شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 51)
المحتوى
حسين حجازي ح-
السورية التي حاولت الغاء استقلالية اللبنانيين» والفلسطينيين» لم تبرهن, خلال أكثر من عقد من
السنين؛ على جدواها؛ يل برهنت على انها مكلفة؛ ومؤذية» للسورييين والفلسطينيين واللبنانيين؛ حيث
أدت هذه السياسة الى استنزاف جهود سورياء والمنظمة» في حروب ومعارك جانبية: فيما لم تستطع
سورياء في تدخلهاء الحؤول دون قيام اسرائيل؛ بالتحالف مع المارونية السياسية في لبنان بعد ذلك»
لاخراج سوريا والمنظمة من لبنان. وغني عن الاشارة: ان الازمة اللبنانية بقيت بدون تسوية وحل.
والواقع, أن الفشل السوري في لبنان يجب ان ينظر اليه من زاوية التناقض بين اتجاه الحرب
الاهلية اللبنانية والمسار السياسي الذي افتتحه الرئيس السوري لاعادة الاعتبار لوزن سوريا
الاقليمي في المنطقة؛ ذلك ان انفجار الحرب الاهلية لم يكن وليداً للعوامل المطية فقط: تناقض بنية
النظام مع الثورة» واحتدام التوازنات الطائفية الهشة؛ وانما كان تعبيراً عن نهاية مرحلة عاشتها
المنطقة. 3 هذا الالتباس» ينبغيء أيضاًء ان نبحث في الدوافع التي أملت على المارونية السياسية
تفجير الصدامء واستدراج المنظمة الى الحربء باعتبار ان ذلك محصلة للمسار الذي شقته سياسة
كيسنجر في المنطقة؛ التي أدت الى نسف التضامن العربيء مع بروز نزعة الانكفاء نحو الذات في
السياسة المصريةء والتحول نحى البناء الداخلي الذي طفى على توجهات العديد من دول المنطقة,
وتضخم النزعات الاقليمية عند بعض الدول العربية الاخرىء التي حاولت سد الفراغ الذي خلّفه
الانكفاء المصريء في مشاريع لم تؤد الا الى تآكل الجهود العربية في صراعات لاتخدم النضال المشترك
ضد اسرائيل؛ وهو المسار الذي توج؛ أخيراً ؛ بالمصالحة مع اسرائيل» وتكريس اللقاء بالغرب؛ الذي
عاد يتحكم في احتكار مقادير المنطقة سياسياً واقتصادياً.
لذلك؛ فان ذهاب المارونية السياسية الى الحربء في العام 1417: كان يتقاطع مع سياق مؤات
في المنطقة, اعتقدت المارونية السياسية بأنه يتيح لها فرصة تاريخية لأن تعيد صياغة النظام السياسي
اللبناني بصورة تضمن لها تحقيق أكبر قدر من السيطرة على الدولة» بعد تعديل التوازن الهش,
والضعيفء ليصبح توازن قوة ة يعمل لصالحها. ولهذا سعت المارونية السياسية» قبل كل شيء: الى
التخلص من الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان: الذي يشكل مصدر التهديد المباشر للخطط
السياسية لحزب الكتائب. والواقع ان المخطط الكتائبي كان يتقاطع مع الاستراتيجية الاسرائيلية في
المنطقة: وليس مع الاستراتيجية السورية؛ حيث تبنت الاولى هدفاً رئيساًء في صلب استراتيجيتهاء
يقوم على تفتيت المنطقة واضعافهاء من خلال استغلال التنوع الاثنى؛ ومشكلة الاقليات في العالم
العربي . ولهذا السببء؛ أيضاً ‎٠‏ كان اللقاء بين سوريا والمارونية السياسية حول هدف اضعاف
م.ت.ف. في لبنان؛ لقاء عابراًء ومؤقتاًء تكتيكياً؛ بينما كان اللقاء مع اسرائيل لقاء على المستوى
الاستراتيجيء تحكمه ايديولوجيا المصالح المشتركة, والطموح التاريخي في اقامة دولة الطائفة
والاقلية؛ الطائفة التي لا يستتب لها الامان الا بالغاء الآخرين. وهكذا كانت الحرب الاهلية في لبنان.
قالحرب التي فجرتها المارونية السياسية استهدفت الطوائف اللبنانية الاخرى؛ ونسف صيغة الاتفاق
التاريخي في العام 001941 , الذي تمت على اساسه اقامة النظام السياسي اللبناني» واستقلال
لبنان.
وهكذا لم يكن مصادفة تزامن قيام بيار الجميل والسادات بمغامرتيهما بالاتصال مع اسرائيل
في آن تقريباً00). لقد قامت المارونية السياسية باكمال حلقة المعادلة المفقودة في تغيير وجهة تحالفها
مع سورياء واستبدال هذا التحالف مع اسرائيل؛ تماماً. كما فعل السادات بزيارته للقدس في تشرين
الثاني ( نوفمبر) 151717؛ وذلك على الرغم من الاختلاف الشكلي في الوسائل التي انتهجها كلاهما
6 شْيُون فلسطزية العدد 187.: ايار ( عايى) 144/8
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)