط التي تمت في اطار النظام العربي وتفاعلاته الداخلية, من جهة,
وصعوب التيار الوري لحركة المقاومة الفلسطينية» التي بدت انها تحمل الوعد البديل من العجز
العربي» والفلسطيني الذي مثلته م.ت.ف. من جهة أخرى.
لقد اسهم تفاعل كلا التطورين؛ ليس فقط في احداث أهم انعطاف تاريخي تشهده المنطقة: وانما,
أيضاء وبالقدر عينه, في احداث نقلة جديدة: تختلف, في نوعيتهاء عن أي مرحلة سابقة؛ على صعيد
العلاقات الفلسطينية بدول الطوق العربية. ودلالة النقلة هذه يمكن تلخيصها في ان الهزيمة العربية
هيات مجالاً رحباً للممثلين الجذريين للحركة الوطنية الفلسطينية؛ لكي يستلموا زمام الامر بأيديهم؛
وهذا ما حصل في العام 5 في الانقلاب الذي حدث داخل م.ت.ف. وهو الامر الذي وجد قاعدة
جديدةء وطرحاً جديداًء للعلاقة بين المنظمة ودول المحورء لا تمكنت حركة المقاومة الفلسطينية من ان
تقفرض على دول الطوق العربية التأييد العلني لاستراتيجية حرب التحرير الشعبية: التي دعت
العدد 187ء آيان ( مايى) ‎١9/44‏ شْيُونُ فلعطيزية 36>
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)