شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 46)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 46)
المحتوى
سل سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ث.ف...
التحول في شق المنظمة الى تيارين» مع خروج «جبهة الرفض» من اللجنة التنفيذية للمنظمة.
بيد ان هذه الآمال العريضة, التي ارتسمت في سماء المنطقة؛ في ذلك الوقت, لم تعمر طويلاً, بعد
ان عادت الخلافات فيما بين دول الطوق العربية الى مجاريها من جديد . فقد عاد الصراع بين سوريا
ومصر. بسبب اتفاقية فصل القوات الاولى: التي ابرمتها مصر مع اسرائيل. وعاد التنافس بين المنظمة
والاردن حول المفاوضات والتمثيل الفلسطيني. وبينما ظهرت سوريا والاردن في تحالف مشترك»
خشيت المنظمة من ان يتمكن الاردن من استمالة مصر الى جانبه؛ بعد ان ضمن الاردن موقف حليفه
السوري. وقد نجمت الخشية هذه من قمة حسين ‏ السادات؛ في الاسكندرية: و «بيان الاسكندرية»
الشهيرط" ؟), » الذي أشار الى تراجع مصر عن الاعتراف بوحد انية تمثيل م.ت .ف. التي أقرت في مؤتمر
القمة العربي السادس في الجزائرء أواخر تشرين الثاني ( نوقمير ) 1971. وهكذا بدا وكأن شهر
العسل الذي عاشته دول الطوق في سبيله الى ان ينتهي» ليذرو معه ادراج الرياح المكاسب التي كان
مأمولاً تحقيقها في ذلك الوقت. لقد انتهى الحفل؛ حتى قبل أن يبدا.
ومن غير الممكن فهم هذا التغير المفاجىء في مسار التطورات الذي أدى الى فقدان الفرصة
المواتية لتحقيق السلام العادل في المتطقة؛ بدون الاتيان على ذكر وزير الخارجية الاميركية آنذاك»
هنري كيسنجرء الذي استطاع احداث هذا التحول الجذري» ليس فقط في مسار العملية السلمية
وانما في مسار الوضع في المنطقة ككل.
لقد كان كيسنجر الشخص الوحيد الذي فهم الدور الذي يمكن ان تضطلع به الدبلوماسية
لكسب الوقت» من اجل انهاء مفعول سياسة حظر النفط(' ؟)؛ وتنفيس الاحتقان الدولي الضاغط على
اسرائيل؛ وكان «السر» الذي عثر عليه يتمثل في عبارة «فصل القوات»('؟). ويفضل سياسته المكوكية,
استطاع كيسنجر ان يقنع ال يع بمزايا سلعته الجديدة ويضرورة التجاوب معه؛ باعبتاره الشخص
الوحيد الذي يمكن أن يخلصهم ‎٠‏ جميعاً. من مأزقهم. . فمع رئيسة الوزراء الاسرائيلية» غولده مائير,
المتصلّبة» بين كيسنجر أهمية تجاويها في انجاح عملية فصل القوات: بهدف اضعاف ورقة التفطء
وتحييدها خارج اللعبة؛ لأن استخدام هذا السلاح ‏ من وجهة نظر كيسنجر ‏ لاعتبارات تتعلق
بمحادثات سياسية؛ هو شيء مختلف عن استخدامه في اثناء الحرب. اضافة الى ان الدول الغربية
سوف تكون, في المرة المقبلة مهيأة لمواجهة هذا الاحتمال؛ لكن نجاح ذلك؛ يتوقف على المرونة التى
ينبغي ان تقدمها اسرائيل في المحادثات لانجاح فصل القوات. أما مع السادات؛ فقد حاول كيسنجر
أن يبي له مزايا الاعتدال» والاعتماد على الولايات المتحدة الاميركية في الضغط على اسرائيل؛ لدفعها
نحو تقديم تنازلات؛ باعتبار ان الولايات المتحدة؛ وليس الاتحاد السوفياتي: هي التي تستطيع ان
تضغط على اسرائيل» وتحرك عملية السلام في المنطقة؛ وتعيد الاراضي التي تحتلها اسرائيل الى العرب.
ولقد كان كيسنجر يهدف من وراء ذلك؛ أساساً. الى كسب ‎١‏ مصرء وأبعادها من نقوذ الاتحاد
السوفياتي. ومن أجل تحقيق هذا الهدفء ولف كيسنجر كل براعته التكتيكية في ادارة المفاوضات»
لاعطاء المصريين بعض المكاسب الجزئية: لأنه أدرك ان كسب مصر يعني الاخلال في توازن القوى في
المنطقة لصالح الولايات المتحدة؛ وعزل الاتحاد السوفياتي: حليف سوريا ومصرء وحرماته من قطف
تمارما تحقق. كما ان من شأن دخول مصر في هذا المسار ان يضعف خطر تجدد الحرب مرة أخرى,
ويوؤّدي الى احداث شقاق في علاقة مصر وسورياء الامر الذي يودي الى تفكيك العالم العربي من جديد,
وتحويل الانتصار العربي الى انتصار للسياسة الاميركية في المنطقة؛ التي باتت, مع نجاح سياسة
«الخطوة خطوة» التي انتهجها كيسنجر في المنطقة؛ مهيأة للعودة الى الشرق الاوسط؛ بعد ان
العدد 185 أيان ( مايى ) 1544 شين فلعطؤية م
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)