شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 17)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 17)
المحتوى
محمد خالد الازهري
وظفت, ببساطة مقرطة, منذ اربعين عاماًء لكي يصبح داوود هو اسرائيل وجوليات هو العرب!
يسترعي النظر ان ملمحي العنف يشكلان القاسم المشترك الاكثر بروزاً في مختلف هذه
المصادر الفكرية: على الصعيدين: العسكري والمدنيء بجرمة زائدة من الجنوح الى العنف
والبطشء متفوقة في ذلك على نماذج الاستعمار بجميع أنواعه. ويكلمات اخرى. يلاحظ ان العتف
الموجه الى الآخرين في هذا النموذج هى عنف مبرر, ليس فقط بحكم الطبيعة الاستعمارية
الاستيطانية لأسرائيل» وانماء كذلك, بحكم المنهج التاريخي الديني لهذا الكيان؛ اذ من سوف
يحول دون بلوغ «الرب» لارادته؟! 00
ولقد تحددت أهداف المؤسسة العسكرية الاسرائيلية. سواء في مرحلة «اليشوف» أى الدولة»
بشكل يستلهم هذا الاطار الفكري ويدور في فلكه. كانت الاهداف هذهء في مرحلة اليشوف, تدور حول
حراسة المستوطنات والمستوطنين ورعاية جهود الحركة الصهيونية (والوكالة اليهودية) في غرسهاء
وبصفة عامة انصيت الاهداف هذه على حماية الواقع الاستعماري الصهيوتي الجديد في
قلسطين(١0),‏ و لا يبدو ان قيام الدولة قد احدث تغييراً جوهرياً في الاهداف هذه كما حددها كل من
آباء المؤوسسة العسكرية وفي مقدمهم بن غوريون» وقانون الخدمة العسكرية لعام 545١؛‏ وهى:
صنع المواطتين والمساعدة في دمج المهاجرين الجدد في المجتمع؛ وضمان التفوق النوعي, بالنظر الى
ضآلة حجم السكان؛ والاهتمام بخلق الشباب الطليعي المحارب("")؛ هذا فضلاً عن الوظائف غير
التقليدية المنوطة بهذه المؤسسة, مثل تأمين تحقيق أهداف المشروع الصهيوني؛ وعلى رأسها التوسع
والسيادة الاقليمية وضمان التفوق على قوة العالم العربي بأكمله.
ومما يشير الدهشة, الاستمرارية الواضحة في طبيعة الاهداف التي تسهر عليها المؤسسة
العسكرية الاسرائيلية: على الرغم من التغير «البنائي» الذي لحق بهاء وذلك بانتقالها من عصابات
مسلحة قبل العام + الى اطار تنظيمي يتمثل في جيش موحد منذ ذلك العام. وهي دهشة سرعان
ما تزول عند الاطلال على هذه الاهداف في ضوء العقيدة العسكرية الاسرائيلية, ومضنمون المصادر
التي افرزتهاء وفي ضوء الطبيعة الخاصة للمجتمع الاسرائيي؛ ككيان استيطاني يقوم بالقوة في محيط
غريب ومقاوم (فلسطينياً وعربياً). فالمشروع الصهيوني لم يعدل أهدافه, ولم يغير من طبيعته, مما
يجعل من استمرارية وظلائف مؤسسته العسكرية ضرورة حياة ووجود .
ان تغير أهداف ووظائف المؤسسة العسكرية الاسرائيلية» لا بد ان يستتبع احدى ظاهرتين.
الاولىء ان تتغير طبيعة الكيان الاسرائيلي ذاتهء وبصفة خاصة تلك الطبيعة المتصلة بالعقيدة
الصهيونية؛ والثانية؛ ان يتم قبول المحيط العربي بالوجود الاسرائيلي؛ ومن الواضع ان أياً من هاتين
الظاهرتين لم تتوفر بعد, مما يبقي على «عنصر الامن» كهاجس دام للعقل العسكري الاسرائيليء
ويمقي» في الوقت عينه, على المؤسسة العسكرية واهدافهاء بحيث تمثل مركز القلب في الدولة, والدعامة
الاساسية للحياة كلها.
المؤسسة العسكرية والتنشئة الاجتماعية
ليس ثمة نشاط اجتماعيء أو خدميء في اسرائيل الا ويغلّقه مظهر عسكري. تبدى صحة هذه
الحقيقة عند متابعة ابعاد عملية التنشكة الاجتماعية, وبخاصة تلك الامور المتصلة بكل من نظام
التجنيد العسكري ونظام التعليم» وعمليتي الدمج الاجتماعي والتربية الوطنية(5”©,
1 شْيون فلسطزية العدد 164 تموز ( يوليى ) 1547
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)