شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 19)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري
والتخاير!؟0.
الدمج الاجتماعي
يترتب على ارتباط المؤسسة العسكرية بكل من نظامي التجنيد والتعليم ان يصبح الجيش أقدر
الجهات على التواصل مع كل عناص المجتمع تقريباً. ولأن المجتمع الاسرائيلي يتكون من شتات, يتم
تجميعه - على طريق خلق قومية أسرائيلية فان الجيش هو البيئة المثلى لخلق التوافق الاجتماعي -
النفسي المطلوب بين العناصر الوافدة. ويتعبير آخر, تقوم المؤسسة هذه بمهمة «صانع المواطنين»
وحارس الثقافة القومية ذات التوجهات الصهيونية("'). ومهمة كهذه, تضيف بعداً آخر لخصوصية
المجتمع الاستيطاني الاسرائيلي. فالمعتاد ان يمارس الجيش وظيفة اساسها الحفاظ على ذات وطنية
سابقة التكوين؛ بيتما يحدث العكس في النموذج الاسرائيلي» حيث ينهض الجيش بمهمة مزدوجة, هى
محاولة صنع هذه «الذات الوطنية». من جهة؛ والحفاظ عليها عنوة, من جهة اخرى.
من ال موّشرات المعتمدة للدلالة على مدى تغلفل أية مؤسسة عسكرية في البيئة الاقتصادية
للمجتمع موضع الاهتمامء نصيب هذه المؤسسة من الموازنة العامة للدولة: وعلاقتها بقطاعات
الاقتصاد المختلفة, ونسبة العمالة.والتشغيل التي تختص بها القطاعات التي تشرف عليها. وفي هذا
المضمار.ء لاحظ الباحثون ان اسرائيل هي من قلائل الدول التي ينطبق عليها تعبير «اقتصاد الحرب
الدائمة»» وذلك جراء تطويع جميع أوجه النشاط بأسلوب يخدم هذا الاتجاهء الى درجة ان مبانيها
وتخطيط الاسكان فيهاء بل وخطط اعمار المناطق النائية. صمّمت بشكل يخدم الحرب(05.
وفي ما يتعلق بالموازنة العسكرية؛ ينبغي ملاحظة ان اولويات أي نظام سياسي تظهر جلية في
الجوانب التي يتم الاتفاق عليها. وثمة مبرر للزعم بأن اسرائيل تكرس الاموال للقطاعات العسكرية.
يقوم هذا الاستنتاج على قراءة حجم الموازنة العسكرية منذ قيام الدولة العام ١544 وحتى الوقت
الحاضر. وهي نسبة تراوحت بين عشرة بالمئة (قبل العام /19571) و 5؟ بالمئة (العام 500)1944). ان
هذا المعدل قد فرض ليس فقط ارتفاع النفقات العسكرية الى مجمل الناتج العام بل وفرضء أيضاًء
ارتفاع نسبة انفاق الفرد الاسرائيلي على الجهود العسكرية, مقارنة بمثيلتها في مختلف دول العالم,
دون التحدث عن الدول العربية(''). وبطريقة حسابية اكثر تحديداً» يمكن القول ان مختلف قطاعات
الدولة لا تحظى بأكثر من ٠ه بالمئة للانفاق الفعلي و 5؟ بالمئة لخدمة الديون العسكرية(7),
تعتبر حملات التوسع وسباق التسلح مع الدول العربية ومتطلبات الامن الداخلي: بسيب نشاط
المقاومة الفلسطينية؛ من أهم العوامل المؤثرة في ارتفاع الموازنة العسكرية في اسرائيل!""). وقد
تمخضت ضخامة الموازنة العسكرية عن ظواهر معيتة؛ من أهمها:
© الازمات المزمنة للاقتصاد الاسرائيليء وذلك الى الدرجة التي ذكر البعض فيها «ان الجيش
الاسرائيلي اصبح مثل الديناصور الذي يسير على قائمتي دجاجة»3".
© زيادة الارتباط بالولايات المتحدة الاميركية التي بلغ اسهامها في الموازنة العسكرية الاسرائيلية
تحى /1”؟ بالمئة في منتصف الثمانينات!22).
© تمنح الموازنة العسكرية قوة مضافة للمؤسسة العسكرية داخل المجتمع الاسرائيلي»
148 شؤون فلسطؤية العدد 184. تموز ( يوليى) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 184
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)