شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 52)
- المحتوى
-
سح الاستراتيجية الاميركية في الجزيرة العربية...
ومن أجل مواجهة هذه الثفرة, أعلن وزير الدفاع الاميركي عن ان الادارة الاميركية أقرت
استراتيجية عسكرية جديدة: تستطيع القوات الاميركية بموجبها خوض حربين كبيرتين في آن»
احداهما في اوروباء والثانية في الخليج العربي والشرق الاوسط. وتحل «استراتيجية الحربين» هذه
مكان «استراتيجية الحرب ونصف الحرب» التي طبقتها وزارة الدفاع الاميركية منذ نحى عشر
سنوات().
وليس غريباً ان تبني الولايات المتحدة كامل استراتيجيتها في الجزيرة على مقولة أصبحت ثابتاً
من الثوابت لدى صانعي السياسة والقرار في أميركا. وجوهر تلك المقولة ان للاتحاد السوفياتي نيات
ومطامع واسعة في الجزيرة. سواء أمن الناحية السياسية أو الناحية النفطية أى ناحية توسيع منطقة
النفوذ والهيمنة. وهى مقولة لا تعدى أن تكون ذريعة تتكىء عليها الولايات المتحدة, من أجل تحقيق
أهدافها في الوجود العسكري في المنطقة, وفي الهيمنة عليهاء والسيطرة على ثرواتها.
ومن الملاحظ ان ادبيات هذه المقولة كثيرة جداً. فهي تشكل أحد محاور التراث الفكري العسكري
الاستراتيجي الاميركي حيال المنطقة, من خطب وبيانات وتصريحات وتقارير وكتب. ونكتفيء هناء
بالاشارة الى تقرير أصدرته جامعة الدفاع الوطني في واشنطن(') عنوائه «التيات السوفياتية
والخيارات الاميركية في الشرق الاوسطهء؛ ففيه صورة واضحة: وواسعة؛ عن تلك المقولة» وعن
تضاريسها الفكريةء التي يؤدي الاصطناع والوهم والخيال دوراً كبيراً في تكوينها.
لقد شهدت المدة بين العامين لا/51ااى ٠ احداثاً دفعت بالعوامل والمتغيرات الى التأثير في
الاستراتيجية الاميركية في الجزيرة تأثيراً مباشراً وفعالاً: ففي العامين //191 وى 197/8 اشتدت
المعارضة على نظام الشاه في ايران» حتى سقط في شباط ( فبراير ) 1914 تحت ضريات الثورة. وفي
اثناء ذلك, كانت زيارة'الرئيس المصريء أنور الساداتء لاسرائيل (197/7/11/15), ثم اتفاقيتا
كامب ديفيد (1917/8/5/117)» ومعاهدة الصلح ( 5/51/ 191/5). وفي أواخر هذا العام (1515)
جاء التدخل السوفياتي في اففانستان:» القريبة من شرق الجزيرة.
لاريب في أن كل واحد من هذه الاحداثء على تقاربها الزمنيء كان ينطوي على تغيّر جذري في
أطاره المحيء وتأثير كبير أو صغير, يتجاوز ذلك الاطار. وفي حين سارت احداث ايران وافغانستان في
اتجاه مضاد لأهداف الاستراتيجية الاميركية, كانت مبادرة الرئيس السادات,ء ونتائجهاء مطايقة لتلك
الافداف.
وعلى هذاء كان على الولايات المتحدة ان تضبط مسيرة استراتيجيتها بين الرياح المواتية» والرياح
المعاكسة؛ وأن تأخذ في حسبانها ما أفرزه كل تيار. فاذا كانت مبادرة الرئيس السادات أعطت ثماراًء
فقد كان على الولايات المتحدة ان تعمل لمحاصرة الآثار المضادة التى أفرزتها تلك المبادرة» الى جانب
مواجهة الرياح المعاكسة الهابّة من الخليجء وبخاصة في اثر سقوط نظام الشاه؛ الذي كان القوة
الرئيسة الاقليمية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة لدعم نفوذها وحماية مصالحها في المنطقة, وقلعة
أمامية في مواجهة الاتحاد السوفياتيء وحصان طروادة في يد الولايات المتحدة داخل منظمة البلدان
المصدرة للتفط (أوبيك ).
أما التدخل السوفياتي في أقفانستان: فقد رأت الولايات المتحدة فيه تقدم القوة الضارية
السوفياتية الى مقربة من الخليج. ونسبت الى الاتحاد السوفياتي نيّة التمهيد للسيطرة على
العدد 186 آب ( اغسطس ) 1544 شْيُونُ فلمسليؤية 0.١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)