شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 107)
المحتوى
وبعض الفئات الاجتماعية: كانت بهدف الاستعانة
بهذه القئات للسيطرة على الاكثرية الوطنية. أما
الصهيونية» فهي؛ منذ نشأتها وحتى اليوم؛ تعمل
جاهدة على تغييب الشعب الفلسطيني, واقتلاع كل
طبقاته؛ وفكاته؛ ومؤسساته. ولم تسع الى اقامة أي
حلف مع أية فئة: أى طيقة اجتماعية» أو مؤسسة
وطنية (ما عدا التحالف القاكم على العمالة). وقد
اقتلعت الصهيونية هذا الشعب بجميع فئاته
وطبقاته. وهذه المسألة, بحد ذاتهاء هى من اكثر
التجارب الاستعمارية الاستيطانية في التاريخ
المعاصر غرابة. ونتيجة لهذا القهر الجماعي: قامت
منظمة التحرير الفلسطينية, حركة لكل المتضررين,
أي حركة لكل الشعب الفلسطيني» بدون استثناء.
في هذه الحالة, يصبح التحدث عن اليمين واليسار
ليس اكثر من ترف فكري باهت تجاه اعظم تحالف
شعبي عرفه التاريخ الوسيط والمعاصر. قد يظهر
اليمين واليسار عندما تقام الدولة الفلسطينية؛ وذلك
على خلفية التحالفات التي ستنشأ لتقرير نوع
الحكم الاقتصادي والسياسي.
عندما نشأت المنظمة لم تسأل اعضاءها
وفصائلها عن انتماءاتهم الايديولوجية والسياسية,
أى عن عقائدهم الاجتماعية؛ ومواقعهم الطبقية؛ بل
ضمّتهم الى صفوفهاء ثوريين؛ استقلاليين, وطنيين»
وقوميين. أما الاجتهادات التي تظهر داخل اطار
م.ت.ف. فقد تكون خلفياتها برجوازية: أو
اشتراكية؛ أو وطنية» الخ, ولكن يبقى خطها هى
التمرير؛ واية فئة تنحرف عن خط التحرير هي
يمينية خائنة؛ كما ان جميع دعوات الانشقاق
والتقسيم هي دعوات يمينية خائنة؛ واية دعوة
لحرف المنظمة الى اتجاه ايديولوجي؛ أو مذهبي»
معين, هى دعوة يمينية خائنة. فليس للمنظمة
ايديولوجيا معيّنة؛ بل لها خط سياسي استقلالي.
فالايديولوجيات تحرفها عن سيرتها وتبعثرها فرقاً.
من هناء نجد أن م.ت.ف. تنفتح على كل الاتجاهات,
والبلدان: سواء أاشتراكية كانت أو برجوازية. وهذا
الانفقتاح هى التعبير الصادقء والواقعي؛ عن
التشكيلة الاجتماعية التي تتألف منها المنظمة. ان
قوة» وجماهيرية: م.ت .ف. اكتسبتهاء وتكتسبهاء من
تحالفها مع مختلف الفئات الاجتماعية؛ ولكن» ليس
.على حساب اهدافها الشابتة؛ بل على مهارة
التكتيك والتوجهات الصحيحة. اننيء لا انفي عن
المنظمة الخطاء وكيف لا تخطىء وهى حركة
جماهيرية ثورية واسعة ؟ ان البعض يشكو كثرة
شعارات المنظمة: وتبدلهاء وتغيّرهاء على مدى
العشرين سنة الاخيرة (دولة فلسطينية علمانية, دولة
مستقلة في الضفة والقطاعء الخ)؛ وإكن يبدو لي ان
الهدف الاساسي ما زال صامداًء مع أن طرق
الوصول الى هذا الهدف قد تغيرت. وهذا ما يسمى
بتكتيك العمل السياسي والثوري. ان مراجعة سريعة
ترة العشرين سنة الأخيرة تظهر أن الانتقال من
شعار الى آخر يتساوق مع المتغيرات السياسية
العالمية وانحسار المد الثوري في منطقتنا والعالم. ان
شعار التحرير الكامل ظهر في اعوام المد الثوري.
ففي تلك المرحلة؛ كانت الثورة الفيتنامية تمونجاً
ساطعاً على المناخ الثوري العام. الا ان هذا الك قد
تقلّص بعد وفاة الزعيم الوطني الكبير جمال
عبدالناصي. وحرب أيلول ( سبتمير) ‎1117١‏ في
الاردن؛ وتمثيلية النصر والخيانة في حرب تشرين
الاول ( اكتوير) 1910/7
ان الثورات الوطنية؛ الآن؛ تقوم بالدفاع عن
نفسهاء ومكتسايتهاء لا غير؛ وقوى اليسار والتقدم»
في اوروياء تنهزم أمام هجمات اليمين الاوروبي. وقد
انعكس مجمل هذه الاوضاع سلباً على الاوضاع
الثورية الوطنية والاجتماعية في اورويا؛ كما انها
انعكست على منطقتنا العربية» من محيطها الى
خليجها: الحرب العراقية ‏ الايرانية» حرب لبنان»
الغزى الاسرائيلي ‏ الاميركي للبنان, الخ.
وهكذ!ء فان الشعارات التى ترفعها أية حركة
وطنية تحررية» لا تعكس الهدف فحسبء بل
والظروف الموضوعية التي ظهر فيها الشعار. وبذلك,
فان شعار التحرير الكامل ‏ بغض النظر عن
صوابيّته أى خطأه ‏ قد ارتفع في ظل ظروف ثورية لا
مثيل لها في تاريخ حركة التحرر الوطني الحديث.
فاذا عرفنا ذلك وأدركناهء نستطيع ان تعالج
خلافاتنا وطبيعة شعاراتنا في جو من التفاهم
والوعي. فكل شعار محكوم بالاوضاع والخلروف التي
نشأ فيها؛ وتغيير الشعار. أو تبديله. يعكس الظروف
الاقتصادية والسياسية المتغيرة والمتبدلة. ولكن
الاصلء هناء هى التمسك بالهدق؛ وهو أقامة الدولة
العربية الفلسطينية على القسم المتبقي من ارض
فلسطين؛ واشاعة الديمقراطية السياسية:؛ بما
ك1 شْؤْينُ فلسطينية العدد 184 تموز ( يوليو) 15/84
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10374 (4 views)