شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 5)
المحتوى
ربعي المدهون
الانتصار الاول في معركة تحتسب فيها النتائج بالنقاط: بسبب استحالة تغلب أي من الخصمين
المتصارعين,» الاسرائيي والفلسطينيء على الآخر بالضرية القاضية ؟
منذ البداية» أولت القيادة السرية للانتفاضة أهمية خاصة للتكتيك التنظيمي في مجال توحيد
القوى الرئيسة المساهمة مباشرة في العملية النضالية؛ في اتجاه تشكيل تنظيمي موحد (القيادة
الوطنية الموحدة). ثم الانتقال» به ومن خلاله, من النضالات العفوية المتفرقة, التي سادت ف المرحلة
الاو من الانتقاضيةء الى مرحلة العمل النضالي المنظّم» وربط القيادة الجديدة سريعاً؛ بالحركة الأم
في الخارج » والتي سارعتء بدورهاء إلى الامساك بالحلقة الرئيسة والتكتيك التنظيمي الاول في اللحظة
المناسبة؛ فنجح الطرفان في ربط «الداخل الفلسطيني» ب «الخارج الفلسطيني» الذي استجاب
شرو ل عمل الداخل على الاصعدة التنظيمية والسياسية والاجتماعية وما يتفرع منهاء في
مرونة اكسبت م.ت.ف. قدرة على تحقيق انتصار سميع على التكتيك الاول المعاكسء والرامي الى فصل
قيادة الداخل عن م.ت اف . وتمزيق وحدة الطرفينء أو احداث خلل في العلاقة فيما بينهماء في الحد
الادنى على الأقل. وهكذا أقفلت, وخلال أسابيع فقطء حلقتان خطرتانء تتعلق الاولى منها بالنضال
العفوي غير المنظم وفير المبسرمج؛ وتتعلق الثانية بتعدد القوى التنظيمية المساهمة في النضالء
واحتمالات ظهور خلافات تنظيمية أو سياسية حادّة فيما بينهاء تؤدي الى قيادة الصراع: بطرق
مختلفة وتكتيكات متضارية.
دفن
أدى نجاح التكتيك التنظيمي الاول الى نتيجتين مباشرتين. . فمن جهة, تجذب الشعب الفلسطيني
وقيادته مخاطى اضاعة الفرصة التاريخية التي أوجدتها الانتفاضة مع انطلاقتهاء محدثة انعطاقاً
كبسيراً في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية على امتداد العشرين سنة الماضية؛ ومن جهة أخرى,
أمسكت القيادتان م.ت.ف. والقيادة الوطنية الموحدة» بالحلقة الرئيسة في مرحلة الانعطاف هذه
(توحيد القوى في الداخل والخارج) » فانتقلتاء معاًء الى تأمين الظروف لانجاح تكتيكهما الثاني.
فقد خطت القيادة الموحدة خطوة واسعة في اتجاه السيطرة على وسائل وأساليب وأشكال النضال
المستخدمة في المجابهات اليومية مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي» وتحريك؛ وتغييرء واستبدال» هذه
الاساليب والاشكال في الاوقات المناسية, ويمرونة ة كافية. فسجلت القيادة الموحدة نصرها الثاني في
تكتيك تحديد اشكال النضال المناسبة, وفقاً للمعطيات والظروف الخاصة بكل مدينة ويلدة وقرية
ومخيم» وعلى مستوىٍ الضفة والقطاع ككل. وأمكن: بذلك, تفادي السقوط في وهم النجاح السري
والحلول السهلة. » وتَجِنْب «أغراءات» الكفاح المسلح الذي انطلقت دعوات كثيرة, في وقت مبكرء تحث
على مماربسته؛ وعلى نطاق واسع؛ لارغام العدو على التراجع» فحل محل ذلك كله ما يمكن أن نسميه
بالحري الدافئة التي جعلت الحجارة سلاحها الرئيس . . فهي ليست مجابهة كلامية, كما انها ليست
حرياً خيضت بالأسلحة والذخيرة الفتاكة؛ حتى أن مجموع قتلى الجيش الاسرائيلي؛ خلالهاء لم
يتجاوز الأربعة. . وحسب بعض الآراء. فقد كان من الممكن لممارسة مسلحة كهذه ان تجهض
الانتفاضة في وقت مبكر, قبل ان تتمكن من ترسيخ أقدامها وتأمين شروط انتقالها الى هذا النمط من
الكفاح في مراحل لاحقة. وتعتقد مصادر أسرائيلية بأن الفلسطينيين استفادوا من التجرية
3 شؤون فلسطرزية العدد 184 تموز ( يوليى ) 15484
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)