شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 48)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 48)
المحتوى
سب استراتيجية الاختراق الفكري الصهيوني
وفي المثالين السابقين: كان موقف المسلمين والمسيحيين من المصريين متحدياً ورافضاً؛ وهو موقف
سيضعه المحللون الاسرائيليون بين النتائج, لتحديد الطرق الافضل للتأثير في اطار الحرب الفكرية
الاسرائيلية ضد مصر.
أن تقويم التجرية لهذه المؤتمرات يشير الى خطورتها على الوجدان العربي في مصر, ومكوناته.
الجنيزاه
«الجينزاه» كلمة عبرية تحتمل معنيين:
الاولء هى معنى «نخزن»: ويأتي هذا المعنى من كون الكلمة اسم مشتقاً من الفعل الثلاثي
«جنن. وهو يقابل الفعل الثلاثي العربي في المبنى والمعنى. وهكذا تشير كلمة الجنيزاه الى غرفة
للتخزين الديني توجد في اعلى المعبد اليهودي عا عادة. وهي تستخدم في تخزين كل الاوراق التي تكتب
بحروف عبريةء عملا بالتقاليد اليهودية التي ت تعتبر اتلاف الحرف العبريء بالتمزيق او الحرق» امرأً
محرماً دينياً» ومن ثم يعمدون الى تخزيته في غرفة الجنيزاه. اما اذا امتلأت الغرقة على مر الزمن.
فانهم ينقلون محتوياتها لتدفن» بمراسم جنائزية؛ في احواش المقابر اليهودية. وهنا يرد المعنى الثاني
لكلمة جنيزاه, باعتبارها تشير الى هذا العمل الجنائزي لدفن الاوراق.
أما المعنى الاصطلاحيء أي المعنى الذي يتبادر الى الذهن عند ذكر الكلمة اليوم في الدوائر
العلمية والجامعية في انحاء العالم, فهو معنى مرتبط بمصرء بمعابدها اليهودية وتاريخها الاجتماعي
والسياسي والاقتصادي والتشريعي واللغوي. فكلمة الجنيزاهء اليومء انما تعني المعبد اليهودي في
مدينة الفسطاط التي تعرفء الآن» باسم حي «مصر القديمة». وهذا المعبد هو «معبد ابن عزرا».
ومحتويات معبد ابن عزرا تعتبر أخطر, وأهم, مخطوطات الجنيزاه على الاطلاق» على مستوى العالم.
ذلكء انه في العام 447 1. قام احد المستشرقين, ويدعى شختر, باكتشاف الجنيزاه المصرية واستولى
منهاء في عهد النهب الاستعماريء على ثلاثمئة مخطوطة على جلد الغزالء ونقلها الى جامعة كمبربوج
البريطانية. ويرجع تاريخ هذه المخطوطات الى الفترة ما بين القرن العاشر الميلادي والقرن الثالث عشر
الميلادي. وتحتوي هذه المخطوطات على قسم باللغة العربيةء مكتوب باللغة العبرية؛ وقسم باللغة
العيرية, وقسم ثالث مكتوب باللغة الآرامية. وتمثل هذه المخطوطات كل الأوراق التي كتبها المثقفون
والتجار اليهوب في تلك القرون الثلاثة, بدءاً من مذكراتهم الشخصية وانطباعاتهم عن المجتمع
الاسلامي والعريي وحساباتهم التجارية وأحوال التجارة والمال والاوضاع السياسية.
وترجع أهمية هذه المخطوطات الى أمرين اساسيين:
الاول: تلك السماحة الاسلامية العظيمة التي تمتع بها الذميّون عامة؛ واليهود منهم في العالم
الاسلاميء الامر الذي فت لهم الابواب للاشتغال بالاعمال الثقافية والمهن العلمية؛ كالطب
والصيدلة, والاقتراب من طريق ذلك, من دوائر الحكام المسلمين, على غرار الحاخام موسى بن ميمون,
الذي كان طبيباً ومستشاراً خاصاً لصلاح الدين الانؤبي في فترة الحروب الصليبية» مما يعني انه
قد شافد اموراً كثيرة تتصل بتاريخ تلك الخرؤب من داخل خيمة البطل الاسلامي صلاح الدين. ومن
هناء تبدو اهمية الاوراق في الكشف عن التاريخ الاجتماعي والسياسي للعالم العربي والاسلامي. فقد
عشن في «جنيزاه» القاهرة على أوراق عديدة بقلم موسى بن ميمون, نشر بعضهاء وما زال بعضها طي
الكتمان حتى الآن في كمبردج.
العدد 185ء تموز ( يوليى ) 1584 شْيْون فلسطيفية ع
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)