شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 11)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 11)
المحتوى
ربعي المدهون
الحالية» واشكالهاء احدى صور العصيان المدني في مراحله الاولى, الأمر الذي حصر الاختلافات في
كيفية ممارسة العصيان المدني» والوقت الذي سيتم فيه الانتقال علانية, نحو العصيان المدنى
الشامل. وتراقق هذا الجدل مع تراجع ملحوظ في أعمال التظاهر ورشق الحجارة؛ الأمر الذي دفع
بعض التيارات على الساحة الفلسطينية الى استعجال تنفيذ الأمر والمطالبة باعلانه رسمياً من قبل
م.ت.ف. ففي رأي البعض ان قيادة «فتح» باتت تشعر بأنه بعد مضي سنة شهور على الاستنزاف
والتضحية التي قدمها الشعب القلسطيني خلال انتفاضته: فان من المستحيل طلب المزيد من هذه
التضحيات؛ خصوصاً من الطبقات الوسطى والعليا والمؤيدة تقليدياً ل «فتع», والتى أثبتت الطاعة
والانضباط خلال الوجه الاول؛ والمرحلة الاولى؛ للانتفاضة. فهي - أي قيادة «فتس» ‏ تشعر بأن
الفلسطينيين لا يستطيعون احياء عصيان مدني كامل من دون اقامة سياج اقتصادي يحميهم. وفي
المقابل» تشعر قيادة الجبهة الشعبية بأنه لا ينبغي ايقاف عمليات الاحتجاج حتى يتامن تحقيق
نتائج صلبة. وتدعو الى الاعلان المباشر للعصيان المدني الكامل لعله يمكّن من تحقيق الاحتمالات
السياسية للحل. وتعتقد قيادة الشعبية بأن حملة العصيان يجب ان تكون تامة وشاملة, مع استمرار
رفض العمال العرب العمل في المشاريع الاسرائيلية» ومقاطعة جميع المنتجات الاسرائيلية (ما عدا التى
لا بد ائل فلسطينية لها) ؛ وكذلك حرق الهويات الشخصية التي تصدرها دوائر الاحتلال. هذا الكلام
لم يقنع قيادة «فتح» التي تعتقد بأن من غير الواقعي ايقاف أكثر من مئة ألف فلسطيني عن العمل
في اسرائيل قبل تأمين بدائل مرضية ومعقولة. فالناس تعتمد؛ في جانب كبير من حياتها اليومية, على
العديد من البضائع الاسرائيلية, مما يجعل المقاطعة الكاملة لهذه البضائع أمرا غير محتمل.
ويالفعل» شهد بعض قطاعات العمل في اسرائيل تراجعاً ملحوظاً لجهة مقاطعة العمال لها؛ كذلك
تراجع بعض رجال الشرطة عن استقالاتهم؛ بسبب عدم تأمين بدائل حياتية لهم. ونعتقد بأنه اذا
استمر الحال على ما هو عليه, فان الانتفاضة تكون قد وقفت قبالة مأزق صعب يتلخّص في الاختيار
بين العودة الى العملء او العودة الى الانتفاضة. مثل هذه المعادلة يضع قيادة الانتفاضة ازاء مأزق
الخيار بين الابيض والاسودء فيما تبحث قوى الانتفاضة عن خيارات تقع بين اللونين؛ وهي خيارات
متوفرة» وعنوانها الرئيس تآمين الشروط الذاتية لانجاح العصيان المدني الشاملء والتى لا تتوقف.
بالفعل» عند حقيقة تصميم المواطنين الفلسطينيين, في الضفة والقطاع؛ على استمرار مقاومتهم,
وبذلهم الغالي والرخيص لتحقيق أهدافهم, بل تتعلق بشروط ذاتية وموضوعية تقف الى جانب الارادة
الشعبية المطلوية تماماً. فالعصيان المدني ليس قراراً تصدره هيئات عليا وتقوم القاعدة بتنقيذ ينوده.
وهى ليس انتظاراً لبياً حتى يتم | تكمال جميع شروطه. انه مزيج من توجه عام يجرى العمل على
تحقيقه تباعأ في مجرى العملية النضالية. فبعض أشكال المقاطعة والعصيان التي تمت حتى الآن
ليست خارج المرمى؛ انهاء في كل الاحوالء نوع من العصيان الذي يتوجب تصعيده كلما توفرت
الشروط لذلك. وأهم هذه الشروط اثنان: الاول؛ بنية اقتصادية ‏ اجتماعية تمكن المواطنين من تحقيق
درجة معينة من الاعتماد على الذات في تأمين جزء من احتياجاتهم الاساسية؛ على الاقل؛ بعد عشرين
سنة من الاعتماد على اسرائيل. ومن اجل التصدي لهذه المعضلة؛ دعت قيادة الانتفاضة؛ في بيان
لهاء الى دعم الاقتصاد المنزلي للتخلص من الارتباط الوثيق باقتصاد العدو. غير ان مثل هذه الخطوة
وفيرها لن تؤمنء بسهولة؛ الانقكاك بعيداً من هذا الارتباط. فهناك اتجاهات فلسطينية ترى ان
الانتفاضة تأخرت عشرين عام (لم تكن أسباب التأخير ذاتية باستمرار )؛ وهي فترة غير قصيرة تمكن
خلالها المحتلون من تدمير مقوّمات الاقتصاد الوطنيء واعاقوا تطوره, وربطوا المناطق المحتلة,
1944 ‏شزون فلسطية العدد 184., تموز ( يوليى)‎ ١
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10636 (4 views)