شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 15)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 15)
المحتوى
فيصل حورائي سس
تعرض أن تدعم بريطانيا قيام دولة عربية مستقلة عن الدولة العثمانية؛ مقابل توفير مزايا اقتصادية
وعسكرية لبريطانيا في الدولة الوليدة؛ تشتمل على حقوق عسكرية لبريطانيا في الدفاع عن مصالحها
الاقتصادية في بلاد العرب. فلم يكن غريباً. اذاً» أن يسارع سير مكماهون الى الترحيب بالعروض
الواردة في مذكرة الشريف حسين.ء والتأكيد ان «جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة
الى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة»!*) التي ينتمي اليها الشريف . لكن رد
مكمامون رأى» حين تعرض الى ما سماه مسألة الحدود والتخومء ان «المفاوضة فيها سابقة
لفان ؟. وذلك في محاولة واضحة» ومبكرة» للتهرب من الالتزام بشيء معين ازاء هذه المسألة. غير
أن الزعيم العربي الي في رسالته التالية» التي وجهها الى المعتمد البريطاني, في التاسع من أيلول
( سبتمبر )» على ضرورة الب بمسألة الحدود هذهء ثم لم يفته, على الرغم من الحاحه؛ أن يوّكد
للبريطانيين؛ في الرسالة ذاتهاء «اننا ثابتون في اخلاصنا لكم؛ ونصرحء بكل تأكيد, بتفضيلنا لكم على
الجميعء اكنتم راضين عناء كما قيل؛ أى غاضبين»7"). وما كان لشيء أن يكون أكثر أفصاحاً عن موقف
الحركة العربية القومية إزاء بريطانيا من هذا الموقف الذي عبرت عنه رسائل زعيمها الاول.
ومع اتصال الجدل بين الجانبين بشأن مسألة الحدوب» أبدت بريطانياء على نحى غامض وان كان
ذا دلالة, جانباً من تحفظاتها من الحدوب التي يطمح الشريف حسين ان تحدد الدولة العربية الموعودة.
فكان من شان التحفظات البريطانية أن تؤدي الى اخراج «مرسين واسكندرونه واجزاء من بلاد الشام
الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق ‏ الشام وحمص وحماة وحلب من هذه الدولة: وذلك بالاضافة
ألى ضمان عدم التعرض للمعاهدات المعقودة بين بريطانيا وبين بعض رؤساء العرب» من شيوخ مناطق
أطراف الجزيرة العربية» حيث تعتبر بريطانيا مطلقة التصرف في هذه الاقاليم» و«بدون ان تمس
مصالح حليفتها فرنسا», كما ذكرت رسالة سير مكماهون الموجهة الى الشريف حسين في ‎٠١‏ ذي
الحجة ؟؟؟7١‏ ه (0) (1515 م). كما ظهرت تحفظات أخرى من مطامح الشريف حسين تتصل
يولايتي بغداد والبصرة؛ اذ طلب مكماهونء في الرسالة ذاتهاء أن يعترف الجانب العربي بأن «مركز
ومصالح بريطانيا العظمى الموحدة هناك تستلزم اتخاذ تدابير ادارية مخصوصة لوقاية هذه الاقاليم
من الاعتداء الاجنبي عليها وزيادة خير سكانها وحماية مصالحنا الاقتصادية المتبادلة»("). ومع
عرض هذه التحفظاتء أضاف المعتمد البريطاني مطالب أخرى تتعلق بمركز بريطانيا في الاقاليم
العربية وتضاف الى ما عرضه الشريف حسين بنفسه في هذا الصدد. من ذلك مما يتصل بالنقطة
التي نحن يصدد الحديث عنهاء ان بريطانيا هي التي ستمد العرب» عندما تسمح الظروفء
«بنصائحهاء وتساعدهم على ايجاد هيئات حاكمة ملائمة لتلك الاقاليم»('') التي لم تشملها التحفظات
المذكورة أعلاه؛ ومن ذلك أيضأء موافقة الجانب العربي على «طلب نصائح وارشادات بريطاتيا
العظمى» وحدهاء وان المستشارين والموظفين الاوروبيين اللازمين لتشكيل هيئة ادارية قويمة يكونون
من الانجلين(207.
في نهاية المطافء أعلن العرب القوميونء بزعامة الشريف حسينء الثورة على الدولة العثمانية
ودخلوا الحرب ضدهاء جنباً اللي جنب مع القوات البريطانية التي جاعت؛ وفق الاتفاقات: لتساعدهم
على التحرر من سيطرة هذه الدولة . وهكذاء فان الجيش البريطاني» عندما دخل فلسطين في أواخر أيام
العام ‎,١151١1/‏ استقبل قيها يوصفه حليقاً حرر البلاد ودخلها ليساعد على بناء استقلالها في اطار
الدولة العربية الموعودة. وكان المعنيون بالامر من أهل فلسطينء مثلهم مثل نظرائهم في بقية البلدان
العربية» تواقين للتعاون مع بريطانياء وذلك على أساس «ان دولة بريطانيا العظمى لم تخض غمار
15 شين فلسطزية العدد 186 آب ( أغسطس ) 15244
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6868 (5 views)