شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 16)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 16)
المحتوى
سل المؤسسة العسكرية في المجتمع الاسرائدي
الدون من الجاتب الآخر؛ ونمهد لذلك بالقاء الضوء على عقيدة المؤسسة العسكرية الامرائيلية
وأهداقها.
عقيدة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وأهدافها
يقصد بالعقيدة العسكرية؛ في هذا الموضعء الاطار الفكري الذي تتحرك في حدوده وعلى هديه
المؤسسة العسكرية, وكذلك المبادىء التي يتم غرسها في اذهان افراد المجتمع الاسرائيلي كافة . ويمكن
العشور على ثلاشة مصادر اساسية تغذي هذا الاطار: أولهاء الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية
للمجتمع الاسرائيلي؛ وثانيهاء الفكر التوراتي الذي تم تحريفه عبر حقب تاريخية مختلفة؛ وتالثهاء
التاريخ اليهودي الذي جمع ودوّن بمنهج تحكمه وجهة النظر الصهيونية.
فمن ناحية أولىء ثمة علاقة وطيدة قوامها التأثير والتأثربين القوة العسكرية والعمل الاستعماري
الاستيطاني. وإذا كانت هذه القاعدة تنطبق على مختلف التماذجء فان التموذج الصهيوني -
الاسرائيل قد رفعها الى مرتبة القداسة. لقد وعت الفلسفة الصهيونية ان القوة ضرورة لا غنى عنها
لفتس المجال لاستيطان فلسطين؛ وان الاستيطان, بدوره؛ يفتح آفاقاً جديدة لاستخدام القوة. فالقوة
هي التي توفر الحماية وسط محيط العداء الذي ينجم عن عملية الاستيطان؛ والتوسع الاستيطاني
يغذي القوة العسكرية يدماء جديدة.
لقد تجسّد الوعي بهذه الحقيقة في الشعار الذي رفعه اول تنظيم عسكري صهيوني المعروف
بتنظيم هاشومير هاتسعير ( الحارس الصغير ) والذي تمثل في «السيف والمحراث»|'). وهو شعار يربط
بين الانسان والارض والسلاح(").
ومن ناحية ثانية» استندت العقيدة العسكرية الاسرائيلية الى وعوب التوراةء كما تم تفسيرها في
اطار الصهيونية الدينية9). وقد جعلت هذه التفسيرات من جنود اسرائيل جنوداً لأرب» ومن حروبهم
حرياً له. وأبرزت الرياط الوثيق الذي يربط بين نبوءات التوراة والحركة العسكرية الاسرائيلية. وفي
هذا الاطان أضحت الحرب عملا مقدساً"). ان الرب هى الذي «يقود جنود اسرائيل» حديثاً كما كان
يقودهم في غابر الزمن؛ كما ان «السيف والتوراة قد نزلا معاً من السماء»!).
ان هذا الاساس التوارتي يشيع في ممارسات العسكرية الاسرائيلية بشكل مذهل. ولا شك في ان
الاستيلاء على الارض بعد انتزاعها من اصحابهاء يضحي. في ضوء هذا الفكر, من الامور المفروضة
بحكم الكتاب المقدس - التوارة. وقد ذكر دافيد بن غوريون؛ في الكنيست الاسرائيي» في نيسان
(ابريل) العام 501 ان ما لم يستطع موسى تحريره (لأنه مات)؛ أو يهوشواع, لأنه فشل في أكمال
امر الربء يقوم الجيش الاسرائيلي بتحقيقه في هذه الاياد!".
ومن ناحية ثالثة, اضطلع زعماء العسكرية الاسرائيلية بتقديم تحليل للتاريخ العسكري اليهودي
القديم من وجهة نظر صهيونية أيضاً -وسعواء من خلال ذلكء الى توظيف سمات العسكرية الخاصة
3 الحروب اليهودية القديمة وتطبيقهاء الامر الذي ينطوي على احياء الشخصية اليهودية في اطار
ينأى عن السمات التي لحقت بها عبر العصور("'). وفي ضوء هذا المصدر (التاريخ اليهودي): غالباً
ما ربط القكر العسكري الاسرائيلي بين فرسان داوود وسليمان ودبابات اسرائيل وجنودها. هذا دون
الحديث المتكرر عن «صورة داوود»؛ خفيف الحركة؛ الذكيء سريع البديهة والانقضاضء المتفوق
بقدراته العقلية في مقايل جوليات المدرع بالحديد والتروس» غير القادر على الفعل. وهي صورة
العدد 184ء تموز ( يوليى) 1944 شثون فلسطلية 16
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)