شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 12)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 12)
المحتوى
ل سنتة شهور في الاتجاه الصحيح
ريطاً محكماًء باقتصادهمء جعلها تعتمد» الى حد كبين على ما ينتجه من بضائع وسلع في الوقت الذي
قادت عملية زج عشرات آلاف العمال في المشاريع والمعامل والمصانع والمزارع الاسرائيلية الى اعتماد
ت آلاف الأسر الفلسطينية على دخول ابنائها ومعيليها العاملين ضمن هذا الجيش العمالي
يوم اعتقاد بن ضعف القطاعات المذتجة في الضفة والقطاع؛ على الرغم من الالحاح في دعوات
قيادة الانتفاضة الى دعم الاقتصاد المنزلي» يقلل من قدرة هذه القطاعات على الصمود في الاضراب
والمقاطعة, اعتماداً على الامكانات الذاتية للمناطق المحتلة. وتطرح هذه الحقيقة الاهمية الحاسمة
للدعم المستمر اميسل من الخارج والذي يتحمل العبء الرئيس فيه م.ت.ف. في دعم صمود سكان
المناطق المحتلة وتحديد قدرتهم على الاستمرار. فالتحدي الكبير الذي تواجهه الانتفاضة, حالياً يكمن
في استمرار العطاء من أبناء الضفة والقطاعء مع بناء أسس الصمود د اخلياًء من جهة؛ وضمان الدعم
المستمر من م.ت.ف. والدول العربية, من جهة آخرى. أما الشرط الثاني لتأمين نجاح العصيان
المدني الشاملء فيتعلق بوجود قيادة موحدة متماسكة ديناميكية تستطيع الاستفادة: الى الحد
الاقصىء من امكانات الناس وجهودهمء وتعمل على ايجاد حلول لمشاكل الناس اليومية. فليس من
المعقول؛ مثلاًء الطلب من العمال مقاطعة اسرائيل تماماًء بينما اسباب تأمين العيش المقابلة لهم غير
متوفرة.
2
نستخلص مما تقدم ان العصيان المدنى الشامل ليس ممكناً في الظروف والمعطيات القائمة حالياً
في الضفة الغربية وقطاع غزة. غير ان نجاحه ممكنء اذا ما تم بناء شروط هذا النجاح بتغيير المعطيات
في اتجاه العصيان كهدف تكتيكي. ومعنى ذلك اننا ازاء محاولة؛ لا بد منهاء ل «ترشيد» الانتفاضة,
بتنظيم عملية قراءة لمعطياتها ونتائجها ونواقصها في الظروف الراهنة, لاعادة جدولة الاهداف التي
طرحتها قيادتها منذ اندلاع الانتفاضة في التاسع من كانون الاول ( ديسمير ) 11/17. فقد توجهت
قيادة الانتفاضة نحو تحقيق عدد من الاهداف دفعة واحدة. وعلى الرغم من واقعية هذه الاهداف,
وخصوصاً المطالب المتعلقة باطلاق السجناءء ورفع الحصار عن المخيمات: وخروج الجيش الاسرائيلي
من شوارع المدن والقرى الرئيسة والمخيمات وغيرهاء الا ان القيادة المحلية للانتفاضة لم تتمكن من
انجان أي منها حتى الآن؛ ليس بسبب طبيعة الاهداف ذاتهاء ولا بسيب تعنّت سلطات الاحتلال
الاسرائيلي قحسب (فهذا عامل قائم حتى الآن)» وانماء ايضاًء بسيب «تزاحم» هذه الاهداف,
وتداخلهاء والرغبة في تحقيق التكتيكي منها مع الاستراتيجيء القريب منها والبعيدء الممكن منها وما
لا تتوفر امكانات تحقيقه. ولتوضيح ذلكء نقول ان قراءة الاهداف ال معلنة للانتفاضة:؛ في تسلسلها
الزمني, لا تثير أية اشكالية تتعلق بالامكانية والواقع؛ لكن تزاحمها وتتاليها في مجموعات متلاحقة,
خلال فترة زمنية قصيرة, جعلها تبدو وكأنها تقفز نحى الهدف الاستراتيجي لتحله بديلاً من مجموع
الاهداف الصغيرة التي لم يجر تحقيقهاء بدلا من ان يكون وعاءً لهاء وتكون هي مكوناته الجزئية
والطرق الفرعية الموصلة اليه. وهكذا أصبح هدف الاستقلال وبناء الدولة المستقلة مطروحاً للتحقيق
المباشي عند البعضء سوية مع اهداف اطلاق سراح السجناء والمعتقلين واخراج الجيش الاسرائيلي
من المدن والقرى والمخيمات وعودة طلاب المدارس الى مقاعدهم الدراسية» الخ. وفي تقديرناء ان وراء
مثل هذا «التسارع». والتداخلء جملة أسباب موضوعية منها: سقوط عناصر الخوف التي
الحدد ‎:١84‏ تموز ( يوليى ) ‎١184‏ يون فلسطيؤية ‎1١‏
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6698 (5 views)