شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 45)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 45)
المحتوى
العام ‎.)117١‏ بيد ان سعر البرميل الواحد وصل في شهر كانون الاول ( ديسمير ) العام 19/7 الى
116 دولاراً . وهذه القفزة اعتبرت بمثابة ثورة جذرية في اسعار التقط, أطلقت ردود فعل غاضبة في
الداويّر الاقتصادية؛ والسياسية؛ في العالم الغربي» تركت آثاراً سياسية, بالغة الاهمية: في مستقبل
الصراع في الشرق الاوسط , حيث بات العالم الغربي يشعر, لاول مرة؛ بأن أسس بنيانه الاقتصادي,
والنظام الاقتصادي الدولي ككل, اصبحت رهينة في ايدي الاغذياء الجدد» الذين صاروا يتحكمون في
مقادير امدادات النقط: فيما الغرب بدا انه يقف بلا حول ولا قوة ازاء أية مطالب قد ترفعها حكومات
دأويك00),
والواقعء ان المعادلة التي ارتسمت منذ العام 15174 والتي وازت بين صعود الدبلوماسية
العربية ونجاحاتهاء وبين تعاظم الدور الذي باتت تلعبه منظمة «أوبك» على مسرح السياسة الدولية,
ليست مجانبة للصواب؛ وكذلك الحال في تفسير الضعف الذي اعترى هذه الدبلوماسية» مع بروز
الوهنء قيما بعدء والتأكل الذي طرأ في فعالية «الاوبيك». وهذا ما اتضح مغزاه في كون الفتوحات
الديلوماسية التي حققتها الدول العربية؛ خلال العامين 157/4 ى 141/0 على الصعيد الدوليء والتي
تمثلت في انتزاع قرارين من الجمعية العامة للامم المتحدة» يعتبر الاول م.ت.ف. عضواً مراقباً في
الجمعية العمومية؛ ويؤكد الثاني اعتبار الصهيونية حركة عنصرية؛ كان يترافق أساساً مع صعود
التيار النضمالي لدول العالم الثالث الذي لعبت «أوبك» دوراً محورياً في تزعم مطالبه.
ان مؤتمر باندونغ العام 1565., الذي اطلق الوزن الدولي لكتلة دول العالم الثالث, من خلال
انشاء حركة عدم الانحيان تردد صداه بوضوء., في العام 151/5, في المناقشات والحوارات التي
شهدها العالم حول العلاقة بين دول الشمال والجنوب (بين الدول المتقدمة والعالم النامي)؛ حين بات
في مقدور الاخيرة ان تعيد صياغة موقعها في الاطار العام للتظام الدولي ولقد أضقى الانتصار العربي
في حرب تشرين الاول ( اكتوير ) 19177 على هذا التحول ابعاداً درامية» منح الدول العربية اعتزازاً
بالنفسء وثقة أكبر في المستقبل, الامر الذي كان من شأنه أن يهيء المناخ الدوليء والاقليمي, لتقبل
تسوية عادلة لأزمة الصراع العربي ‏ الاسرائيي» وحل المشكلة الفلسطينية, باعتبارها قضية سياسية,
تعلق بشعب محروم من حقه في أن يقيم على أرضه كياناً سياسياً له.
لقد دقع هذا التحول الامل في تحقيق الاستراتيجية العربية التي وضعتها قمة الخرطوم غداة
حرب الايام الستة العام /1471. فقد نجحت الدول العربية في غسل عار الهزيمة؛ كما ان التضامن
فيما بين الدول العربية؛ بلغ في اثناء الحرب؛ ذروته؛ وكان آية في الاعجاب أذهلت العالم» حين تكاملت
جهود الدول النفطية مع جهود دول المواجهة» مصر وسورياء العسكرية والاقتصادية؛ في الضغط على
الدول الغربية» لدفع هذه الى تحويل الضغوط على اسرائيل؛ لاجبارها على الانسحاب من الاراضي
العربية المحتلة.
وفي هذه الظروف, اقتنعت م.ت.ف. أكثر من أي وقت مضى, بضرورة تعديل خططها السياسية,
من أجل ان تتكيف مع التحولات الجديدة» وحتى لا تجد نفسهاء أخيراً. معزولة: غير قادرة على
المشاركة في قطف ثمار مسار التحول هذا؛ فبدت منذ العام 14174 في سبيلها الى احداث تعديل
دراماتيكي على خطابها السياسي؛ اتضح مغزاه, بصورة رئيسة؛ في اقتراب المنظمة من الاستراتيجية
العربية التي كانت رفضتها في قمة الخرطوم؛ وهو ما عبر عنه البرنامج المرحلي الشهير, حيث أوضحت
المنظمة استعدادها لأقامة سلطة وطنية على أي أرض فلسطينية يتم تحريرها. وقد اسهم هذا
ء: نثؤون فلسطيزية العدد ؟18. أيار ( مأيى) 1544
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17766 (3 views)