شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 68)
- المحتوى
-
لب الابادة النازية لليهود؛ أسبابها التاريخية والحضارية
رئاسة المنظمة الصهيونية المهجودة في المانياء آنذاكء في التقرب الى النظام الحاكم؛ واستمرت في بذل
المحاولات لاستصدأن وعد بلفوري الماني. ولكن هذه الجهود لم تثمرء بسب علاقة المانيا الخاصة
بالدولة العثمانية ورفض الخليفة العثماني الموافقة على المشروع الصهيونيء حتى ولى تم في اطار
المشرووع الاستعماري الالماني. . ومع هذاء أصدرت الحكومة الالمانيةء بعد اصدار وعد بلفورء تصريحا
مبهماً يشبه وعد بلفور من بعض الوجوهء بمساعدة المشروع الصهيوني على أمل أن تجنّد يهود العالم
لصالحهاء وتكسبهم الى صفها. ولكن أصدر هذا التصريح في وقت متأخر؟ ولم يؤدء في النهاية: الى شيء
يذكر. وكل ما يهمناء في هذا السياقء هو ان رؤية اليهود كجزء من المشروع الاستعماري الا ماني هى,
في جوهرهء تهميش لهمء من منظور المشروع القومي الالماني؛ وهى يعطيهم حقوقاً للاستيطان في
فلسطين: ويمنحهم حق ان ترعاهم الحكومة الالمانية «خارج» المانياء الامر الذي يتضمن انكار
حقوقهم «داخلها». فالاستعمار الاستيطاني كان الاطار الذي يتم من خلاله تصديرالفائض البشري,
غير المرغوب فيه؛ الى الشرق. والقيادة الصهيونية؛ بقبولها هذا الاطار, قد قبلت التعريف الضمني
الكامن لليهود؛ كعنصر غريب غير منتم , يجب أن يتم تصديره من طريق التهجيرء وهىء على كلء
التعريف الصهيوني الواضح لليهود.
العنصر الثاني الذي تسبب في تهميش اليهود» وفصلهم عن التشكيل القومي الا ماني العضوي,
هو هجرة يهود شرق أورويا (ع750 05 ) الكثيفة في اعقاب تعثر التحديث في شرق أورويا . وجدير
بالذكر ان الهجرة اليهودية الحديثة بدأت كهجرة داخلية في اوروباء أي من بلد أوروبي الى آخر حتى
العام 880 1؛ ولم تبدأ عبر الاطلنطيء بشكل مكثفء الا بعد ذلك التاريخ. وقد هاجرء في المرحلة الاولى
بصفة خاصة: مئات من الالوف: وصلت اعداد كبيرة منهم الى انجلتراء وتسببوا في استصدار وعد
بلفور لتحويل سيل الهجرة حثها؛ كما وصلت اعداد لا بتر بها الى المانيا”
ومما زاد الامور سوءاً. ان المانيا ( في نهاية القرن الثامن عشر ) قامت بضم بوإندا التي كانت
تضم يهوداً من المتحدثين باليديشية؛ مما كان يعني هجرتهم الى المدن الالمانية الكبرى. فانتقل معظم
يهوب بوزن الى المانيا؛ وكذا أعداد كبيرة من يهب جاليشيا. وظهور هذه الكتلة الضخمة من يهود
الشرق ذوي الطايع الغيتوي المنغلق» والذين لم يكن عندهم التزام قوي بالمعايير الاخلاقية المحلية أو
القيم الغربية باعتبارهم غرياء. وممن لم يكن عندهم الكفاءات المطلوبة في التعامل مع اوروبا الحديثة
والاقتصاد الجديدء هدد الموقع الطبقي والمكانة الاجتماعية لليهود. وقد شهدت العشرينات من هذا
القرن أي عشية استيلاء النازي على الحكم هجرة يهودية ضخمة من بولنداء يسبب الازمة
الاقتصادية. وقد اشرنا من قبل الى النسبة المرتفعة في الزيجات المختلطة بين يهود المانيا؛ ويمكن ان
نضيفء هناء اننا نعتقد بأن النسبة كانت عالية للغاية بين اليهود من اصل الماني؛ ولكن الاحصائيات
لا تذكر سوى المتوسط العام: دون ان تفرق بين يهود د شرق اوروبا المقيمين في المانيا واليهود من أصل
الماني. الا انه يمكن القول انه, بيتما كان يختفي يهود المانياء كان يهود الشرق يحلّون محلهم؛ ؛ أي
إن الطابع العام للاقلية اليهودية كان اخذاً في التغير وفي اكتساب طابع غير الماني أساساً.
وقد تحولت المانياء بعد الحرب العالمية الاولى» الى مركز للثقافة العبرية؛ نتيجة لهرب عديد من
الكتاب اليهود من روسيا. وأسست دار نشر عبرية . وقد اسست الحركة الصهيونية كثيراً من المد ارس»
لتعليم العبرية (وهى اتجاه ايده النازيون , فيما بعد؛ ودعمودء لأنهم كانوا يرون ضرورة عبرنة اليهود»
باعتبارهم شعباً عضوياً مستقلاً عن الشعب العضوي الا ماني. وكثيرمن الاتجاهات نحو العبرنة التي
تبنتها الدولة الصهيونية سبقتها الدولة النازية اليها). وقد أدى ذلك الى ان العنصى اليهودي
العدد 187: حزيران ( يونيى ) 1184 للئون فلسطيزية /ا3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22464 (3 views)