شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 43)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 43)
المحتوى
حسين حجازي ل
أما مصر وسورياء اللتان كانتا منشغلتين في تثبيت سلطتيهماء والتحضير لحرب تشرين الاول
( أكتوير) *157ء فكان يهمّهماء بالقدر عينه. ‎١‏ ن تكون علاقتهما مع المنظمة ‎٠‏ بشكل أو بآخر, على
نحومن الاتفاق» لاعتبارات تتعلق: أساساً» بالوضع المريّك لهذين النظامين. فقد سعت سورياء ومصرء.
الى التناقس على كسب وب المنظمة. وكانت العلاقة مع مصرء. ومع سورياء الحسنة في ذلك الوقت»
ضرورية: أيضاً للمنظمة, لكي لا تظهر هذه في موقف الضعف والعزلة في العالم العربي» الامر الذي
كان من شأنه ان يخففء الى حد ماء من آثارما عانت منه في الاردن. كما سعت المنظمة الى الاستفادة
من علاقتها مع النظام الجديد في سورياء من اجل تسهيل مد نفوذها في لبنان» وتوطيد وجودهاء لاحقاًء
هناك. والواقع؛ ان مغزى التغير في الحكم؛ الذي حدث بصورة متزامنة تقريباً في مصر وسورياء لم يكن
يخلى من مفارقة. فقد كان كلا الرئيسين الجديدين على طرفي نقيض في افكارهماء وطباعهما
الشخصية؛ وتوجهاتهما السياسية. ففيما كان أنور السادات يمثل, باسلوبه وطريقته, نموذجاً نقيضاً
لسلطة عبدالناصي على الاقل في استنكافه عن الطموح في لعب دور الزعامة في العالم العربي؛ فان
الاسد برهن , منذ السنوات الاولى لتوليه مقاليد الحكم في سورياء على رغبته في توسيع مجال نفو
سوريا الاقليمي في المنطقة, وحلم ان يكون خليفة الزعيم العربي الراحل. وهكذا نشا من هذا
التعارض ما يسمى بغياب التناسق في المكانة» حين فضلت الدولة العربية الكبرىء المؤهلة وحدها
لقيادة العالم العربي, التخلي عن هذه المهمة» والانكفاء إلى داخل حدوبها('), فيما حاولت دولة
اصغر لا تتمتع بالموارب والامكانات الذاتية؛ كسورياء ان تلعب مثل هذا الدور.
لقد طمح الرئيس الاسدء يعد سيطرته على الحكم, الى تغيير الصورة التقليدية لسوريا في العالم
العربي, التي نظر اليهاء دائماًء كمجال نفون للتصارع على كسبها الى جانب هذا التحالف العربي»
أو ذاك؛ وليس باعتبارها دولة استقطاب وقيادة("'). وقد ادرك الرئيس السوري الجديد 5 الامرفي
وقت مبكرء ‎٠‏ حينما كان لا يزال وزيراً للدفاع, حيث حاول؛ حينذاك؛ تقديم الدعم الى «فتس 757 3 زيادة
هيمنة نفوذ سوريا في توجهاتهاء الامر الذي ايرز الصدام بينه وبين عرفات منذ ذلك الحين» حين حاول
اقصاء عرفات عن قيادة «فتح» واستبداله بشخصية ذات ميول بعثية(!!'). وكان من نتيجة هذا
الصراع اعتقال عرفات نفسه وزجه في السجون السورية» بأمر من الاسد.
كان الرئيس السوري مدركاً لأهمية ان يكون لسوريا الكلمة الفصل في تقرير مصير القضية
الفلسطينية وعدم ترك هذه القضية ليقررها الفلسطينيون في م.ت.ف. بأنفسهم . كما أدرك الرئيس
السوريء وسعىء الى مد وصاية سورياء بالقدر عينه؛ الى الاردن: ولبنان» وان كان ذلك باشكال
مختلفة . وقد أعلن الاسدء بنفسه. في الثامن من آذار (مارس) ‎:١15174‏ عن الاعتبار الايديولوجي الذي
يمنحه هذا الحقء حين حددء بوضوحء ان «فلسطين ليست جزءاً فقط من العالم العربي بل تمثل
القسم الاساسي من سوريا الجنوبية؛ وستبقى كذلك جزءاً من بلدنا سوريا العربية»!*'). وكانت هذه
هي المرة الاولى التي يصدر فيها رئيس أى مسؤول سوري مثل هذا الاعلان» الذي يشيرء بوضوح».
الى تصميم الحكم الجديد على اعادة احياء مشروع سوريا الكبرى» بحيث تضم كل بلاد الشام: أي
الاردن وفلسطين ولبنان وسوريا. انطلاقاً من هذاء يجب فهم مسار التوتر في العلاقة بين سوريا
وم.ت.ف. حيث نظرت المنظمة الى محأولات سوريا للهيمنة عليها مصدر تهديد لاستقلاليتها؛ قيما رأت
سوريا في تصميم المنظمة علي استقلاليتها «بدعة سياسية؛ وهرطقة ‏ انحراف قومية», وأمراً غير جائز
في كل الاحوال. وسعت دائماً» » الى ابقاء م.ت.ف. تحت هيمنتهاء ووصايتهاء وذلك بخلاف مصر. التي
رأت فيها المنظمة مصدر حماية:» في مواجهة الوصاية السورية أساساً.
1 شين فلسطنزية العدد 185 أياى ( مايو) 1524
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)