شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 40)
- المحتوى
-
سس سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
الاردني قادر على كسب هذه المعركة.
والواقع ان الملك استطاع ان ينتزع الاعجاب في الدوائر الاسرائيلية والاميركية على حد سواءء
لطريقته في ادارة الصراع الازمة مع م.ت.ف. التي انتهت لصالحه وابعاد م.ت.ف. الى خارج الحدود
الاردنية. لقد سعى العاهل الاردنيء منذ البداية» الى ان يبقي زمام المبادرة في يدهء وعدم اتاحة
الفرصة للمنظمة ان تتحكم في مراحل الصراع وتوقيته. اما الغاية التي هدف الى تحقيقها من وراء
ذلك, فهي ابقاء م.ت.ف. اسيرة رد الفعل على خطواته: لارباكها وعدم اعطائها الفرصة للقيام بمبادرة
تؤد ي الى نسف الوضمع القائم برمته, قبل أن يستعد النظام للمواجهة النهائية. وقد اعتمد الام
لاحران النجاح في هذا المخطط: اسلوياً مزدوجاً: خطوة الى امام ونصف خطوة الى وراء("") اي
المزاوجة فيما بين الهجوم والتراجع» وذلك من اجل اتاحة الفرصة للمنظمة للشعور بالطمأنينة تجاه
نوايا العاهل الاردني» وكبح جماح اليأس في صفوف الفلسطينيين من الاتفاق والتفاهم على سبل لحل
المشكلات بين الجانبين, تحفظ تأمين مصالحهماء في الوقت الذي يستمر العاهل الاردني في دفع
الامور نحو التأزم وابقاء الوضع معلقاً. ١
أما على الصعيد السياسيء فقد تبنّى العاهل الاردني استراتيجية تهدف الى عزل المنظمة,
سياسياً عن التعاطف العربي والدولي معهاء من خلال القيام بمناورات سياسية: والتقدم بمشاريع
حلول97) تظهر المنظمة في العالم العربي بوصفها العقية الاساسية امام انجاح الاستراتيجية العربية
الداعية الى ازالة آثار العدوانء التي تم الاتفاق عليها في قمة الخرطوم!؛؟"). أما ازاء الرأي العام
العالمي» فقد سعى الاردن الى تضخيم المخاطر, والتهديدات» التي تمثلها م.ت.ف. على مستقبل
السلام في المنطقة, وعلى الاعتدال العربي.
ولا شك في أن الملك حسين استطاعء؛ الى حد كبيرء خلال السنوات الاربع التي استغرقها الصراع
ضد المنظمة في الاردن, تحقيق الاهداف التي توخاها؛ اذ تمكن النظام, خلال السنوات التي سبقت
المواجهة الحاسمة, من كسب النقاط في مواجهة م.ت.ف. وأن يظهر أمام الرأي العام المحلي؛ والعربي»
بوصفه مدافعاً عن السياسة القومية» وعن استقرار الحياة والامن داخل حدود المملكة. واكثر من
ذلك » نجح في تفادي الانشقاق داخل البلاد بين الفلسطينيين والاردنيين؛ وهى نجاح لم يكن تحقيقه
ممكناً. لولا القدرة التي أظهرها العاهل الاردني على استغلال نقاط الضعف عند خصومه ؛ حيث كان
التطرف الفلسطيني يقلل من فرص التعاطف والتأييد للمنظلمة في العالم العربي؛ حيت أظهرت أكبر
دولة عربية, أي مصرء مسايرتها للطروحات «المتعقلة» التي كان الملك حسين وغيره يتبناهاء في حين
كانت الانقسامات الفلسطينية الناتجة, أساساًء عن تأثير محاولة بعض الدول العربية ايجاد مواقع
نفون له في أطار المنظمة, اضافة الى حداثة التجربة الفلسطينية في التعامل مع تلك المشكلات التي
كانت تجابهها للمرة الاولى» من الاسباب التي مهّدت لوقوع المنظمة في الشرك الذي نصبه الملك
حسين . وهذا الشرك تمثل في اختيار الوقت المناسب لاطلاق شرارة الصدام الحاسم؛ وهو وقت تفجُر
التعارض الشديد الذي حدث فيما بين عبد الناصر والمقاومة الفلسطينية: في اعقاب تأييد عبد الناصر
مبادرة روجرز الشهيرة؛ وهكذا بدأ الهجوم الدامي بتاريخ ١7 أيلول ( سبتمين) .191١
وعلى الرغم من محاولة سوريا التدخل بقوات عسكرية على الحدود مع الاردن؛ الا ان اظهار القوة
الذي مارسته الولايات المتحدة, واسرائيل(*"), قد حال دون تأثير هذا التدخل.
والواقعء ان الملك حسين نجح, في متاورته السياسية؛ في تحييد الموقف العربي: وامتصاص اية
العدد 181ء أيان ( مأيى ) 1584 لتُوُون فلسطيزية 56. - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17767 (3 views)