شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 75)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 75)
المحتوى
وليد الجعفري حح
لاتنفي خصوصية الوضع داخل الارض المحتلة, وخصوصية المهام الملقاة على عاتق الحركة الوطنية الفلسطينية
في الداخل؛ باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من م.ت.ف.
أن جدلية العلاقة بين الداخل والخارجء والتدولات السياسية والاجتماعية النومية التي طرات على المناطق
المحتلة, قد شكلت, بمجملهاء عناصر قوة الشعب الفلسطيني وثورته. هذه العناصر التي تجلت في مجموعة من
الانجازات الوطنية؛ والسياسية؛ والاعلامية, وفي مجموعة من الحقائق الجديدة. على الصعد الفلسطينية
والعربية والاسرائيلية والدولية؛ التي لا يمكن تجاهلها أو القفز عنها في أية تسوية محتملة للصراع في المنطقة.
لقد اوجدت الانتفاضة الشعبية في المناطق المحتلة واقعاً جديداً؛ يختلف عمًّا كان سائداً في السابق, وكسرت
حاجز الجمود الذي اتسم به المسار السياسي المتعلق بالقضية الفلسطينية؛ وأعادت م.ت.ف. الى واجهة
الاحداث؛ باعتبارها طرفاً اساسياً في أي حل يقترح؛ كما خلقت اقتناعاً لدى الرأي العام الدولي بأن لا خروج
من الازمة إلا بايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية» باعتبارها جوهر الصراع, الأمر الذي يتطلب البحث في هذه
القضية» مجدداً: وعلى أساس المتغيرات الجديدة. فالانتفاضة قد تجاوزت حدود الطروحات والمشاريع السياسية
السابقة, كالحكم الذاتي؛ أى التقاسم الوظيفي, او غيرهما من المشاريع والاقترحات التي تتعارض مع حق تقرير
أما على صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني» فقد نجحت الثورة القلسطينية في هدم ما بناه الحكم العسكري
والادارة المدنيّة طوال فترة الاحتلال؛ حيث ادت الانتفاضة الشعبية الى انحسار دور القوى المتعاونة مع
الاحتلال؛ واصبحت هذه القوى تحت سيطرة الانتفاضة. وضمن ما انجز على هذا الصعيد, بداية انقراط عقد
البلديات المعيّنة من قبل سلطات الاحتلال» حيث اعلن عدد من اعضاء البلديات المعيّدِينَ انسحابهم؛ وكذلك
الحال بالنسبة الى موظفي الضرائبء ولروابط القرى التي شكلها الاحتلال» خصوصاً في منطقتي الخليل وجنين؛
اضافة الى الاستقالات الجماعية لافراد الشرطة العرب التي تمت بتاريخ ‎1544/1/٠١‏ وما تلاه. ومن اجل
ملء القراغ الناجم عن استقالات افراد الشرطة العربء بدأت مجموعات من الشبان بتشكيل لجان شعبية
للحراسة؛ وياشر بعضها مهامه في مدينة الخليل: خاصة بعد أن تكررت اعتداءات المستوطنين على المدنيين
وممتلكاتهم في المدينة (الطليعة, القدس» 1984/1/107).
من الناحية الاخرى, اتسمت الانتفاضة الشعبية بدرجة عالية من التنظيم» والشمولية» وأبرزت حالة من
الوحدة الوطنية التي لم تشهدها المناطق المحتلة من قبل, مما مكّن القيادة الموحدة, واللجان الشعبية المختلفة
في المناطق كافة؛ من ادارة الصراع بنجاح كبير. وقد كانت وحدة الهدف والمصير وراء اشتراك جميع الفئات
والشرائح الاجتماعية في مقارعة الاحتلال» مبتكرة أساليب جديدة للتصدي لقواته. .فا مناخ الاجتماعي الجديد
الذي نشاء والاحساس بالوحدة الوعانية. والرواسب الجماعية للمعاناة» قوّضت, من الاساسء انماط ' الاحتلال
المتنور والمريح ' التي نشأت على مدى ‎٠١‏ عامأ» (الملف نيقوسياء العدد ‎,41/١1١‏ شباط_فبراير 15/44 ؛ نقلا
عن هارتس 917 /01984/1).
علاوة على ذلك؛ وحّدت الانتفاضة الشعبية جميع المناطق الفلسطينية, بمدنها ومخيماتها وقراهاء يما في ذلك
العرب داخل اسرائيل: الذين انتقلوا من مرحلة التضامن الى مرحلة المشاركة الميدانية, وشكلوا عدداً كبيراً من
لجان الاغاثة, لفك الحصار التمويني عن المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ ولتامين
شحنات من الادوية للمستشفيات والمستوصفات العربية. وليس من المستبعد ان تترك الانتفاضة الشعبية في
المناطق المحتلة آثارها في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة خصوصاً في ما يتعلق بتصويت العرب للاحزاب
الصهيونية التي دأبت على التسابق لاصطياد اصواتهم. وقد ظهر بعض المؤشرات الى ذلك؛ ضمنها استقالة
عضى الكنيست عبد الوهاب دراوشه من حزب العملء احتجاجاً على موقف الحزب من الانتفاضة الشعبية.
اما على صعيد الوضع الفلسطيني خارج الوطن المحتلء فان الانتفاضة الشعبية قد سارعت في اتخاذ حركة
«أمل» قرارها بقك الحصار عن المخيمات الفلسطينية في لبنان, وذلك بعد ان ادركت هذه الحركة عدم جدوى
94 شْيُون فلعطيزية العدد 181ء أيار ( مايى) 1544
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)