شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 69)
- المحتوى
-
د . عبد الوهاب محمد المسيري
أصبح؛ مرة أخرى, عنصراً عضوياً متماسكاً غريباً يقف خارج المجتمع أو على هامشه؛ ولذاء كان أحد
المطالب الاساسية لاعداء اليهود هى ايقاف الهجرة من شرق اوروياء باعتبارها تأتى بالغرباء. وحتى
في عهد جمهورية وايمار الليبراليء كانت حقوق اليهود الاجانب مثار نقاش. ولذاء نجد بعض الالمان»
مثل الروائي هانز كارويسا (020553 21835 ), والذي لا يمكن اتهامه بمعاداة اليهوبء يطالب يعدم
السماح ليهو الشرق بامتلاك عقارات.
بل ان القضية طرحت نفسها داخل المنظمات اليهودية ذاتها: هل يمنح اليهود الاجانب (الذين
كانوا يشكلون؛ أحياناً الاغلبية في بعض التجمعات) حق التصويت في الانتخابات؟ ويالفعل قرر كثير
من التجمعات السماح ليهود الشرق بالانضمام دون ممارسة حق التصويت. ولعل تأسيس جمعية
الاغاثة كان هدفها ابعاد يهود الشرق عن المانياء حتى لا يتأثر وضع اليهود داخلها (كما هو الحال
مع جمعيات الاغاتة الاخرى التي أنشأها اثرياء اليهود في الغرب» مثل هيرش وروتشيلد) .
وقد ظهرتء في هذه المرحلة, جمعيات يهودية» مثل التنظيم المركزي للمواطنين الالمان من اتباع
العقيدة اليهودية (وهي جمعية يهودية تدعى الى الاندماج) وجمعية اغاثة يهود المانيا (وهي جمعية
خيرية قامت بنشاط استيطاني في فلسطينء كما أشرنا) وغيرها من الجمعيات الدينية والثقافية. وقد تم
تأسيس اتحاد عام لهذه الجمعيات في أواخر العشرينات . ولكن الامر الذي يجدر ذكره, من منظور هذه
الدراسة؛ هى تأسيس فرع المنظمة الصهيونية في المانيا (كانت رئاسة المنظمة في المانيا منذ العام
)١5١ 6 الذي ترأسه كورت بلومنفلد (الماني متزوج من يهودية من شرق أوروبا) وطرح شعارات قومية
عضوية كانت تسبب الكثير من الحرج لاعضاء الاقلية الذين كانوا يحاولون الاندماج. وقد تؤجت
جهوده باستصدار قرار بوزن الصهيوني العام ١5١7 الذي جعل من الهجرة الى فلسطين هدفاً
أساسياً لكل يهودي. 1
وظل الصهيونيون؛ ومعظمهم من اصل شرق أوروبيء متقبلين لكل المنطلقات القومية العضوية؛
فدافع مارتن بوبر عن علاقة الترية بالدم؛ وان اليهود شعب اسيوي أساساً. وتحدث غولدمان عن
اليهود كعتصر هدام في كل المجتمعات» لأنهم غرياء: وتحدث كلاتسكين عن ازدواج الولاء عند اليهود.
وتحدث وايزمان عن اليهود كعنصر فائض يقف في حلق الامة الالمانية. (وهي شعارات تعوبء كلهاء الى
هرتسل ونورد او اللذين وضعا أساس الصهيونية الالمانية) .
وقد اشاعت هذه الدعاية الصهيونية صورة سلبية للغاية عن اعضاء الاقلية, وعن عدم امكانية
دمجهم؛ أي انها كرّست عملية فصل اليهود عن الشعب العضوي الالماني. وفي هذا المناخ» ظهر هتلر
وظهرت النازية. وفي اثناء محاكمات نورنبرغ» أضّر الزعماء النازيون: الواحد تلو الآخرء على انهم
تعلموا ما تعلموه عن المسألة اليهودية من ادبيات الصهيونيين: خاصة يوير؛ كما بِيّنت محاكمة
ايخمان انه كان من المعجبين بهرتسلء وأنه قرا كتابه «الدولة اليهوبية» بامعان: عدة مرات.
وعلى الرغم من هذا الجو الهستيري الصهيوني النازي, ظلت الاقلية اليهودية رافضة للمنطق
الصهيوني مقاومة المنطق النازي. ولكن مع وصول هتلر الى الحكم؛ استولى الصهيونيون على قيادة
الاقلية اليهودية؛ وطرحوا برنامجاً العام ١9377 لاعادة صياغة الاقلية اليهودية في المانياء وتعليمهم بما
يتفق مع التقاليد الصهيوذية النازية: وذلك من طريق مزج القومية بالدين؛ بهدف تهجيرهم الى خارج
المانيا.
وقد وصفت جمعية التنظيم المركزي للمواطنين الالمان موقف الصهيونيين هذا بأنه طعنة في
34 شْيُون فلسطرزية العدد 18.ء حريران ( يونيى ) 1984 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22465 (3 views)