شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 8)
المحتوى
للب ستة شهور في الاتجاه الصحيح
تحدد اهدافاً مياشرة لها. فكان في رأس قائمة هذه الاهداف ارباك صفوف العدو. تمهيداً لزعزعة
سيطرته على الاوضاع العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد استلزم ذلك تآمين سبل سيطرة
الانتقاضة على المعركة وحسن تنفيذ أوامرهاء من خلال تأمين ايصالها الى جميع القطاعات والفئات
الشعبية: عبر قنوات تنظيمية سليمة ومضمونة؛ فاختارت قيادة الانتفاضة عنصرين: المنشور
السياسيء الذي أخذ يرسم الخط الذي تسير عليه الانتفاضة؛ واللجان الشعبية والوطنية» التي تولّت
مهمة توزيع المنشورات والاشراف على تطبيق ما جاء فيها. وفي هذا المجال» أظهرت تجرية الشهور
لماضية حسن اداء اللجان لوظائفهاء من جهة؛ والتزام المواطنين تنفيذ أوامر القيادة الوطنية» التزاماً
دقيقاً. من جهة أخرى. والامثلة كثيرة لا مجال لحصرها.
هنا يبرن بوضوح» التكتيك الذي اتبعته قيادة الانتفاضة لتحقيق أغراضها في زعزعة سيطرة
الاحتلال: تمهيداً لتدمير مؤسساته وخلق مؤسسات وطنية بديلة منها. وثمة آراء اسرائيلية تفيد بأن
هذا التكتيك اعتمد سياسة القضم التدريجيء الذي يشبه تقشير البصل. ففي هذه العملية؛ يجرى
التخلص من طبقة من القشور. وقد كان لطبقات السيطرة الاسرائيلية في المناطق المحتلة وضع مماثل
تعرّض للتقشيرء حيث كانت كل واحدة من هذه الطبقات اكثر عرضة للخرر من الطبقة الصلبة التي
تعلوها. وكلما حصل التوغل في العمق نصل الى الطبقة الاكثر حساسية التي يسهل الحاق الضرر بها.
وهكذاء فقد تم الحاق الخرر بلبٌ كل نظام قاكم من أنظمة السيطرة الاسرائيلية التالية:
أولًا: المتعاونون مع اسرائيل. وفي هذا المجال, تم اعدام عميل لاسرائيل في بلدة قباطية في الضفة
الغربية. وكان درس الاعدام مقيداً في ارباك صفوف العملاء والمندسين.
ثانياً: أجريت محاولة اخرى, بعد نجاح الاولىء لتقشير طبقة اضافية استهدفت رجال الشرطة
العرب الذين استقال معظمهم حتى الآن.
الثاً: اجريت عملية تقشير للطبقة الخارجية للسلطة, والخاصة بشبكة موظفي الادارة المدنية,
ورجال مكاتب ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة, فاستقال جميعهم في قطاع غزة؛ وعددهم
أربعون. وحدثت استقالات عدة في الضفة الغربية.
قبل ان نتعرض الى النتائج المباشرة لعملية «التقشير» هذهء والاستهد افات التي سعت اليها قيادة
الانتفاضة: وتتعلق يهدم أسس الاحتلال واقامة مؤسسات وطنية بديلة» نشير الى انه ومثلما كانت
هذه الخطوات التكتيكية رداً على واقع الاحتلال» وبهدف تغييره» فقد لجأت سلطات الاحتلال: بدورهاء
الى جملة تكتيكات لمواجهة الانتفاضة: ومنعها من التحول الى ثورة شعبية. وفي هذه الناحية تد اخلت
جملة الخطوات التكتيكية للانتفاضة في مواجهة خطوات الاحتلال: التي تمحورت: بالدرجة الرئيسة»
في تركيز سبل الضغط الشامل على المواطنين في الضفة والقطاع؛ واشتبكت معها في صراع يومي
اتصف بأعلى درجات التنسيق والادارة المتطورة للصراع. لنلاحظ, أولاء تاكتيك العدى. قام هذا
التكتيك على استنادين: الاول» ممارسة ردوب فعل عسكرية تنفيذية شملت استخدام الغاز المسيل
للدموع والهراوات والعيارات المطاطية والذخيرة الحية المباشرة ومدافع الحصى المتطورة؛ أما الثاني»
ققد استهدف ايقاع ضغوطات شاملة شملت غلق المؤسسات التعليمية في جميع مراحلهاء من المرحلة
الابتدائية وحتئ الجامعات؛ واشتراط الحصول على تصاريح استيراد وتصدير بتقديم وثائق تثبت دفع
الضرائب؛ واشتراط ممائل للمتقدمين الى امتحان قيادة السيارات؛ النظري والعملي؛ وفرض القيود على
ادخال الأموال الى المناطق المحتلة من طريق جسور الاردنء أى غيرها؛ ومنع التجول ليلا في انحاء
العدد 184: تموز ( يوليى) 1944 يون فلسطزية 37
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7333 (4 views)