شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 49)
- المحتوى
-
د. ابراهيم البحراوي ست
الثانيء الذي يجعل لهذه الوثائق أهمية تاريخية؛ هو ان طريق التجارة عبر شبه الجزيرة العربية
في الطريق الى الهندء سواء بالبحر أو بالبر, كان هى الطريق الذي يسلكه تجار اليهود ضمن قواقل
التجارة الكبيرة. ومن هناء فان سجلاتهم التجارية؛ عبر حركة نقل البضائع؛ ومذكراتهم حول
مشاهد اتهم في حياة شبه الجزيرة ومنطقة الخليج؛ تمثل سجلاٌ تاريخياً تلقائياً للاوضاع العامة في هذه
الارض. واذا ما أضفنا الى ذلك أن هؤلاء التجار كانواء اذا عادوا الى مص يقومون بنقل البضائع الى
المغرب العربي وفي نطاق حوض البحر الابيضء فانه يمكتنا ان نتصور المدى الجغرافي الذي تغطيه
هذه الوثائق وتكشف عن طبيعة الحياة فيه. 1
ومن الامور التي تستحق الذكر في شأن هذه الوثائق» انها تكشف عن جوانب التأثير التي
احدثها الفقه الاسلامي والفكر الاسلامي في الديانة اليهودية, الى درجة ظهور فرقة يهودية جديدة
تحمل اسم «فرقة اليهود القرّائين» كانت متاثرة, في نشأتها وافكارهاء بفكر المعتزلة, بدأت في العراق»
ثم انتقل مركزها الى مصى.
وقد لوحظ ان وفود الاسرائيليين التي بدأت تأتي الى القاهرة بعد معاهدة السلام, راحت تجري
عمليات نهب لما تبقى من مخطوطات الجنيزاه في معبد ابن عزراء من ناحيةء بل وبدأت ايديهم تمتد
الى محتويات مقابر البساتين, من ناحية أخرى. ومقابر البساتين هي مقابر يهودية؛ منحها مؤسس
الدولة الطولونية؛ أحمد بن طولون, في القرن التاسع الميلادي؛ لليهوب» لدفن موتاهم فيها. ومتذ ذلك
التاريخ وهي تستخدم في دفن وثائق الجنيزاه في احواشها.
وقد تقدمت وحدة البحوث الاسرائيلية ببحث الى جامعة عين شمس بعنوان «بحث حماية
المخطوطات اليهوبية المصرية من النهب والتهريب»: أوضحت في مقدمته ملاحظات حول عمليات النهب
الجارية: وأوصت بتكوين فريق من الباحثين يقوم باستخدام هذه المخطوطاتء وحفظهاء وفهرستها
علمياء بهدفين:
١ منع احتمالات تزييف التاريخ من جانب المستشرقين والباحثين الصهيونيين: الذين اذا
امتلكوا المخطوطات حجبوا منها ما لا يروق لهم وروّجوا لما يناسبهم وقيروا وبدلوا في حقائق التاريخ,
اعتمادأ على اننا لا نملك الوثائق» ولا نستطيع تصحيح التزييف.
” - الحفاظ على المخطوطات المدفونة في مقابر البساتين قبل ان تمتد اليها يد النهب ويكون
مصيرها التهريب الى خارج مصرء كما حدث في مجموعة كمبردج.
قدم المشروع في العام .1948١ وقد رحبت به جامعة عين شمس. وتم تشكيل فريق العمل,
برئاستيء باعتباري الباحث الرئيس في المشروع. وامضينا فترة في التحضير للبحث ورسم خرائط
العمل والتنقيب وعمل الجلسات الاولية» حتى انتهينا الى تحديد «حوش موصيرى» ودحوش قطاوى»,
وهما عائلتان يهوديتان» ليكونا اول مناطق التنقيب.
وبعد عام كامل من الدراسة؛ تبلور موقف جامعة عين شمس في ورقة علمية سلمت الى رئيس
هيئة الآثار المصرية؛ الذي قرر عرض مشروع الجامعة على اللجنة الدائمة للآثا وكان ذلك بتاريخ
آذان (مارس) '19485.
وهنا أدركت اسرائيلء من طريق المركز الاكاديمي الاسرائيلي في القاهرة, ان المشروع المصري
يقطع الطريق على عمليات النهب الجارية لوشائق الجنيزاه؛ وادرك رئيس المركز الاكاديمي
م شين فلسطفية العدد 184, تمون ( يوليى) ١94/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 184
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)