شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 18)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 18)
المحتوى
لب الموقف الفلسطيني من الانتداب البريطاني...
يوافق الحق والعدلء من جهة: وسبب لاضرار عميقة مادية وادبية تلحق بالسكان: من جهة
أخرى»!*'). ورأت الجمعية الاسلامية ‏ المسيحية في حيفا أن فلسطين اذا سلخت عن سوريا قل
عددها وكثر عدد اليهود واصبحت لهم الاكثرية في كل شيء. وذلك في وقت «نحن لسنا بقادرين عليهم
مع كثرتنا وقلتهم؛ فكيف بنا اذا صارت لهم الاكثرية وهم أكثر منا مالا وأرقى علماً»('")؛ في حين أظهر
احتجاج 5-0 الجمعيات الاسلامية المسيحية كلهاء في ذلك الوقتء «ان فصل فلسطين عن سوريا
يضر بمصالح البلاد الاقتصادية والعمرانية ويمصالح الوطنيين القومية والمحلية»9).
الا ان المتتبع لمواقف النخبة من قادة الحركة الوطنية الفلسطينية؛ في ذلك الوقت: سيلاحظ ان
اصرار بريطانيا على تثبيت وجودها في فلسطينء وفرض أنتدابها على البلادء وموافقتها على مصير
متفصل لسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي» وبحثها عن مصير منفصلء أيضاًء للاردن؛ لم تليث
ان أكدت اليأس العربي من امكان قيام الدولة الواحدة, وأصبح هذا الياأس شبه شامل حين سقطت
مملكة فيصل العربية قصيرة العمر في دمشق. وقد أسهم هذا في تخفيف الاهتمام بمسألة وحدة البلاد
السورية واحلال مواجهة كل بلد من بلدانهاء على حدة: للاستعمار الحالٌ به في المقام الاول من
الاهتمام. وفي اواخر العام 1170 انعقد المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث» وكانت مسالة الانتداب
البريطاني على فلسطين قد تقررت بين الحلفاء الغربيين, »كمأ كانت مملكة فيصل في دمشق قد انهارت,
فجاءت قرارات هذا المؤتمر خلواً من الاشارة الى وحدة سوريا؛ بل أن المؤتمريدا ميالاً الى التعامل مع
فصل فلسطين عن سوريا كامر واقع حين طلب تقرير منه, موجه الى المتدوب السامي البريطاني»
تشكيل حكومة وطنية في فلسطين «مسؤولة أمام مجلس نيابي ينتخب اعضاءه الشعب المتكلم باللغة
العربية القاطن في فلسطين حتى اول الحرب»(253). والملاحظة ذاتها تنطبق على الاحتجاج الذي بعث
به المؤتمر ضد وعد بلفور الى حكومة بريطانيا ويرمائها. فالاحتجاج لم يشر الى وحدة البلاد السورية.
وحين تطرق هذا الاحتجاج الى الحديث عن الوعود التي قطعتها بريطانيا للحركة العربية القومية» لم
يذكر انها تضمنت وعدا يدعم وحدة البلاد العربية, بل اكتفى باشارة عامة حين تحدث عن وعد بلفون
فوصفه بأنه «عبث بالعهود التي قطعها الحلفاء بينهم بتحرير الشعوب الخارجة عن تركيا»!*"). وتخلى
محاضر الجلسات التسع التي عقدها المؤتس. وتداول خلالها في كل ما يهم المؤتمرين» من أي شيء
يظهر أن موضوع فصل فلسطين عن سوريا كان قيد الاهتمام!:'). ولا يعني هذا كله ان المسألة قد
طويت وانتهى الامر؛ اذ ان اشارات سترد حول خطورة فصل فلسطين عن سورياء بين وقت وآخر. في
ادبيات الحركة الوطنية الفلسطينية وانشطتها بعد ذلك. غير ان المسألة» على ما يبدى كانت» مع نهاية
وفشل تجرية اقامة المملكة العربية في دمشقء قد ضوّل وزنها في مجال الاهتمام العام؛ فيما
انصرفت البلاد الى مواجهة مصيرها المنفصل الذي يهدده خطر المشروع الصهيوني والالتزام
البريطاني به.
المساومة على انتداب بدون وعد يلقور
وعندما عقد المؤتمر العربي الفلسطيني الرابع؛ في حزيران ( يونيى) ‎,.1517١‏ كانت معالم حركة
وطنية فلسطينية منقصلة عن شقيقتها السورية» بيدأت تتشكل في البلاد؛ وكانت المشاغل الخاصة
بفلسطين غدت هي التي تستحوذ على اهتمام هذه الحركة. وبين انجازات المؤتمر الرابع تشكيل وفد
يضم ثمانية من ابرز قادة الحركة الوطنية الفلسطينية؛ وتكليفه بالسفر الى أوروبا. وقد اوكل المؤتمر
لاعضاء الوفد «الصلاحية... بأن يقوموا بجميع الاعمال التي تعود على مصالح البلاد الاجتماعية
العدد 186, آب ( اغسطس ) 1144 فين فلمطؤية 7
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)