شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 101)
- المحتوى
-
رياض بيدس سس
ومبدع شخصية الكاتب الثاني يوئاب سبير. وفي الرواية يتم سرد حكايتين تتداخلان وتتمازجان وتشارك
الشخصيات الثانوية في السرد واستكمال الفجوات. ويهذ! يتخلّص بلاصء كثيراً. من ترهل السرد» مع ان القراءة
المتمغنة للرواية توحي للقارىء العادي بأن الرواية كان من الممكن ان تختزل الى «نوفيلا»؛ بحيث تصبح أكثر
حية ومتماسكة. | 7
تقص الرواية حكاية مظروف يقع بين يدي الكاتب الاول (بلاص) في اثناء حادث قتل فيه انسان يُسمى
يورام عدن. ويحدس الكاتب ان ثمة علاقة بين الاعترافات في المظروف ويين الانسان المقتول. بناءً على هذاء يبدأ
الكاتب بالتقدم في البحث عن علاقات مع افراد عائلته واقاربه, لكي يبحث ويستكمل التفاصيل الناقصة في كل
حادثة القتل , التي تبدى, للوهلة الاولىء كحادثة بولسية.
اما يوئاب سبير (الكاتب الثاني)» فانه يكتب عن مجرم خيالي اسمه «داني». ويقع بين يدي الكاتب الثاني
مظروف فيه قصة ام تاكل تأمل في ان يكتب عن ابنها. وبالفعل يتم حكي القصتين بالتناوب؛ حيث تتداخل
التفاصيل وتشد القصة القارىء كثيراًء وتدخله في اجواء كثيرة. وتذكرنا الرواية تداخلات الحبكة عير
الاشخاص - برواية أيتالى كالفتينى «لى مسافر في ليلة شتاء».
الواقع في رواية «الوارش»
الحالة التي تسم كتابات بلاص يصح تسميتها ب «عدم الانسجام» مع الواقع؛ وذلك لأن الواقع آخذ في
التاكل والتعفن؛ وخيبات الامل تزداد بمضي الأيام: والكاتب يحاول أن يكتب خيبته ؛ وفي كل هذا يتحول بلاص
الى كاتب ذي صفات خاصة في الادب العبري: انه كاتب يرفض الواقع ويحافظ على هوية خاصة به؛ هى هوية
اللامنتمي الذي يتمسك بأشيائه الخاصة في وسط دوامة تحاول ان تبتلع كل من يقف قريباً منها. 7
ان هذا التميز في هذا الوسط الصاخب بالمستجدات الكثيرة هو ما يدفع بلاص الى الحفاظ على نوع من
الكتابة الخاصة التي تستدعي استحضار «الانا» كثيراً: الأنا في مواجهة العالم. وبلاص يبدو مبلبلاٌ بالنسية الى
المكان الذي انتزع منه (العراق) والعالم الجديد الذي يدخله في باب اللفة فقط مع الحفاظ على «شرقية» عناصره
التي اكتسبها من العالم العربي» ومن دراسته للادب العربي الذي يحملء في مفرداته. اسرار المكان والزمان
الشرقيين.
فاحداث رواية «الوارث» تجري في أيام نشوب الحرب اللبنانية؛ وتعكس كل الاجواء الكآبية التي سيطرت
على الحياة الاسرائيلية. وتعالج الرواية, فيما تعالج: قضايا الطوائف, حرب لبنان التي أفرزت الكثير من المأسي,
الاستيطان في المناطق المحتلة, مشاكل الشباب؛ قضايا الكتابة في زمن مضطرب وخائب, وقضايا العلاقات
الانسانية عامة. وكتب بلاص رواية أدانة - مع انه يعرض التفاصيل دون أن يشرح او يعطي رأيه مباشرة -
تحاول الاحاطة بكشير من المشأكل والقضايا الاساسية في اسرائيل: «مواقف لتصغ بياناً موقعاً باسمك,
اكتب ' اني اتهم ' خاصتك!» (ص .)١14 وفي مكان آخر, كتب عن الحرب: «هذه الحرب [الاسرائيلية اللبنانية,
ر.ب.] تفسد شيئا (ص .)١5 واعترف الكاتب بأن «قسوة الفن التحريضية تكون عندما تعرف كسر المسلّمات»
(ص 829).
ولا يستطيع الكاتب الانساني, في هذا الظرف اللاانساني الاجتياح الاسرائيلي للبنان الا ان يؤكد دور
الكاتب» الفنان الواعي والمناهض للظرف الصعب, بالحوار التالي الحاد والصادق: «رفع يوئاب صوته: انتء يا
من تتكلم عن الادب السياسيء تريد أن اتجنّد لصالح السلطة! هل تعي ما تقول ؟
«-لا احد يجبرك على اطراء السلطة.
« لكنك تعرف ماذ! يعني أن تكون عضواً في وفد أيضاحي ؛ وان يستقبلك السفير؛ وان تظهر امام الجمهور
الذي يرى في أي انتقاد لاسرائيل لاسامية! كيف تريدني ان اتكلم الى هذا الجمهور البليد ؟ ان أقول ان
1548/4 مون فلعطؤية العدد 18 تموز ( يوليى) 1١٠٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 184
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10374 (4 views)