شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 6)
المحتوى
0ك ستة شهور في الاتجاه ‎!١‏ ميح
التاريخية التي مرّوا بهاء وتعلّموا منها تفادي هجومات العنف والمذابح؛ اذ لم يستخدموا اسلحة
مميتة ضد الجيش الاسرائيلي» مما جعلهم يحرزون تقدماً ملموساً في علاقاتهم الدولية . وأدى لجو وهم
الى العصيان المدني (هنا يأخذ معنى التمرد على السلطات القائمة) الى تعاطف العالم معهم.
وحقيقة الامرء ان شعب الانتفاضة تقدّم من العالم في هيئة حطمتء وإلى حد بعيدء الصورة
التقليدية التي وضعت, ياستمرار, م.ت.ف. والشعب الفلسطيني» جنباً الى جنب؛ مع الارهابء
وأحاطتهما باطار واحد. وحققت هذه الخطوة التكتيكية الصائبة؛ انجازاً لم يسبق ان أمكن تحقيقه.
فالوجه الآخر ا ذكر يتعلق بصورة الطرف الآخر في الصراع. أي اسرائيل نفسها . فاذا كانت مت:.ف.
قد ظهرت في صورة المنظمة المسؤولة عن قضايا شعبهاء والقادرة على ادارة الصراع والامساك بحلقاته
0
بقوة» فقد بدأت صورة «اسرائيل الديمقراطية» تتغير في اتجاه صورة دولة جنوي افريقيا محسّنة قليلا.
وقد كان وزير الخارجية الاسرائيلية: شمعون بيرسء واحداً من بين كثيرين لم يستطيعوا أخفاء
الحقيقة: واضطر الى الاعتراف بأن الاحداث أدت الى انقلاب في الرأي العام العالمي» وان سكان
اسرائيل اليهوب تحولوا الى أشرار؛ أما الفلسطينيون فالى طيبين يستحقون العطف. وذلك ان عشرات
آلاف كلمات الدعاية المأذونة لن تمحو صورة واحدة لجندي مدجج بالسلاح» يتمنطق بحزام ا محركة,
يحمل عصا بيده ويندقية باليد الاخرىء ويقف في مواجهة صبي يمسك بححر, أو يرفع أصابعم
باشارة النصر. وتبعاً لذلك فقد حاز الفلسطينيونء في غضون أسابيع» على عطف العالم؛ وخصوصاً
العطف الاميركي.
وكشفت الاحداث ان اسرائيل «الديمقراطية» واحتلالها «النيٌ لم يكونا سوى استعمار تقليدي
بشع قاق حدود التخيل, حتى عند اكثر يهوب العالم اعجاباً بدولة «العسل واللبن», التي لم نتعرض»
منذ قيامها العام ‎١1544‏ لمحاولة تعرية كهذهء أو على الأصع. لم نتمكن نحن؛ فلسطينيين وعرياًء من
تعريتها كما عرّتها الانتفاضة, على الرغم من آلاف اطنان المحابر والكلمات والمتابر والشسعارات
والنشرات التي انطلقتء خلال أربعين سنة, وبجميع اللغات, تخاطب عاماً كان في وادٍ ليس وإدينا. أما
الانتفاضة: فقد جرّت العالم أجمع الى واديها هي» وجعلته يسبح في مياهها الدافئة. فقد أعادت هذه
الحرب الفلسطينية ‏ الاسرائيلية, التي أطلق عليها اسرائيليون «الحرب السابعة»» الصراع بين
اسرائيل والفلسطيتيين الى جذوره الطبيعية, بعد ان تداخلت فيه؛ على مدى السنوات ا ماضية»
التشعبات العربية والدولية المعروفة.
د
نا
الى ماذا يقودنا ذلك ؟ وآين يكمن التحول في طبيعة اشكال النضال وسبل استخدامها ؟
يكشف ما تقدم عن خطوة نوعية جديدة خطتها الانتفاضة الشعبية: وتعتبر تحوّلاً بالغ الأهمية
أشبه ب «الانقلاب» على مقاهيم الكفاح المسلح التقليدية: التي سادت في امتداد العشرين سنة
الماضية. فيعد هذه السنين؛ تم «ترشيد» أساليب النضالء ووضع أولويات في سلّم استخدامها. قمن
جهة, «خرجت» صيغ الكفاح المسلح التقليدي من ساحة الصراع؛ على مستوى المناطق المحتلة»
لتعطي مكانها للاشكال البدائية, والبسيطة؛ ومن جهة أخرىء أدى هذا «التراجع» الى افساح في
المجال لتغيير المفاهيم التي ارتبطت به.
العدد 8 تمون ( يوليو ) ‎١544‏ شئون فلهحازية ك
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)