شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 9)
- المحتوى
-
ربعي المدهون سس
قطاع غزة؛ وحظر تزويد محطات الوقودء المملوكة لعرب من الضفة الغربية» بالوقود, ولاسابيع عدة؛
وتعليق منح التجار من المناطق التي مارست العصيان تصاريح تصدير بضائع (عوقيت قباطية بهذا
النوع بسبب اعدامها عميل للاحتلال)؛ وقطع خطوط الهاتف عن المناطق الخاضعة لحظر التجول؛
واجبان المحال التجارية والاسواق على فتح أبوابها خلال ساعات لا تتوافق وساعات الفتح التى أملاها
قادة الانتفاضة؛ ومنع دخول السكان العرب من الضفة الى القطاع» وبالعكس؛ وقطع خطوط
الاتصالات الهاتفية مع الخارج, وفي الاتجاهين.
فاذا جمعنا التكتيكين معاًء الاول والثاني» نخلص الى ان سلطات الاحتلال معت الى ايقاع
ضغط اقتصادي - اجتماعي شامل. وما يهمناء هذاء هو اظهار أهدافه المباشرة, المتمثلة في الرد على
تكتيك الانتفاضة بزعزعة أركان الاحتلال» والعمل على إعادة قدرة السيطرة على المناطق المحتلة الى
الهيئات الاسرائيلية المختصة, اعتقاداً من السلطات بأن مثل هذه الضغوط سوف يودي الى احداث
شرخ في الصف الوطني بضرب مصالح السكان المستفيدين من الاستقرار. وخاصة الطبقة الوسطى
من التجان, ممن لديهم الكثير الكثير مما يخسرونه بسيب الاحداث, وبين من لا «يهمهم» ما ينتهي
اليه الحال؛ ممن ليس لديهم ما يخسرونه؛ أيء باختصار, بث التفرقة بين الفئات المختلفة من
المواطنين. لقد كان ممرأ صعبا بالفعل. وكان على القيادة الوطنية الموحدة وم.ت.ف. العمل على اجتيازه
من دون خسائر استراتيجية» أي من دون اجهاض» أى السماح باجهاض, الانتفاضة واضاعة
فرصتها التاريخية.
في الرد على هذه الهجمة» اطلقت؛ ومارست, القيادة الموحدة سلسلة خطوات تكتيكية: صغيرة,
متفرقة, تصب جميعها في مجرى التكتيك العام المتعلق بالعصيان المدني الشامل. ويمكن حصر
بعضهاء على الاقل. من ذلك, تكتيك توزيع الأعباء بالتساوي على المدن والقرى والمخيمات, سواء على
صعيد «حصتهاء من القمع الاسرائيلي أو مستوى مشاركتها في الاضرابات. وتفادت القيادة الموحدة
بذلك» تعريض أي من المناطق لاستفراد الجيش الاسرائيلي بها وتحميلها الثمن وحدها كاملا فعملت
على اربساك صفوف الجيش بنقل المعركة من مكان الى آخرء وتوزيع الاضرابات التجارية. بصورة
تبادلية» للتخفيف من الخسائر المتوقعة الى الحد الادنى الممكن. وقد مكنت هذه الخطوة من اشراك
قطاعات وفئات اجتماعية؛ كانت مترددة في المشاركة بادىء الامر.
وردت القيادة الموحدة على التوقيت الاسرائيلي لفتح المحال بتوقيت ذ فلسطيني مغايرء وبرنامج عمل
لفتح المحال التجارية من ساعتين الى ثلاث ساعات يومياً. وحسب ظروف كل منطقة. كذلك, توجهت
الى العاملين في دوائر «الادارة المدنية» والشرجلة بطلب تقديم استقالات فورية من مناصبهم ودوائرهم.
وتمكنتء بذلك؛ من الردء ليس فقط على الاجراءات التصعيدية الاسزائيلية فحسبء بل ومن زعزعة
سيطرة الاحتلال على المناطق. وثمة اسرائيليون باتوا يعتقدون, والى حد كبيس بأن الانتفاضة
استطاعت: فعا زعزعة السيطرة العسكرية الاسرائيلية في المناطق المحتلة, وأفقدت الجيش
الاسرائيلي هيبته وكرامته, وولدت تذمراً في صفوفه؛ وخلقت وضعاً جديداً في المناطق المحتلة وداخل
اسرائيل ينطوي على احتمالات سياسية بالغة. فمن الزاوية العسكرية الصرفة, اضطر الجيش
الاسرائيلي الى الدخول في مجابهة مع سكان مدنيين يديرون ضده حرب عصايات ملائمة؛ بشكل
مدهشء لظروف الساحة: من ناحية؛ ولنقاط الضغط النابعة من «الطابع الديمقراطي» للنظام السياسي
والاجتماعي في اسرائيل. وفي رأي آخ, ان ثمة احساساً تسرب الى الجيش؛ وخصوصاً الى مستوياته
القيادية, بأن حرب استنزاف أخذت تدور في المناطق المحتلة؛ وهي حرب أصعب من الحرب
74 هون فلسطزية العدد 184. تموز ( يوليى) ١54/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 184
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22441 (3 views)